الإعلام الإسرائيلي يخلق انتصارا وهميا بتحرير 4 رهائن وينسى الانهيار البشرى والاقتصادى لكلفة العدوان على غزة.. الخلافات تسود بين وزراء حكومة تل أبيب.. و"نتنياهو" يواجه "جانتس" فى جولة أخيرة قبل تفكيك مجلس الحرب

السبت، 08 يونيو 2024 03:16 م
الإعلام الإسرائيلي يخلق انتصارا وهميا بتحرير 4 رهائن وينسى الانهيار البشرى والاقتصادى لكلفة العدوان على غزة.. الخلافات تسود بين وزراء حكومة تل أبيب.. و"نتنياهو" يواجه "جانتس" فى جولة أخيرة قبل تفكيك مجلس الحرب مجلس الحرب
كتب عبد الوهاب الجندى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مازالت الخلافات في الأوساط الإسرائيلية قائمة، بسبب الحرب على غزة، والحصار الذى تفرضه قوات الاحتلال على القطاع منذ اليوم السابع من شهر أكتوبر الماضي، وزادة حدة الخلافات والانقسامات داخل حكومة بنيامين نتنياهو بسبب ما يسمى بـ"اليوم التالي" للحرب، وخاصة مع القادة العسكريين، رغم إعلان جيش الاحتلال تحرير 4 رهائن إسرائيليين من مخيم النصيرات في غزة.


وتواجه "حكومة الحرب الإسرائيلية امتحاناً لتماسكها اليوم في حال نفّذ  رئيس المعسكر الرسمي، بيني جانتس، تهديده بالانسحاب منها، بسبب خلافات مع رئيسها بنيامين نتنياهو بخصوص الحرب، حيث أمهل الأول الأخير حتى اليوم، لوضع خطة عمل استراتيجية للحرب، في مقدمتها إعادة الرهائن والاتفاق على موعد لانتخابات مبكرة وتشكيل لجنة تحقيق في إخفاقات 7 أكتوبر.

خلافات سياسية بين نتنياهو وجانتس

وكشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن أن جانتس يواجه ضغوطاً أمريكية لتأجيل الانسحاب من الحكومة، باعتبار أن "هناك احتمالات كبيرة للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى، في الساعات المقبلة، وعندئذ ستكون هناك حاجة إليه لضمان تطبيقها".


لكن مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، تحرير 4 رهائن إسرائيلية في عملية معقدة في مخيم النصيرات داخل قطاع غزة، اليوم السبت، أعلن عضو مجلس الحرب الإسرائيلي، بيني جانتس، تأجيل المؤتمر الصحفي الذي كان من المقرر أن يعقده، مساء السبت.


وخلق الإعلام الإسرائيلي، حالة من الانتصار على المنصات الإعلامية، فرحا بتحرير 4 رهائن من قطاع غزة، تم احتجازهم في السابع من أكتوبر الماضي، رغم أن ذلك تم في 9 شهور، بكل ما تملكه إسرائيل من قوة عسكرية ودعم أمريكي غير مسبوق.

وكشف المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيل، دانيال هاجاري، تفاصيل العملية العسكرية، التي أسفرت عن تحرير 4 محتجزين من مخيم النصيرات في قطاع غزة اليوم السبت، مؤكدا أن العملية مشتركة لجيش الاحتلال والشاباك وشرطة إسرائيل، وأدت إلى إصابة جندي بجروح خطيرة.

وقال في مؤتمر صحفي: نفذنا العملية بناء على معلومات استخبارية وعمليات للشاباك واليمام، والعملية انطوت على مخاطر كبيرة وانتهت باستعادة المختطفين الأربعة".

وأكد هاجاري، أن "مهمتنا لن تنتهي حتى يعود المختطفون، ومصممون على إعادة المختطفين وسنقوم بذلك بكل الطرق وهذه رسالتنا للمفاوضات هذا الصباح".

وأضاف: سنواصل العمل في قطاع غزة حتى نستعيد جميع المختطفين، القوات الإسرائيلية أنقذت المختطفين من أيدي حماس تحت إطلاق النار، معلنا عن إصابة جندي من الجيش الإسرائيلي بجروح خطيرة خلال عملية تحرير الرهائن في النصيرات".

 

خسائر في صفوف القوات الإسرائيلية
 

فمن ناحية الخسائر البشرية، اعترف جيش الاحتلال، بإصابة 3730 ضابطا وجنديا منذ بداية العدوان على غزة، منهم 1889 خلال العملية البرية.

كما اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي أيضا بمقتل 644 ضابطا وجنديا منذ بداية الحرب فى غزة وإصابة 570 آخرين بجروح خطيرة.

ولا شك أن الحرب الإسرائيلية على في غزة ألحقت أضراراً جسيمة باقتصاد إسرائيل وتكبدت خسائر بكافة القطاعات الاقتصادية والتجارية والأسواق، وتسببت في إجلاء ما يقارب 250 ألف إسرائيلي من منازلهم من الجنوب والشمال - حوالي 40% منهم لم يعودوا إلى منازلهم حتى اليوم - حيث تم إيواؤهم في 438 فندقاً ومنشأة إخلاء، وهو ما كلف الحكومة الإسرائيلية 6.4 مليار شيكل (ما يعادل 1.74 مليار دولار)، بحسب بيانات وزارة الرفاه والسياحة الإسرائيلية.

انهيار اقتصادي فى تل أبيب
 

وشهد الاقتصاد الإسرائيلي انهيار وشلل شبه تام وخسائر فادحة بقطاع البناء والعقارات، وبالصناعات والزراعة والسياحة الداخلية، وذلك مع استمرار الارتفاع في كلفة الحرب وتداعياتها على الموازنة العامة لإسرائيل، التي تعاني عجزا بقيمة 6.6% من الناتج المحلي، بحسب ما أفاد تقرير بنك إسرائيل.

وتعطل الاقتصاد الإسرائيلي وتكبد خسائر فادحة، حيث أظهرت معطيات بنك إسرائيل ووزارة المالية الإسرائيلية أن تكلفة الحرب منذ 7 أكتوبر الماضي حتى نهاية مارس 2024، بلغت أكثر من 270 مليار شيكل (73 مليار دولار).

كما يعاني الاقتصاد الإسرائيلي من تداعيات الحاجة إلى تجنيد الجيش الإسرائيلي مئات الآلاف من جنود الاحتياط، إلى جانب إجلاء مئات الآلاف من الإسرائيليين من منازلهم في مستوطنات "غلاف غزة"، والنقب الغربي، والحدود اللبنانية، وتعطيل العمل بالمدارس والجامعات، والمرافق الاقتصادية، بما في ذلك السياحة والمطاعم والمقاهي وأماكن الترفيه.

ومع اندلاع الحرب علّقت عشرات شركات الطيران العالمية عملها في إسرائيل، وألغت مئات الرحلات اليومية إلى مطار بن جوريون، حيث لوحظ التراجع الحاد في الحركة والتنقل في المطار الإسرائيلي، إذ بلغ أعداد الركاب نحو 4.3 ملايين مسافر منذ بداية الحرب، مقابل نحو 10.1 ملايين بين أكتوبر 2022 ومارس 2023.

وبحسب بيانات وزارة الأمن الإسرائيلية، فإن كلفة الحرب اليومية منذ 7 أكتوبر حتى نهاية ديسمبر 2023، بلغت مليار شيكل يوميا (270 مليون دولار)، قبل أن تنخفض خلال العام 2024 لتصل إلى 350 مليون شيكل (94 مليون دولار).


واضطرت الحكومة الإسرائيلية إلى توسيع الموازنة العامة للعام 2024، حيث بلغت 584 مليار شيكل (158 مليار دولار)، بزيادة قدرها حوالي 14% مقارنة بحد الإنفاق الأصلي الذي تم تحديده في العام الماضي كجزء من ميزانية السنتين 2023-2024.


ولمواجهة التكلفة الباهظة للعملية العسكرية وبغية منع العجز التراكمي بالموازنة العامة لوزارة الأمن، تمت زيادة الميزانيات المخصصة لوزارة الأمن، بإضافة 30 مليار شيكل (8.1 مليارات دولار)، وبذلك بلغ الحجم الإجمالي لميزانية الأمن خلال الحرب حوالي 100 مليار شيكل (27 مليار دولار).

وبسبب الإنفاق العسكري والخسائر المباشر للاقتصاد الإسرائيلي، حدث ارتفاع في تكاليف ديون الدولة لتصل إلى 62% من الناتج المحلي الإجمالي للاحتلال بعد أن كانت 59% في العام 2023/2022.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة