قال الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولى، إن الإعلام الأمريكى والغربى فقد كل مبادئ المهنية الإعلامية التى تتأسس على الحيدة والاستقلالية والمصداقية فى تغطيته لحرب الإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل اعتبارا من 7 أكتوبر وحتى الآن.
وأشار الدكتور أيمن سلامة فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" إلى تجاهل الإعلام الأمريكى والغربى القرارات والأوامر القضائية الدولية التى صدرت عن هيئات قضائية دولية مستقلة فى لاهاى، لا يستطيع كائن من كان أن يشكك فى حيدتها ومصداقيتها واستقلاليتها حتى فى الغرب نفسه.
وتابع أستاذ القانون الدولى: لم تقم بعض وسائل الإعلام الغربية المغرضة التى تتشدق بالحيدة والمهنية والاستقلالية وعدم الانحياز حينما أخفت الإشارة إلى أن المحكمة الجنائية الدولية طلب مدعيها العام من دائرة ما بالمحكمة اعتقال مجرم الحرب الإسرائيلى نتنياهو وزميله وزير الدفاع جالاند، مع التأكيد على أن هذه المحكمة تضم 124 دولة عضو وأن قضاتها ومدعيها العام لا يتأثرون بسياسة ولا دعاية ولا يؤثر فيهم أو يرهبهم الدعاية الغربية والهجمات الصهيونية الأمريكية.
وأضاف سلامة:"ما يقيد قضاة المحكمة ومدعيها العام أمران اثنان لا ثالث لهما، الأمر الأول النظام الأساسى المحكمة، والثانى قواعد الأدلة والاثبات لذات المحكمة".
واستطرد، تجهل دعاية الحرب المغرضة التى تتبانها بعض وسائل الإعلام الغربية أن المصداقية ليست شعارا أو ألفاظا ولكنها أفعالاً ومنهاجا، ولذلك فإن أبجديات وأساسيات التناول الإعلامى للحروب والصراعات المسلحة هو نقل الحدث كما هو دون تبرير أو تعليل أو تكييف بما يتماشى مع سياسة الموقع الإعلامى، وهذا كله انحرفت عنه بل وانتهكته هذه الوسائل الإعلامية المغرضة التى ما برحت تنظر للفلسطينى والعربى والمسلم نظرة الاستعلاء الثقافى والعنصري للعربى والمسلم والفلسطينى.
وأكد سلامة ، أن التناول الإعلامى المصرى للصراع المسلح الجارى فى قطاع غزة ربما لم يتناول كل جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية التى ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلية بداية من 7 أكتوبر 2023.
ويدلل سلامة على أن الإعلام المصرى لم يشر إلى أن دعوى الإبادة الجماعية التى رفعتها جنوب أفريقيا ضد اسرائيل والتى تنظرها الآن المحكمة الجنائية الدولية هى أكثر الدعاوى القضائية فى تاريخ المحكمة التى طلبت الدول أعضاء المحكمة التدخل فيها مع جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، كما أنه لم يشر الإعلام العربى إلى أن أسرع قرار أولى صدر فى تاريخ دعاوى الإبادة الجماعية بتوفر القصد الخاص فى ارتكاب الجريمة كان فى دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل يوم 26 يناير 2024 ، لم يشر الإعلام العربى إلى أن القادة الاسرائيليين سياسيين وعسكريين هم الأكثر ملاحقة جنائية فى كثير من المحاكم الوطنية الأوروبية وغيرها التى تطبق الاقتصاص القضائى العالمى، وأن أكثر القرارات الدولية التى صدرت عن المنظمات الدولية مثل مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الانسان ومحكمة العدل الدولية صدرت ضد إسرائيل منذ إنشاء منظمة الأمم المتحدة.
