عانت الكرة الإنجليزية عبر سنوات طويلة من العنصرية ضد اللاعبين أصحاب البشرة السمراء كان أخرها وأبرزها ما تعرض له النجم ماركوس راشفورد بعد اهداره ركلة جزاء أمام منتخب إيطاليا في نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2020" بملعب ويمبلي والنيل منه لفترة طويلة بسبب بشرته السمراء.
وفى الوقت الذى عانت منه الجماهير من الأنفاس الأخيرة بركلات الجزاء الترجيحية لمنتخب إنجلترا ضد سويسرا كان الموعد لخمسة نجوم من أصحاب البشرة السمراء مع موعد من النجاح والتألق في تسديد تلك الركلات وقيادة الأسود الثلاثة للدور نصف النهائي من كأس الأمم الأوروبية "يورو 2024"، ومواجهة هولندا العاشرة مساء اليوم الأربعاء.
ساكا مع الأمير ويليام
ما عانى منه بوكايو ساكا هو الآخر في ركلات الترجيح مع ماركوس راشفورد لم يعرقله عن تسديد الكرة بنجاح بعد سنوات قليلة في نفس البطولة القارية الكبرى، وهو الأمر الذي دفع اللاعب لكسب احترام الجميع في مدينة دولسدورف خاصة وانه نجح في منح منتخب بلاده هدف التعادل قبل انتهاء الوقت الأصلي من اللقاء.
خربت لوحة جدارية لماركوس راشفورد لاعب المنتخب الإنجليزي ومانشستر يونايتد في شمال إنجلترا بكتابات عنصرية عقب إهداره ركلة ترجيح في نهائي كأس أوروبا "يورو 2020" الذي فازت به إيطاليا بركلات الترجيح 3-2 على منتخب "الأسود الثلاثة" مستضيف المباراة النهائية في ملعب ويمبلي الشهير.
وتفاجأ سكان ويثينجتون شمال إنجلترا بعبارات عنصرية على جدارية لماركوس راشفورد، بينما أكدت شركة مانشستر الكبرى أنها تأخذ ذلك على محمل الجد.
واعتذرت وقتها ناتالي إلفيك عضوة البرلمان عن حزب المحافظين عن اقتراحها في رسالة خاصة نقلتها قناة "جي بي نيوز" عن راشفورد، إذ قالت فيها أن على ماركوس (23 عاماً) قضاء وقت أطول في إتقان لعب كرة القدم بدلاً من ممارسة السياسة.
وجاء اقتراح إلفيك ليشير إلى قيام اللاعب بحملة لتقديم وجبات مجانية للأطفال المحتاجين خلال فترة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" العام الماضي، بل وإقناع حزب المحافظين الحاكم بتبني المشروع.
من جانبه، أشاد بول إليوت رئيس المجلس الاستشاري للاتحاد الإنجليزي، بمنفذي ركلات الجزاء لجهودهم المبذولة من أجل بلادهم في دوسلدورف.
وعانى إليوت، مدافع تشيلسي السابق والذي يعمل الآن كواحد من أبرز مستشاري المساواة في كرة القدم الأوروبية، من العنصرة والتحيز في مسيرته الكروية، وكان في طليعة جهود كرة القدم الإنجليزية لتصبح أكثر شمولاً.
وقال إليوت في تصريحات لصحيفة "ديلي ميل": "كانت الفترة التي أعقبت بطولة أوروبا 2020 واحدة من أكثر اللحظات حزنًا بالنسبة لي، لأنها عادت إلى الحياة بشكل كبير. لقد ذكّرتني بجيلي عندما تعرضنا للإساءة في الملاعب. لكن يوم السبت كان مهمًا للغاية، فعل هؤلاء الشباب ذلك من أجل بلدهم".
وقال إليوت: "لقد أظهروا شجاعة وإقدامًا من الطراز الأول في مواجهة المحنة الشديدة. إنهم يقولون نحن هنا، وهذه هي الطريقة التي تحكمون بها علينا، إنهم خالدون الآن".
واصل نجم تشيلسي السابق: "لقد تحدث الجميع عن إخفاقاتنا السابقة في ركلات الجزاء، ولكن انظر إلى اللاعبين الذين يسددون ركلات الجزاء الآن. انظر إلى تراثهم وصمودهم. لقد حققوا إنجازات عظيمة لبلادهم".
ويفصل جاريث عن قيادة إنجلترا إلى المجد في بطولة أوروبا انتصاران فقط، لكن إليوت يقول إن إنجازات ساوثجيت كمدرب للمنتخب ستتجاوز أي ألقاب.
وقال إليوت: "من المؤثر للغاية أنه في مباراته المائة على رأس الجهاز الفني، منح خمسة شباب من أصول سوداء القدرة على حمل آمال الأمة على أكتافهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة