قال العالم أحمد زويل :- " أن الصين قدمت نموذجًا بارعا لكيفية التعامل مع القوة العظمى ، لا بالاستغراق في نقد الولايات المتحدة الأمريكية والدخول في حرب كلامية معها، بل بتقديم تجربة ناجحة في النمو والتقدم "
ليس هذا فحسب ! ، بل أن الصين أصبحت تنافس الولايات المتحدة الأمريكية في أن تكون قوة سلام في منطقة الشرق الأوسط لا قوة حرب ، وهذا ما يتوافق مع الرؤية المصرية والتي ظهرت جليّا في كلمات السيد الرئيس السيسي الهادفة والثمينة في المنتدى العربي الصيني ، والذي ثّمن على دور جمهورية الصين الشعبية وموقفها حيال القضية الفلسطينية ؛ فالقاهرة وبكين أصبحا يشتركان في كثير من الرؤي سواء في أهداف التنمية المستدامة والاهتمام بالاستثمار في البُني التحتية ، أو في إرساء السلام، مما يلقى بظلاله على الجوانب الاقتصادية بشكل ايجابي .
فالعلاقات المصرية الصينية تعود إلى عام 1949 م حيث كانت مصر أولي الدول التي اعترفت بقيام جمهورية الصين الشعبية ولكن منذ أن تولى الرئيس السيسى المسئولية ، أصبحت العلاقات بينهما أكثر ارتقاءً ، حيث تم التوقيع على إستراتيجية التعاون الشاملة ، والتي تمت عامها العاشر في 2024م ، وفى انتظار المزيد من ترفيع العلاقات بين البلدين.
ماذا تريد الصين من مصر وماذا تريد مصر من الصين ؟ سؤال يفصح عن ملامح طبيعة تلك العلاقة فى المستقبل خاصة بعد نجاح القمة العربية الصينية وعن التواجد المصري القوى في تلك القمة ، فالصين تريد السلام والاستثمارات والنمو ونجاح مصالحها الاقتصادية وتراهن على دور مصر الاقليميى في إرساء السلام ، ومصر تريد التكنولوجيا وتوطين الصناعات ونقل الخبرات والاستثمارات الهادفة ، فمؤخرًا أصبحت الدولة المصرية شديدة الانتقاء في اختيار استثماراتها واستثمارات القارة السمراء ؛ فالاستثمار الناجح هو الذي يوفر فرص عمل ويحقق الربح محافظًا على الموارد دون استنزافها ، وهذا هو "حوار جنوب جنوب " المصطلح الذي وصف به السيد الرئيس في كلمته عن طبيعة العلاقة المصرية الصينية في عصرها الذهبي.
لا شك أن تلك العلاقات الجيدة والقوية ، هي كلمة السر في كثير من المكاسب السياسية والاقتصادية ، مثل الاستثمارات الصينية في مصر ومشاركة الجانب الصيني في إعادة اعمار البنية التحتية في غزة بعد توقف كل تلك الممارسات العنيفة وربما كلمة الرئيس – أيضًا – أماطت اللثام عن رغبة الدولة المصرية في جذب مزيد من الاستثمارات الصينية للدولة المصرية في المستقبل القريب خاصة المشروعات الخضراء والمشروعات ذات الصلة بقضايا المُناخ .
إن القوة لا تكمن في التسلح العسكري فقط ، ولا تكمن في الاستعمار الاقتصادي والفكري للدول وتحويل العالم إلى كتلة قطبية واحدة ، ولكن القوة الحقيقية هي التي تستطيع تحقيق السلام في العالم والمنطقة ومناهضة الحروب وتحويل الاقتصادات إلى اقتصادات تنافسية وتحقيق حياة ذات جودة عالية إلى المواطن وضمان التنمية المستدامة والتي تعنى عدم هدر موارد الأرض للأجيال القادمة وكل ذلك هو ما تشترك فيه رؤية مصر 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية .