لم يمر على مصر وشعبها خلال العقود الأخيرة مثل الخراب والدمار الذى كان فى عام 2011، وهى ثورة الخراب العربى، ولم يشعر أحد بالرعب والخوف والفزع مثل جيلنا والأجيال التى قبلنا والتى بعدنا فى هذه الحقبة، حيث كان المشهد قاتما وأسود، وامتدت يد المخربين والمتآمرين واللصوص لتدمر كل شيء فى وطننا الغالى مصر، من تدمير للمنشآت والمصالح الحكومية وإحراق العديد منها واقتحام السجون ونهب وسلب المحال والمولات التجارية واغتصاب وخطف وقتل العديد من المواطنين واستشهاد عدد من رجال الجيش والشرطة، وكانت الدولة فى انهيار كامل شمل كل القطاعات الاقتصادية والخدمية والتنموية بدون استثناء، وغيرها من المصائب والكوارث التى كان من ورائها ثلة من بائعى الأوطان مقابل المال الحرام ونشطاء السبوبة وأصحاب الضمائر العفنة وجماعة الإخوان، وهم تعاونوا جميعا مع أعداء الخارج لإسقاط مصر.
وكانت أيام ثورات الخراب العربى وما تلاها من حكم الجماعة من أسوأ الأزمنة لهذا الجيل فى فقد الأمن والأمان وانهيار الاقتصاد والسياحة والبنية التحتية، والأهم فقد هيبة ومفهوم الدولة، وانتشر أسلوب البلطجة والسرقة والنهب فى معظم أركان الوطن بدلا من بسط تطبيق القانون وزادت معدلات الجريمة بنسب كبيرة.
ولا أحد ينكر أن بداية زوال هذا الكابوس المفزع ونهاية طريق الظلام التى كانت تسير فيه مصر كان فى ثورة 30 يونيو عام 2013 الذى تحل ذكراها غدا، والذى خرج فيها الشعب عن بكرة أبيه رافضا كل أشكال العنف وسفك الدماء وفقد الأمان وتمزيق أوصال الوطن، ورافضا حكم ثلة لا يهمها إلا أهل عشيرتها وجماعتها وليس عندهم الانتماء للوطن ولكن عندهم السمع والطاعة لتعليمات مرشدهم، والذى قال فى أحد تصريحاته (فض فوه) طز فى مصر...... ولذا علينا جميعا أن نحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو التى أنقذت الوطن من مخطط تآمرى إرهابى لتقسيم وتفتيت مصر إلى ثلاث دويلات بدعم وتمويل من الشيطان الأعظم أمريكا، التى هى وراء الخراب فى العالم كله بداية من العراق وليبيا واليمن وسوريا وغيرها وآخرها تدعيمها للكيان الصهيونى لإبادة الشعب الفلسطينى والقضاء على القضية الفلسطينية.
ولا أحد ينكر، أن الحمد لله أن مصر بعد 11 عاما من ثورة 30 يونيو فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، عادت إليها ما افتقدته خلال الفترة المشؤومة ومنها عودة الأمن والأمان وقوة وهيبة أجهزة الشرطة والجيش وسيادة مفهوم الدولة، كما تحققت إنجازات ومنها والقضاء على العشوائيات وإنشاء المدن الجديدة وشبكة الطرق والكبارى الحديثة وتطوير المستشفيات واستصلاح الأراضى وتطوير مرافق السكك الحديدية واستكمال مراحل مشروعات المترو وإنشاء المونوريل وعودة النشاط السياحى وإنشاء الأنفاق وتطوير الموانئ ومشروع قناة السويس الجديدة وغيرها من المشروعات التى يجب أن نحافظ عليها ونحميها ولا نسمح لأحد أن يمسها بسوء بسبب دعوات خبيثة تحاول أن تستغل الظروف الاقتصادية للعودة إلى أيام يناير الأسود.
وإن شاء الله وكل أمل أن مصر سوف تعبر أزمة ارتفاع الأسعار ونقص الغاز الذى يؤدى إلى انقطاع الكهرباء فى القريب العاجل بإذن الله، ولكن علينا كلنا الآن أن نقف رجلا واحدا خلف وطننا والقيادة السياسية للحفاظ على ما تحقق والعمل والصبر على أى تحديات ومعوقات حتى نتجاوزها وينهض اقتصادنا بقوة إن شاء الله.