كأننا أمام مشهد سينمائى من كتابات العظيم الراحل نجيب محفوظ للحارة القديمة.. ابن الفتوة يصول ويجول فى الحارة.. يضرب.. يسرق.. يشاكس.. يتحرش دون مانع أو رادع.. طبعا إنه ابن الفتوة.. مع أول نظرة استهجان لأفعاله يهرول شاكيا باكيا مستغيثا بوالده الفتوة ضد من تجرأ ورمقه بنظرة لم ترضه.. الحارة "غزة" وما يجرى على أرضها من خراب ودمار .. الفتوة "الولايات المتحدة الأمريكية" .. ابن الفتوة "الاحتلال الإسرائيلي".. صاحب نظرة الاستهجان الإعلامية المصرية "قصواء الخلالى".
القصة ببساطة لمن لم يتابع.. معركة أعلنتها جماعات الضغط الأمريكى – الإسرائيلى الصهيونى، ضد الإعلامية المصرية والكاتبة الصحفية قصواء الخلالى، بدأت بظهور الإعلامية على شاشة فضائية CBC ببرنامجها "فى المساء مع قصواء"، تدين فيه المجازر البشعة التى يرتكبها جيش الاحتلال ضد أهالينا فى غزة، وهى المجازر التى قاربت على الشهر الثامن على التوالى بمباركة كاملة ودعم غير محدود من الولايات المتحدة الأمريكية.
حتى الشجب والاستنكار للمجازر الدموية التى لم تفرق بين شيخ ولا سيدة ولا طفل ولا حتى رضيع فى الحضانات التى تم استهدافها سواء بالقصف المباشر أو قطع الكهرباء وقتل الرضع اختناقا بنقص الهواء والأوكسجين، روع دولة الاحتلال وأثار غيظهم وجنونهم، وجيشوا كل الشاشات الإعلامية الموالية لهم والصحفيين المأجورين، لشن حملات ممنهجة ضد قصواء الخلالى عبر استخدامهم كل الوسائل المملوكة لهم والأدوات، بدءا بحجب بث برنامجها إلكترونيًا، وإغلاق صفحاتها على المنصات، تبعها حذف بعض الحلقات، تبع ذلك تعرضها لحملات ممنهجة من حسابات إلكترونية، استهدفتها وبرنامجها وفريق التواصل عبر منصات التواصل الاجتماعى والهواتف والرسائل التهديدية، وبعد الشكوى وتتبعها من قبل المتخصصين، تم اكتشاف أن معظمها يعود لجهات تابعة لدعم إسرائيل، تقوم بعمل حسابات تتخاطب باللغة العربية، وتهاجم الأصوات الصحفية المصرية والعربية؛ التى تتبنى الموقف والحق الفلسطيني، وتعضد الدور المصرى فى حمايته ودعمه، بهدف إرهابها وإسكاتها.
حتى ظهر أحد أشهر مراكز بحوث الإعلام فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو مركز “MEMRI” المتخصص فى دراسات الشرق الأوسط، والذى يضم مجلسُ أمنائه عددًا من أبرز السياسيين الأمريكيين والوزراء الإسرائيليين السابقين، ومجموعات بحثية أمريكية، والتى تتبع جميعها مراكز الضغط الصهيونية الإسرائيلية فى أمريكا وتستهدف الصحافة الداعمة للقضية الفلسطينية، حيث قام هذا المركز بشن حملة ممنهجة ضد الإعلامية قصواءواصفا حلقاتها بخطاب "كراهية إسرائيل والعنصرية ضد الصهيونية".
أى كراهية بعد ما يحدث من تطهير عرقى ممنهج من جانب جنود دولة الاحتلال الإسرائيلى بحق شعب أعزل أرضه مسروقة ومغتصبة منذ عشرات السنوات؟!.. وأى قدرة على لى عنق الحقيقة تمارسها تلك الجماعات المأجورة لإخراس كل الألسنة الداعمة لحقوق الفلسطينيين فى العودة إلى أرضهم، وممارسة حقهم فى حياة آمنة مستقرة، دون خوف من دانة مدفع أو طلقات بندقية لا تفرق بين امرأة أو طفل أو شيخ.
من هنا أطالب وأناشد كل المؤسسات الصحفية والإعلامية المصرية والعربية وحتى العالمية التى لا زالت تتحرى ميثاق الشرف لـ"صاحبة الجلالة"، أن تنحاز لصوت الحق وأن تخرج لتدين بشكل رسمى ومباشر كل محاولات اللوبى الإعلامى الغربى والأمريكى الصهيونى والداعم والممول من إسرائيل، كل تلك المحاولات التى تنتهجها تلك الجماعات المأجورة والتى تكشر أنيابها وتحاول نهش وكسر كل قلم وإخراس أى صوت يصدح بالحقيقة التى تظهر تحت عيون الشمس لم يريد أن يراها.
أطالب بدعم صريح ومواقف رسمية وغير رسمية تساند الزميلة الإعلامية قصواء ضد كل الحملات، وكذا الوقوف والدفاع عن كل صحفى أو إعلامى يتعرض لمثل ما تتعرض له الزميلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة