عادل السنهورى

بعد البيان.. هل تعود الثقة بين الشعب والحكومة؟

الأربعاء، 10 يوليو 2024 05:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى ألقت بيانها أمام مجلس النواب بمقره الجديد بالعاصمة الإدارية، البيان هو برنامج شامل للحكومة لخطة العمل الحكومى خلال السنوات الثلاثة المقبلة، بما يعنى أن كل ما جاء فى البرنامج سوف تحققه -أو تسعى لتحقيقه- الحكومة باعتباره التزام واضح أمام البرلمان ومجلس النواب الممثلين عن الشعب.

التحدى الأكبر والمصيرى أمام الحكومة الجديدة وأعضائها ليس فقط كل ما التزمت بتنفيذه على لسان الدكتور مصطفى مدبولى فى بيانها وإنما كسب ثقة الشعب خلال الشهور القليلة المقبلة وهو ما تمناه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى خطابه إلى رئيس البرلمان فى "أن تحظى الحكومة بثقة الشعب الذى تشرفون بتمثيله، وأن تنعقد روابط التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لتحقيق ما تصبو إليه البلاد من رقى ورفعة والله الموفق".

ثقة الشعب إذن هى التحدى ولن تحظى الحكومة بهذه الثقة إلا من خلال إجراءات وتدابير وقرارات تصب فى صالح المواطنين وحياتهم المعيشية بشكل عاجل وفى فترة لا تتجاوز نهاية العام الجارى، وتتلخص فى التخلص تمام من أزمة انقطاع التيار الكهربائى -كما وعدت الحكومة- وثانيا مواجهة أزمة ارتفاع الأسعار والحد من التضخم وتوفير السلع الغذائية الأساسية ومجابهة الاحتكار والجشع بكل قوة وحسم، والسعى بقوة لحل أزمة نقص الدواء.

والتريث فى إصدار أى قرارات غير مدروسة تزيد من هوة الثقة بين الحكومة والشعب.

هذه الخطوات العاجلة والضرورية هى البداية المهمة والطريق الصحيح إلى استعادة ثقة الشعب فى الحكومة فى 5 أو 6 شهور يلمس فيها المواطنون الآثار الإيجابية التى تعكس بصورة مباشرة على الحياة المعيشية لهم بما يخفف من عبء الواقع الاقتصادى والاجتماعى ودون قرارات مفاجئة.

الخطوات المطلوبة ليست بعيدة عن خطاب التكليف الرئاسى للحكومة الجديدة وليست بعيدة  أيضا عن ما تناوله الدكتور مدبولى فى بيان الحكومة الذى جاء تحت عنوان متفائل "معا نبنى مستقبلا مستداما" كما قال رئيس الوزراء فإن الحكومة لمست معاناة المواطنين من مشكلة انقطاع الكهرباء، معاهداً مجلس النواب بأن تعمل الحكومة بكل عزم وإصرار على القضاء على هذه المشكلة نهائيًا خلال نصف العام الأول من برنامجها، كما لمست معاناة المواطنين من ارتفاع الأسعار وبذلت جهودًا كبيرة لضبط الأسواق وسارعت بضخ المزيد من الكميات من السلع لضمان توافرها، وقد أسفرت تلك الجهود عن تراجع معدلات التضخم فى الشهرين الأخيرين، وتستهدف الحكومة مزيداً من التراجع خلال الفترة المقبلة.

الحكومة الجديدة هى "حكومة تحديات" -كما وصفها فى خطابه الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء- تحديات داخلية ولها الأولوية، وتحديات خارجية لها الأهمية بالطبع وخاصة فى المحيط الإقليمى لمصر فى غزة والسودان وليبيا والبحر الأحمر والبحر المتوسط وتداعياتها السلبية على الاقتصاد المصرى.

التحديات كثيرة وقدرة الحكومة على المواجهة بسياسات وخطوات وإجراءات مدروسة وفى إطار عمل جماعى هو الحكم فى النهاية لتحقيق الأهداف المنشودة لفتح صفحة جديدة للعلاقة بين المواطنين والحكومة وبين الإدارات المحلية والإدارات الحكومية التى تقدم لهم الخدمات.. وكل ذلك حتى تستعيد الحكومة ثقة المواطنين وهذا هو التحدى الأول والأكبر.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة