أحمد التايب

حرب غزة إلى متى؟.. وفخ الغموض الاستراتيجى

الخميس، 11 يوليو 2024 09:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

للأسف يظل العالم صامتا وعاجزا ومشلولا تجاه ما يحدث فى غزة وفى الأراضى الفلسطينية رغم مواصلة الكيان المحتل أعمال إبادة وجرائم حرب فى حق الفلسطينيين، ولا يكفيه قتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين ولا تشريد 2 مليون و 300 ألف فلسطينى ودفعهم للنزوح من مكان إلى آخر تحت النار، وممارسة سياسة التجويع والتدمير لكل مقومات الحياة، لدرجة وصلت إلى تسميم الأراضى الزراعية وتدمير البنية التحتية كاملة للقطاع وفرض حصار خانق على الضفة وعلى القدس.

والمعضلة الأكبر أنه لا أحد يعرف متى ستنتهى هذه الحرب؟
ليسأل الجميع إلى متى سيستمر هذا العدوان يمارس أفعاله الاجرامية التى وصفت أنها جرائم حرب وقتل عنصري ممنهج حتى من قبل المحاكم الدولية، وهو ما يجعلنا نحذر من  فخ استراتيجى تنصبه الولايات المتحدة الأمريكية لمنح إسرائيل ما تريده.

نعم هناك حالة من التخبط والانقسام داخل أروقة العمل السياسى والعسكرى في كيان الاحتلال بسبب فشل الجيش وحكومة نتنياهو تحقيق أهداف الحرب المعلنة من قبل نتنياهو منذ اندلاع الأزمة وبسبب صمود المقاومة في معركة الميدان حتى الآن، إلا أن كل المعطيات على الأرض وفى أروقة المفاوضات تؤكد أن نتنياهو  يريد إطالة الحرب لمصالح سياسية وخوفا من المساءلة والمحاكمة، وأن إدارة بايدن لا تمارس حتى الآن ضغطا حقيقيا على نتنياهو، ما يؤكد لدينا أن الدولة العميقة فى الولايات المتحدة بعيدا عن بايدن تمارس سياسة الغموض الاستراتيجي وهو ما يجب أن نحذر منه، وأن نفرق بين تصريحات بايدن المرشح الانتخابى للرئاسة الأمريكية، وبايدن الرئيس الأمريكي.

لذلك، ما يحدث من قبل نتنياهو وبايدن ما هو إلا تطبيق عملى لسياسة الغموض الاستراتيجى لكسب الوقت لتحقيق أهدافهم ومخططاتهم الخبيثة، وفى نفس الوقت هذه السياسة تمكنهم بالاستفراد بغزة والضفة بعيدا عن أى دعم من أى طرف، وما يعزز ذلك أن استراتيجية إسرائيل تعتمد على معادلة قائمة(إسرائيل عندما تكون فى وقت القوة)  و(إسرائيل عندما تكون فى وقت الضعف)، فعندما تكون فى وقت الضعف تتحدث عن المفاوضات وحل الدولتين وخلافه، وعندما تكون فى وقت القوة لا تتوقف عن أى شئ يمكنها من تحقيق هدفها الأكبر وهو دولة إسرائيل الكبرى من البحر للنهر، وهو ما تكشفه حرب غزة الآن بقوة ووضوح.

لذا، ما يجب أن ننتبه إليه هو الوقوع فى هذه الفخ  التى تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، لتحقيق أهدافهم، والنجاة - فى اعتقادى- لا تأتى إلا بالاتحاد والاصطفاف للفلسطينيين فى وجود إرادة عربية موحدة، وامتلاك موقف حاسم تجاه هذا العدوان الغاشم الذى لا يرى إلا نفسه وتنفيذ معتقداته التى يحارب من أجلها منذ 1948 وسيستمر حال عدم وجود رادع وهذا ما يجب أن نعلمه.. نصر الله أشقائنا فى فلسطين.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة