عبد الحليم يوسف

حكومة إحياء الأمل وثقة المصريين

الإثنين، 01 يوليو 2024 09:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ربما هي ساعات قليلة تفصلنا عن تغيير وزاري هام، وتغيير تنفيذي مكمل لتولي قيادة محافظات مصر لا يقل أهمية عن التغيير الوزاري، في مرحلة دقيقة جدا تتسم بالعديد من التحديات الداخلية والخارجية، وربما يأتي الملف الاقتصادي على رأس الأولويات للمواطن المصري و الذي تأتي أهميته من تأثيره المباشر على الحياة اليومية وهو محور الحديث والهم اليومي لكل أفراد العائلة المصرية.


واستهلالا للحديث، أستعير كلمة هامة من كلمات الرئيس السيسي أن من يستحق الشكر والثناء هو المواطن المصري والذي يتحمل الكثير ويبرهن في كافة المواقف التاريخية على قدرة تحمل ومثابرة وتكيف ربما تفوق قدراته و قدرات أي مواطن في أي بقعة من العالم، كما يجب توجيه الشكر والتقدير لكل من شارك في عمل تنفيذي أو تولى قيادة وزارة في الفترة والظروف الصعبة السابقة التي تشهد تقلبات سياسية واقتصادية عالمية وتحديات متلاحقة غير مسبوقة، واقتحام لمشكلات اجتماعية واقتصادية تاريخية لم  ترغب أن تقترب منها الإدارات والقيادات السياسية سابقا كنوع من النفاق السياسي للمواطن المصري، و بمنتهى الأمانة هناك العديد من الإنجازات في كثير من الملفات الداخلية بالتحديد ربما تكون قد ظلمت لأسباب رئيسية، أولها أن المطلوب وسقف التوقعات لدى المواطن أعلى بكثير من الواقع ، والثاني أن حجم التحديات والمشكلات المؤثرة والمرتبطة بظروف مصر قد طغى بقوة على تلك الإنجازات، والأخير والأهم أن طريقة التسويق السياسي والرسالة الشعبية والتواصل السياسي مع المواطن المصري قد شابها الكثير القصور في إبراز الآثار الإيجابية لما يتحقق على أرض الواقع، والنقص الكبير في المعلومات أو تشويهها وغياب الاستجابة الفورية والتوضيح  لما يتم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي، وترك المواطن أحيانا فريسة وصيدا سهلا لما يروجه أعداء مصر في الداخل والخارج من إشاعات و أفكار مسمومة تفقده الأمل أحيانا وتزيد من غضبه وعدم رضاه الدائم عن أي تقدم أو إنجاز.


وبطبيعة الحال تعيش مصر بنخبها ومتخصصيها ومواطنيها حالة من الترقب لاختيارات الوزراء والتنفيذيين أملا في رؤية جديدة وسياسات جديدة تبث الأمل على المستوى القصير في كبح جماح التضخم والسيطرة على انفلات سعري لكافة المنتجات والخدمات، وتطمئن المواطن على مستقبله و مستقبل ذويه، وفي واقع الأمر فإن المواطن قد لا يعنيه اسم من يتحمل المهمة ولا حتى معايير اختياره و لا طريقة إدارته للوزراة أو المحافظة أوالجهة التنفيذية، قدرما يعنيه ويهتم به هي آثار سياسات الإدارة و تأثيرها على واقعه اليومي.


وعلى الرغم من حجم التحديات الواضحة التي يعلمها الجميع و مقترحات و آليات حلولها والتعامل معها، والتي تشكل الموضوع الأهم والأبرز في كافة المناقشات المصرية سواء في جلسات واقعية أو افتراضيا عبر المنصات الاجتماعية المختلفة، يظل الرهان الحقيقي هو وعي و إدارك المواطن المصري للتحديات و للصورة الكاملة غير منقوصة وغير مشوهة، إذا ما تمت إدارة ملف التسويق السياسي والاتصال الجماهيري بشكل مختلف وبشفافية أصبحت جوهرية لكي يفهم و يعي حقيقة الواقع ثم يسعي ويحلم ويشارك في تغييره للأفضل.


غياب أو نقص المعلومات هو ما يفتح أبوابا سحرية للشيطان، و هو حجرالزاوية في زعزعة ثقة المواطن و فقدانه الأمل في تجاوز الوضع الحالي بهمومه ومشكلاته، وفي غد أفضل لأبنائه و أسرته، و ربما آن الأوان لتطوير منظومة التواصل الجماهيري والاتصال السياسي في كافة الوزارات والقطاعات عبر منهجية علمية أساسها المكاشفة والمصارحة والمشاركة لمشكلاتنا الاجتماعية والاقتصادية، و تهتم وتعتمد على تحليلات دقيقة لبحوث التسويق السياسي و الرأي العام  ورضا المواطن، مما يمهد الطريق للاصطفاف الوطني والتلاحم من أجل عبور تلك المرحلة الدقيقة إلى بر الأمان.


وكنوع من المشاركة الجماهيرية المطلوبة بشدة، فلدينا من القنوات والمنصات الإعلامية الكثير، فلماذا لا يتم تخصيص وقتا مسائيا أسبوعيا لكل وزارة، وخاصة تلك المرتبطة بأحوالنا المعيشية اليومية، عبر قناة تليفزيونية لعرض تقريرمفصل ومحدث ببيانات رقمية دقيقة عن كافة أنشطة الوزراة وقراراتها ومشروعاتها وخططها المستقبلية و نتائجها المرحلية وتوضيح آثارها للمواطن المصري، متضمنة تحليلا من الخبراء الحقيقيين بدلا من ترك المواطن فريسة لخبراء و( هبد ) منصات التواصل الاجتماعي، و أن ينشر هذا التقرير المفصل عبر المنصات الرقمية التفاعلية للوزرات المختلفة بديلا عن نشرات المقابلات والاجتماعات  والزيارات البروتوكولية للمسئولين والتنفيذيين.


الحكومة القادمة بكافة تشكيلاتها هي حكومة إحياء الأمل واستعادة ثقة المصريين، وهو ما يتطلب طرقا إبداعية حديثة ومبتكرة ومختلفة لطريقة التواصل الجماهيري والتوعية والاتصال السياسي مع المواطن المصري الذي يتمتع بذكاء فطري طبيعي وفطنة جينية مع اختلاف مستوى ثقافته، ويقيننا و دعواتنا أن يوفق الله الحكومة الجديدة لتحقيق آمال المصريين جميعا في مستقبل أفضل نستحقه.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة