أعبر بكامل المصداقية عن بهجتي لهذا المصطلح (المحافظون الميدانيون)؛ حيث إن رؤيتي المتواضعة تجاه عمليات الإصلاح والصلاح تبدأ من تفقد الواقع الميداني بصورةٍ مستدامةٍ؛ فمن خلاله هذا الإجراء نرصد بمنتهى الدقة الخلل وأوجه القصور، ومن ثم نحدد الأولويات بعد تصنيف وترتيب الاحتياجات، وعليه نفي قدر المستطاع بالمتطلبات التي ينشدها مجتمعنا الكريم في ربوع الوطن الحبيب.
وتعليمات قيادة الدولة السياسية كانت واضحةً تجاه رعاية المواطن وتأمين احتياجاته من قبل مؤسسات الدولة المختلفة والقائمين على إدارة شئونها وفق مخططات الوطن الاستراتيجية، وما رأيناه من مشهدٍ محمودٍ نتمنى أن يستمر، بل ويزداد من قبل جميع السادة المحافظين الذين يمتلكون من السلطات والصلاحيات ما يجعلهم فاعلين في إنفاذ القانون وتحقيق الانضباط في حركة التداول السوقي وتقديم الرعاية الصحيحة من قبل المؤسسات المعنية على أكمل وجهٍ وبث الطمأنينة بين المواطنين بتواجدهم الفعلي بينهم في الشارع.
إن الجولات الميدانية التي قام بها المحافظون في أوقاتٍ مختلفةٍ نطمح أن تستمر على مدار الساعة؛ لتستيقظ الضمائر وتستثار الهمم في العمل والعطاء وتبذل الجهود ليشعر المواطن بتغييرٍ حقيقيٍ؛ فيعبر من مشكلاته التي تلقى قبولًا وترحبًا من قبل المسئولين والمعنيين بحلها على الفور، ويصبح التضافر ونبل الشهامة في قضاء مصالح العباد شعار المرحلة التي نتطلع من خلالها لاستكمال جهود الدولة التنموية يومًا تلو الآخر.
نثق بأن نزول المحافظون للشوارع وللميادين ودخلوهم لمؤسساتٍ وقطاعات الدولة الخدمية ليل نهارٍ يؤدي حتمًا لزوال البيروقراطية وذهاب سياسية التسويف وفكرة الإهمال التي تراكمت في أذهان أصحاب الهمم الضعيفة والنفوس غير السوية، ولنشاهد حرصًا على أداء التكليفات والأعمال لتصبح مسيرة العمل على مدار الساعة حافزةً ومحفزةً؛ فلا محسوبية ولا سبيل لطرائق الفساد والإفساد الممنهج الذي يضير بأمن الوطن ويضيع جهود التنمية ويلاقي سخطًا مجتمعيًا جارفًا.
وليدرك السادة المحافظون أن الرأي العام المصري مساندٌ لهم في خطواتهم الدؤوبة نحو الميدان؛ فهناك أجهزة الدولة داعمةٌ تضمن تنفيذ التعليمات والتوجيهات التي تحسن من المنتج والخدمة المقدمة للمواطن؛ فمن يمارس الاحتكار يقرع بقوة القانون، وما يتعمد الإضرار يجازى بقدر جرمه ومأثمه، ومن يتعدى على حقوق الدولة ومقدراتها فالقانون يستأصل ممارساته ويعاقبه بمواده التي لا تأويل فيها ولا مناورة حيالها.
ولا نبالغ إذا ما قلنا إن نزول المحافظ الميدان يعضد من النسق القيمي المجتمع بصورةٍ فاعلةٍ؛ حيث مصداقية التعامل والتعاون والمشاركة وتعضيد ماهية الدولة في أذهان المواطنين بشكلٍ صحيحٍ؛ فهي الكفيلة والضامنة لتلبية كافة احتياجاته وتقديم الخدمة اللائقة بإنسانيته، كما أن هذا يرسخ قيم الولاء والانتماء المؤسسي والمجتمع في آنٍ واحدٍ؛ فهناك من يعي مسئولياته وفي المقابل هناك من يدرك واجباته وحقوقه من جموع الشعب العظيم القدر والمقدار.
السادة الأكارم المحافظون الميدانيون أنكم تعيدون للمواطن الثقة بنفسه وفي وطنه وفي قيادته السياسية وفي الحكومة ومؤسسات الدولة قاطبةً؛ فنثمن جهودكم المخلصة والمتفانية في خدمة شعب مصر الأبي الذي تحمل الكثير من أجل أن يحافظ على وطن يعيش في قلوب قاطنيه، ويعي ماهية الولاء والانتماء، ويزود عن مقدراته بدمه وروحه، ويصطف وقت المحنة والشدائد خلف وطنه وقيادته السياسية؛ فلا ينال من أرضه وعرضه مغرض وخبيث وصاحب هوى.
نريد منكم أن تبذلوا قصار الجهد في تحقيق حوكمةٍ رقميةٍ تسهل على الفرد والمؤسسة وتساعد في إنجاز المهام وتوفر الوقت والجهد وتستثمر الطاقات بصورةٍ رشيدةٍ، وتدحر سبل الفساد المادي وغير المادي؛ فلا تتعطل المصلحة الخاصة أو العامة على السواء؛ فقد بذلت الدولة جهودًا مضنية حيال التحول الرقمي ودشنت البنى التحتية التي تساهم في تطبيق أنماط الحكومة الذكية المشار إليها سلفًا.
إن استمرارية تواجدكم في الميدان سيحدث عما قريب فارقًا كبيرًا في تحقيق أهداف تنموية تجعل محافظات مصر منتجةً؛ فمتابعة الأداء بصورةٍ مباشرةٍ من قبل المحافظ يمكنه من أن يتخذ الإجراءات التي تضمن توفير الحماية والرعاية بشكلٍ مستدامٍ، ويبتكر من الحلول ما يضيف لزيادة الإنتاج ويرفع من كفاءات العاملين، ويحفزهم بأنماطٍ عديدةٍ بما يدفعهم لمزيدٍ من العمل الفعال في مجالاتهم النوعية.
ومرارًا نؤكد على أهمية العمل الميداني الذي يضمن تحقيق ماهية الاستقرار المجتمعي، وانغماس الجميع في طيات العمل، بالمتابعة والرقابة والتقييم في ضوء المعرفة الحقيقية لمجريات الأحداث وبواطن الأمور بما يضمن صناعة واتخاذ القرار الصحيح الذي يؤدي لتحقيق الهدف المنشود.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.