3 قرى جعلتها أيادى سيدات الفيوم بلا بطالة.. "إيفلين" حولت قرية تونس إلى قبلة الخزف والفخار.. سيدات السنباط يغزلن صوف الغنم ووبر الإبل.. وفى "الأعلام" حولن مخلفات النخيل لمنتجات صديقة للبيئة وتصدر للخارج

الأربعاء، 05 يونيو 2024 11:30 ص
3 قرى جعلتها أيادى سيدات الفيوم بلا بطالة.. "إيفلين" حولت قرية تونس إلى قبلة الخزف والفخار.. سيدات السنباط يغزلن صوف الغنم ووبر الإبل.. وفى "الأعلام" حولن مخلفات النخيل لمنتجات صديقة للبيئة وتصدر للخارج
الفيوم - رباب الجالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قرى بمحافظة الفيوم تحولت إلى قرى عاملة وبلا بطالة وأعلنت وفقا لتقارير رسمية أن هذه القرى بلا بطالة، لكن الملفت فى التجارب الثلاث أن بطلات حمايتهم سيدات قررن الاعتماد على الحرف اليدوية وخوض تجارب جمعية نقلت قراهم البسيطة إلى العالمية من خلال منتجات بخامات بيئية وطبيعة، جعلت الأنظار تتوجه صوبهن وصوب قراهن، وحصلن على دعم الدولة من خلال وزارة التنمية المحلية ومنصة أيادى مصر.


ففى قرية تونس.. تحولت من عزبة بسيطة يسكنها المزارعون كل أنشطتهم تتلخص فى الزراعة وتربية المواشى، إلى قبلة سياحية ساحرة يقصدها السائحون من مختلف دول العالم وتحول عشق القرية عند بعضهم من الزيارة والسياحة إلى الإقامة الدائمة، إنها قرية تونس بمحافظة الفيوم التى بدأت بفكرة لسائحة سويسرية تدعى إيفلين بوريه، استقرت بها وحولت القرية إلى مقر عالمى لصناعة الخزف والفخار وأبدع أبناء القرية فى الانغماس فى التجربة وتطويرها إلى أن أصبحوا من الخزافين المحترفين على مستوى العالم وجابت منتجاتهم العديد من المعارض الدولية.


يقول محمود كامل، الباحث السياحى بإدارة السياحة بمحافظة الفيوم، إن تونس تقع فى الشمال الغربى لمحافظة الفيوم، وتطل على بحيرة قارون وهى مبنية على ربوة مرتفعة، وهى مقصد من المقاصد السياحية المهمة بالمحافظة، فى أواخر الستينيات كانت عزبة بسيطة، لأن مساحتها صغيرة، وتاريخها بدأ فى أواخر الستينيات عندما زارتها السويسرية إيفلين بوريه وهى فنانة دارسة لفن الخزف وأعجبت بقرية تونس، وكانت فى هذا الوقت تقيم مع والدها لعمله بالقاهرة، ولكنها عادت إلى سويسرا وهناك تعرفت على زوجها وكان فنانا ومصمم أزياء وخزاف، وتزوجا وجاءت بصحبة زوجها إلى القرية وأنشأت منزلها، وقامت بإنشاء ورشة للخزف كانت تعمل بها، وخلال تواجدها بالقرية لاحظت أن أطفال القرية يقومون باللعب بالطين وعمل أشكال مختلفة، فجاءت لها فكرة إلحاق الأطفال بالورشة وتعليمهم فن صناعة الخزف، وبالفعل قامت بتدريب الأطفال وتعليمهم مراحل صناعة الخزف، وأنشأت مدرسة الخزف فى القرية فى الثمانينيات وبدأت طرق الأبواب بالقرية لتطلب من الأهالى أن يلتحق أبناؤهم بمدرسة تعليم الفخار، وهؤلاء الأطفال أصبحوا الآن أصحاب ورش خرف مشهورة ومنتشرة فى أنحاء القرية، حيث أصبح بالقرية 30 ورشة لصناعة الخزف والفخار، وأصبح مصدر الاقتصاد الرئيسى للقرية.


ولفت إلى أن وجود «إيفلين» بالقرية شجع أصدقاءها من الكتاب والأدباء والفنانين التشكيليين والمترجمين الأجانب والمصريين فى القدوم للقرية والإقامة بها، وتحولت القرية إلى مركز للفن بمحافظة الفيوم، وكان من بين الفنانين الفنان محمد عبلة الذى قام بإنشاء متحف الكاريكاتير ومركز الفيوم للفنون الذى يقوم بعمل دورات تدريبية للفنون تحت مسمى الأكاديمية الشتوية ويأتى إليه فنانون من خارج مصر للإقامة لمدة شهر كل عام، وساهم قرب القرية من القاهرة فى أن تكون مكانا يلجأ إليه كل الأجانب المتواجدين بالقاهرة.


وأشار الباحث السياحى إلى أن الفنانة التشكيلية إيفلين بوريه لم تجبر أطفال القرية على رسومات بعينها على المنتجات، ولكنها تركت المجال لأفكارهم وإبداعاتهم، وتجربتها كانت تجعل الأطفال يقومون بعمل رسومات خاصة بهم مما جعل لكل منهم «استايل» خاص مستوحى من البيئة، فيرسمون أشجارا أو حيوانات أو غيرها من الأشكال المحيطة بهم، وأصبح فخار قرية تونس له طابع خاص تتميز به على مستوى العالم.


وعن معمار القرية قال، أصبحت القرية لها طابع معمارى مميز كلها من البيئة المحلية الخاصة بالقرية فجميع المنازل مبنية بالحجر والطوب النى، وهى عمارة مستوحاة من العمارة النوبية أول من بدأها المعمارى حسن فتحى، وهو واحد من أشهر المعماريين المصريين وهو من أحيا العمارة النوبية، ولديه منزل بالقرية بناه لأحد الأهالى وله طابع خاص، والعمارة بالمنازل والفنادق بالقرية، تتميز بالقباب والقبو والطوب النى، ولفت محمود كامل إلى أن الفنادق متاحة فى القرية باختيارات متعددة ومنها فنادق بيئية، وتوجد منازل خاصة يتم تأجيرها من خلال أبلكيشن على الإنترنت، وهناك فيلات خاصة تستقبل الضيوف بمقابل مادى، وتوجد استراحات وشاليهات واختيارات متعددة للإقامة بالقرية.


جدير بالذكر أن قرية تونس ينطلق بها سنويا مهرجان قرية تونس للخزف والحرف اليدوية، وأقيم آخر مرة ضمن احتفالات محافظة الفيوم بعيدها القومى، بحضور الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم، والدكتور محمد عماد نائب المحافظ، والقيادات التنفيذية بالمحافظة وعقد المهرجان على مدار يومى 16 و17 مارس.


أما قرية السنباط.. فقصتها تختلف كثيرا حيث بدأت من سيدات القرية البسيطات اللائى توارثن مهنة صناعة الطواقى من جداتهن، وتحولت إلى مصدر الدخل الأساسى لهن، حيث يصنعن الطواقى من وبر الإبل وصوف الخراف، ويقمن بغزل صرف الإبل وصوف الخراف وعمل خيوط منه ثم يقمن بغزلها إلى طواقى بأحجام وأشكال مختلفة وفقا لرغبة الزبائن ويقمن ببيعها بمدينة الفيوم.


وتقول زينب مصطفى، إحدى سيدات القرية التى تجاوز عمرها الخامسة والستين عاما، إنها تعمل بغزل الطواقى الصوف منذ أن كانت فى السابعة من عمرها، تعلمت من جدتها وأمها واستمرت بعملها وتزوجت من أحد رجال القرية وأصبحت مهنتها أساسية فى مساعدة زوجها فى الإنفاق على أسرتها.


ولفتت إلى أن جميع سيدات القرية يعملن بهذه المهنة ولا توجد سيدة بالقرية بأكملها لا تعمل حتى المتزوجات من الخارج يتعلمن بمجرد زواجهن بأحد أبناء القرية.


وأكدت «زينب» أن جميع المنتجات التى يقمن بإنتاجها يتم تسويقها بطريقتين إما عن طريق عرضها بسوق القرية يومين من كل أسبوع تجلس السيدات وتبيع أو من خلال الست منى كبيرتهن فى القرية التى تجمع منهن الطواقى وتنتقل إلى مدينة الفيوم يوميا وتبيعها بميدان السواقى.
وقالت منى محمد، كبيرة صانعات الطواقى بقرية السنباط، إن مصدر دخلها الوحيد إحياء مهنة أجدادها بالفيوم فى غزل الطواقى الصوف وبيعها بالأسواق فتجد يومها منقسما بين أن تجلس أمام منزلها وبيدها «الإبرة» وبالأخرى لفافة من الصوف ويدها تعمل بسرعة لا تستطيع عيناك ملاحقتها حتى تخرج منتجها النهائى عبارة عن «طاقية صوف» دقيقة الصنع لا تستطيع أن تتخيل أن صنعت بيد آدمية وليست بماكينة، وتكون الطاقية بأشكال وأحجام وألوان مختلفة تناسب جميع الأزواق «والغاوى يشترى طاقيته» ونصف يومها الثانى تقضيه جالسة ببضاعتها بميدان السواقى وسط مدينة الفيوم بعد أن حملتها على رأسها من قريتها إلى المدينة فى انتظار زبائنها الذين يعرفونها جيدا.


ولفتت إلى أنها تقوم بشراء وبر الإبل وصوف الغنم بالكيلو من مربى الإبل والأغنام بالقرية وتقوم بغزله بمغزل خشبى لديها وتحويله إلى خيط صوف ثم توزعه على سيدات القرية ويقمن بغزل الطواقى منه.


وأشارت «منى» إلى أنها تجمع الطواقى من سيدات القرية بسعر 30 جنيها للواحدة وتبيعها بميدان السواقى بمدينة الفيوم بـ35 جنيها، مؤكدة أن لها مكانا محددا تجلس فيه منذ أكثر من 20 عاما وعرفها زبائنها من كل فئات المجتمع وترتدى إحداها على رأسها فى شكل فكاهى للدعاية لمنتجها ويحضر إليها زبائنها، فمنهم من يقول لها عايز طاقية المخبر ومن يقول عايز طاقية العمدة ومن يقول عايز طاقية الفلاح، وهكذا، ولفتت إلى أن كل شخص له ذوق، فهناك طواقى قصيرة وليست عميقة من الداخل يرغبها كبار السن من أصحاب المعاشات وهناك طواقى طويلة وعميقة يرغبها الفلاحون ويقبلون على شرائها.


أما قرية الإعلام.. والتى تقع على طريق القاهرة الفيوم، فتجد أيادى كل منهن تسابق الأخرى، تلك الأيادى الناعمة لسيدات قرية الإعلام يضفرن خوص النخيل الخشن ليخرجن منه منتجات طبيعية وبيئية جميلة تستخدم فى أعراض متعددة ويهواها الكثير من زبائنهن خاصة من أبناء الطبقات الراقية، وتطور استخدام المنتجات حيث يتم استخدام هذه المنتجات فى المسلسلات الدرامية وأفلام السينما أثناء التصوير، كما تصدر منتجاتهن للعديد من الدول مثل أمريكا والسعودية والإمارات والبحرين، ووفقا لتقارير متعددة للتنمية أصبحت قرية الإعلام قرية بلا بطالة خاصة بعدما بدأ رجال القرية يعملن بصناعة جريد النخل مقاعد ومنتجات متعددة بالإضافة إلى عملهم فى تسويق منتجات الخوص.


تقول عفاف درويش، إحدى سيدات قرية الإعلام، إن مهنة صناعة الخوص توارثناها من أمهاتنا وجداتنا، فجميع فتيات القرية يولدن فى منازل تعمل فيها أمهاتهن وجداتهم بصناعة الخوص ويتعلمن المهنة ويبرعهن فيها، لكن الجميع يعمل بهذه المهنة بحب وجميعنا فى قلبه يريد الحفاظ على هذه المهنة التى ننتمى إليها وتنتمى إلينا.


ولفتت إلى أنها تعملت المهنة وأتقنت صناعة منتجات الخوص وفى عام 2019 قررت أن تجمع سيدات القرية العاملات بالخوص فى جمعية تتبع مديرية التضامن الاجتماعى، فقامت بإشهار الجمعية وأصبحت تضم عشرات السيدات اللاتى يقمن بمدهن بالخامات اللازمة للصناعة ويقمن بالتصنيع فى منازلهن وتتسلم منهن المنتجات بمقابل مادى للصناعة، ثم تقوم هى بتسويق المنتجات.


ولفتت مصنعة الخوص إلى أنها وجدت رواجا كبيرا لمنتجات الخوص وله قطاع كبير من الزبائن، بالإضافة إلى أنها تمكنت من فتح سوق خارج مصر، حيث يقوم شقيقها بتصدير منتجاتها إلى أمريكا، كما تصدر هى المنتجات إلى البحرين والإمارات والسعودية، وتعتمد على التسويق الإلكترونى للمنتجات.


وأشارت «درويش»، إلى اهتمام الدولة خلال السنوات الأخيرة بالحرف اليدوية والمصنعين وتقديم الدعم لهم، مؤكدة أنها تشارك بالعديد من المنتجات سنويا فى معارض تراثنا وديارنا، بالإضافة إلى الدعم التى تقدمه وزارة التنمية المحلية من خلال وحدة أيادى مصر التى ساهمت فى خلق سوق جديد لهم من خلال التسويق الإلكترونى من قبل متخصصين بشكل احترافى وتنظيم العديد من المعارض فى الجامعات الخاصة وفى مختلف المحافظات.


وقالت كريمة السيد، إحدى مصنعات الخوص بقرية الإعلام، إن صناعة الخوص جعلت كلا منهن تشعر بأن لها كيانا وأن يمكنها العمل وإيجاد دخل يساعد زوجها فى الإنفاق على أبنائهم، وأكدت أن جميع النساء والفتيات يعملن فى صناعة الخوص ويجيدن فنيات الصناعة، ومنتجات قرية الإعلام مميزة عن أى منتجات بأى مكان آخر فى العالم، وأشارت إلى أنهن يعملن فى المهن بحب وكل منهن تشم فى مهنة صناعة الخوص رائحة أمهاتهن وجداتهن، ولا يريدن تراجع الصناعة فى القرية أبدا ولديهن طموح أن يصدرن إلى مختلف دول العالم.
وقالت فاطمة رمضان، إحدى المصنعات، إنهن يحرصن على أن تتعلم الفتيات الصغيرات صناعة الخوص حتى من التحقن بالجامعات يتم تعليمهن الصناعة وإكسابهن الخبرات اللازمة حتى تكون لكل منهن مهنة بجانب التعليم فإن لم تحصل على وظيفة، تستطيع من خلال صناعة الخوص أن تدر دخلا يساعد زوجها فى الإنفاق على الأسرة، ويجعلها تشعر بقيمتها واستقلالها المادى.


وقالت أسماء رمضان، إحدى مصنعات الخوص، إن المنتجات تغير شكلها كثيرا عن الماضى، حيث يدمجن معها الكروشيه والجلد والعديد من الأدوات الأخرى، وأصبحن يدخلن العديد من الألوان على المنتجات حتى تكون منتجات عصرية تناسب الذوق العام، ولفتت إلى أنهن بجانب الصناعة اليدوية أصبح لديهن ماكينات للصناعة ويدمجن شغل الماكينات مع الأعمال اليدوية لعمل منتج مميز ومناسب للعديد من الأغراض.

قرية تونس (4)
 

 

قرية تونس (1)
 

 

قرية تونس (2)
 

 

قرية تونس (3)
 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة