ما الذى يجرى فى دنيا الحب؟ لا توجد إجابة واحدة، لكن هناك دراسات حاولت أن تقدم إجابات متعددة، قد نأخذ بها وقد لا نأخذ، لكنها فى المجمل هى محاولة للفهم، ومن ذلك ما قال به كتاب " لماذا نحب؟ طبيعة الحب وكيمياؤه" لـ هيلين فيشر الذى يشير إلى الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة.
تعظيم شأن الحبيب:
المفتون يبدأ أيضًا فى تعظيم، أو حتى تهويل شأن كلِّ السمات البسيطة فى المحبوب، وتحت وطأة الضغط، تقريبًا كل العشاق بوسعهم أن يسردوا كلَّ الأشياء التى لا يحبُّونها فى أحبَّتِهم، لكنهم يطرحون تلك المُدركات جانبًا أو يُقنعون أنفسهم بأن تلك العيوبَ ملامحُ تفرُّد وجاذبية.
"هكذا يُدير العشاق أسبابَ عاطفتهم/ لكى يحبوا نساءَهم لدرجة عشق نقاط ضعفهن"، هكذا تأمل موليير ، بل إن البعض يعبدون محبوباتهم بسبب عيوبهن.
وولعُ العشاقِ بالمزايا الإيجابية فى أحبَّتِهم هو لونٌ من التجاهل الفاضح للواقع. إنها الحياةُ عبر منظارٍ ورديٍّ، ما أسماه علماءُ النفس "تأثير العدسة الوردية". هكذا تصف فرجينيا وولف هذا النوعَ من الرؤية القصيرة النظر على نحو حيوي، قائلة: "على أن الحبَّ.. إنْ هو إلا وهمٌ خادع. قصةٌ يحبكها الإنسانُ فى ذهنه عن شخص آخر. ويعلم المرء طوال الوقت أنها غير حقيقية. وبالطبع يعلمُ لماذا يحرص دائمًا ألَّا يكسرَ ذلك الوهم."
النماذج التى اخترناها من الأمريكان واليابانيِّين تعكس بالتأكيد "تأثير العدسة الوردية" فحوالى 65٪ من الرجال، و55٪ من النساء فى الاستطلاع وافقوا على عبارة: "… لديه/لديها بعض العيوب، لكن تلك العيوب بالفعل لا تُزعجني"، و64٪ من الرجال و61٪ من النساء أجمعوا على عبارة: "أحبُّ كلَّ شيء فى ....".
لَكَم نخادعُ أنفسَنا حين نحبُّ، كان شوسر على حقٍّ حين قال: "الحبُّ أعمى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة