إذا نظرنا إلى ما يحدث فى العالم الآن من حروب وصراعات، وتنافس القوى العظمى على القيادة والهيمنة والنفوذ والمصالح، وما يدور الآن فى الإقليم من تعدد بؤر الصراع والنزاعات، وما يحاك ضد الوطن العربى وتعرضه لأخطار عديدة ومتعددة، وما تحاط به مصر من مؤامرات جعلتها تعيش وسط حزام من النار ، ندرك تماما أن ما حدث فى 30 يونيو له حكمة عظيمة وجليلة، ليكون قدرها الصمود وليس السقوط.
وأنا هنا أسأل ماذا لو تقم ثورة 30 يونيو فى ظل عالم يموج بالمتغيرات؟ .. كيف سيكون الوضع فى سيناء - خصوصا - حال عدم قيام ثورة 30 يونيو فى ظل إرهاب غاشم يسكنها وعدو يخطط لها وقوى شر لا تؤمن بالوطنية ولا السيادة.
لذا، فمن المؤكد فإن ما حدث فى سيناء بفضل 30 يونيو حربا رابعة قادتها دولة 30 يونيو على أرض الفيروز.
نعم حرب رابعة أتت بعد حرب الاستنزاف وبناء جيش جديد لمدة 6 سنوات، ثم حرب أكتوبر 1973 المجيدة وما أعقبتها من مفاوضات سلام لترجع سيناء من جديد إلينا، ثم حرب ثالثة كانت تحت مظلة القضاء والتحكيم وننتصر وتعود طابا إلينا، لتأتى أحداث 2011 ويعود الخطر على يد قوى الشر والضلال والإرهاب، ليجد المصريون أنهم أمام حرب رابعة للحفاظ على أرض الفيروز.
وظنى، أن هذه الحرب الرابعة التى قادتها دولة 30 يونيو لا تقل أهمية عن الحروب السابقة، فلولا الانتصار فى هذه المعركة لكان مصيرنا السقوط مثل بلاد كثيرة تعانى الآن من السقوط والصراع.
ولتحقيق عدة نجاحات كبرى، مثل النجاح فى تعديل بعض البنود فى اتفاقية كامب ديفيد لتسيطر قواتنا على كل كل شبر فى أرض الفيروز وعلى آخر نقطة فى الحدود، تزامنا مع مسار التعمير والبناء فى أرض الفيروز، والقضاء على الإرهاب التى كان يستهدف الدولة كلها وليست سيناء وحدها.
والنجاح الآخر، خوض معركة البناء والانتصار فيها بعد أن تم ضخ استثمارات من قبل الدولة بمئات المليارات لإنشاء مشروعات بنية تحتية من كبارى وأنفاق وطرق وكهرباء ومياه وغيرها من المشروعات التي غيرت وجه الحياة في أرض الفيروز وبعثت الأمل نحو مستقبل مشرق يحمل الرخاء لأهالينا في سيناء ولأهل مصر كلها، وبعد النجاح في ربط سيناء بمدن القناة وإقامة مجمعات عمرانية حديثة تُساهم في شغل الصحارى الشاسعة، وهو ما أتاح المجال بقوة لتحقيق هذه التنمية والتعمير وتعزيز الانتماء والمواطنة في أرض الفيروز، وتأمين الحدود المصرية ومكافحة الإرهاب.
لتنجح مصر 30 يونيو فى المزج بين معادلة الأمن والتنمية وترجمتها بشكل عملي على أرض الواقع، ليكتب الله النصر لمصر فى حربها الرابعة لعودة سيناء إلينا كاملة - أرضا وسيطرة وتنمية