" حكومة ائتلافية - حكومة تكنوقراط - حكومة انتقالية - حكومة تيسيرأو تصريف أعمال " ، تُعد الحكومة مؤسسة من أقدم المؤسسات السياسية في العالم، ومنذ أقدم العصور كانت المجتمعات بحاجة إلى حكام ومنفذين لإدارة المجتمعات الإنسانية ، وإدارة شؤون البلاد .
وقد ماجت الدولة المصرية بكثير من الاضطرابات السياسية على مدار عقد كامل منذ 2011م ولذا تشكلت حكومات كثيرة في فترة وجيزة بأنواع كثيرة ، منها حكومة تصريف الأعمال وحكومة انتقالية ، فتارة طالب الشعب بحكومة تكنوقراط وتارة طالب بحكومة شعبوية تشعر بمطالبه وتحقق العدالة الاجتماعية ، ولكن على الرغم من كل التوترات السياسية التي شهدتها المنطقة بأكملها اثر ثورات الربيع العربي كما أسموه زيفًا ! ، كانت الدولة المصرية هي أسرع دولة استطاعت أن تلملم أوراقها وترتب أحوالها وتمسك بزمام الأمور بقبضة حازمة كي لا تغرق في حالة من الانفلات السياسي والأمني ، فنجحت في إقامة انتخابات رئاسية أكثر من مرة وانتخابات برلمانية وتشريعية ، وهي خطوة ثقيلة تتعثر فيها كثير من البلدان من حولنا ، كما استطاعت تشكيل حكومات عدة ، اتسمت تلك الحكومات بالثبات والتغيير ؛ الثبات في الأساسيات والتغيير حسب الاولوليات .
فكانت في بداية الأمر؛ الأولوية للقطاع الأمني وإرساء الاستقرار ووضع أسس تعامل خارجية من خلال سياسات خارجية كانت تحفر مصر فيها اسمها، وتبنى السياسات الدولية من الأساس ! كانت السياسات المالية تدرس المشاكل والتحديات وتحاول رسم آليات وخطط طويلة الأجل ، كانت وزارة الاستثمار قائمة حتى أنهت عملها وشكلت مُناخًا استثماريًا قويًا ، ثم أصبحت هيئة بعد ذلك تحت إشراف ورئاسة مجلس الوزراء ، ثم عادت وزارة مرة آخري في الحكومة الجديدة ؛ حكومة النضوج .
وتستحق هذا اللقب ، لأنها تشكلت في فترة نضوج سياسي لم تشهده مصر من قبل ، وصلت إليه بعد جهد ووقت وجيز ، حكومة تتشكل في ظل ذراع تشريعي قوي ، وتواجد شعبي قوى متمثلا في هيئة الحوار الوطني ، تشكلت في ظل وجود استراتيجيات وطنية موثقة وقائمة بالفعل ، وسياسات دولية ناجحة وثابتة ومستقرة ، وكأن الدولة المصرية استطاعت أن ترمم العقار المتهالك وتقوي أساساته وتقيم ركائزه وأصبحت في رفاهية تنسيق المنزل من الداخل ، كاستحداث منصب نائب رئيس الوزراء من أجل تنمية الإنسان المصري، استحداث منصب نائب رئيس الوزراء من أجل النهوض بالصناعة ، كما لا يعنى ذلك أن التحديات قليلة ، على العكس تماما ، فعلى قدر وضوح الرؤية الوطنية وعدم عبثية المشهد ، لكن تظل التحديات أمام الحكومة الجديدة كثيرة جدًا ، فحدث ولا حرج ؛ الأمن الغذائي والأمن المُناخي والأمن المائي ، والمحليات ، وملفات الطاقة والأمن الدولي وتهدئة الأوضاع المجاورة من أجل أمن ملاحة البحر الأحمر ومن ثم قناة السويس وتوسيع المظلات الاجتماعية وتقليل الفجوات التنموية .
ولكن الدولة التي استطاعت تجاوز كل العقبات السياسية والأمنية في عقد واحد، قادرة أن تتفوق على ذاتها في عقد أخر لأنها امتلكت مهارات وأدوات النجاح ولأنها مصر !