حصل اليوم السابع على أحدث تقرير أعدته إدارة الأبحاث والدراسات الإفتائية التابع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم ضمن المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية والذي حمل عنوان " الإلحاد و الإفتاء" حيث تم رصد الأسباب التي تؤدي إلى الإلحاد وكذلك قدمت الدراسة روشتة لكل المفتيين الذين يتصدون للملحدين وكيفية التعامل معهم .
أهم الأسباب التي تؤدي إلي الإلحاد:
- انبهار بعض الناس بـ الثورة العلمية والتكنولوجية جعلهم يظنون أن المادة هي كل شيء، وأنها هي التي خلقت الأشياء من قبل.
- انتشار تلاقح الأفكار والرؤى ووجهات النظر عبر وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات والإنترنت، فقد تأثر بها البعض بحيث أصبح العالم قرية صغيرة.
- الاستسلام لوساوس الشيطان، فقد تعهد الشيطان بغواية البشرية.
- الظهور السيئ والمشين لبعض جماعات داعش والإخوان مما شوهت صورة الإسلام وخوَّفت منه.
- محاولة ضعيفي الإيمان للتفلت من ضوابط الأخلاق والالتزام الديني مما جعلهم يختارون الإلحاد ليريحوا ضمائرهم.
- الإعجاب بالعقل واعتقاده أنه قادر على خدمة الإنسان بعيدًا عن الشرائع الربانية.
- مرور بعض الناس بمشاكل نفسية وشعوره بالظلم أو بترك الله له يحفزه ويدفعه للكفر بالله وإنكار وجوده.
- التأمل في الكوارث والمصائب مما يجعله يعتقد بعدم وجود رب للكون.
- اختلافات الأديان واغتراره بكثره أعداد الملحدين يدفعه للكفر بالله.
إعداد الكوادر العلمية المؤهلة لمواجهة ألاعيب الإلحاد
تقول الدراسة أنه مع تزايد وسائل التواصل الاجتماعى أصبح حتمًا أن نجد ملحدين كُثرًا، وللأسف يعجز كثير من الناس في الحوار معهم، بل يعجز كثير من المتخصصين في العلوم الشرعية كالدعاة والأئمة أيضًا من إقناعهم أو ردهم!! وهذا العجز ناتج من عدم فهم أساليب هؤلاء الملحدين وطرقهم في الحوار.
ويتخذ الملحدون بعض المسلمات وينطلقون منها كالقول بأن هذا الكون موجود بذاته، علمًا بأن الكون لا يملك أن يخلق ذاته، ثم يخلق في الوقت نفسه قوانينه التى تصرِّف وجوده. إن النظر في الطبيعة ما هو إلا جولة في الكون المعروض للأنظار، وفيها ما يحيِّر اللب حين يتأمله بالبصيرة المفتوحة والقلب الواعي والحس اليقظ.
وأكاد أجزم أن معظم الملحدين لا يتبعون أبسط أساليب الحوار العقلي في رفض الاستدلال على وجود الله، بل حوارهم مليء بعدة أساليب للمراوغة والخداع ومنها:
الأسلوب الأول: أسلوب الإغراق، بإلقاء كم كبير من الشبهات، وعادة ما تكون خارج إطار الموضوع، بل تكون شبهات متنوعة لا رابط بينها.
والحل: عدم رد الداعية على أي شبهة قبل أن يتم إلزام الملحد بنقاط معينة للحوار فيها، ثم يتم طرح أسئلة بحيث تكون أسئلة من الوزن الثقيل والتي لا يمكن الإجابة عليها وإلزام الملحد بالإجابة ووضعه في موقف محرج مثل: - كيف تكونت الخلية الحية الأولى؟ - وكيف نبضت بالحياة ؟ - من الذي أوجدنا في هذه الدنيا رغم أنوفنا؟ - ما الهدف من الوجود (الحياة)؟ - ماذا كان قبل الانفجار الكبير ونشوء الكون؟ وماذا سيكون بعد نهاية الكون؟ - لماذا الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يشعر بالصداع ويصاب بالأمراض النفسية؟ - لماذا نموت؟ - هل يوجد تفسير عقلاني للموت ؟ - من الذي وضع القوانين الدقيقة لمختلف العلوم وعلم بأننا سوف نفك رموزها؟.
الأسلوب الثاني: أسلوب التعميم، وذلك يكون بأخذ نتائج لدراسة معينة وتعميمها، وذلك بإدراج مغالطة في الاستدلال لإيصال الفكرة التي يريد الملحد إيصالها.
والحل: يجب أن يكون الداعية أو الإمام مطَّلعًا على أحدث الدراسات، وأما بالنسبة للمغالطات فيجب أن يكون المحاور متمكنًا من علم الفلسفة والمنطق.
الأسلوب الثالث: التشكيك، وعادة ما يعتمد الملحدون على أسلوب التشكيك، وعادة ما يكون التشكيك في بعض الجزئيات الصغيرة أو إيراد أحاديث والتي غالبًا ما تكون مكذوبة، أو أحيانًا تكون الأحاديث صحيحة، ولكنها وردت في حالات معينة أو لها تأويل معين، فيقوم الملحد بالاعتماد عليها للوصول إلى هدفه وهو التشكيك في الدين.
والحل: يقوم الداعية أو الإمام بإلزام الملحد بالرد على الخطوط العريضة لموضوع الحوار والابتعاد عن الجزئيات، بتوضيح ذلك له بأن يقول له: يكفيك مراوغة وما شأنك بالجزئيات؟ فأنت إلى الآن لم تقم بالرد على الأسئلة الرئيسية للحوار. وفي حالة اعتماد الملحد على أسلوب التشكيك يكون الرد من الإمام حادًّا وملزمًا وإلقاء أسئلة من الوزن الثقيل، والتي تستهدف أصل الإلحاد ولا يوجد رد عليها وإلزامه بالإجابة، ووضعه في موقف محرج كما ذكرنا، واعتماد أسلوب الهجوم وعدم البقاء في وضعية الدفاع، ولو كان التشكيك بإيراد أحاديث فيكون الرد بالتأكد من درجة الحديث، فإن كان موضوعًا فيتم إيراد تخريج الحديث، ويكون الأمر قد انتهى، وإن لم يكن موضوعًا فيتم النظر في تفسير الحديث من كتب التفاسير الموثوقة وإيراده مع عدم ترك الملحد يصول ويجول، بل يتم إيراد التفسير وتخريج الحديث، ثم يتم إنهاء المداخلة بطرح أسئلة في صميم مذهبه وإلزامه بالرد عليها.
الأسلوب الرابع: التطويل، وذلك بمحاولة تطويل الحوار وحشوه بالكثير من الكلام غير المفيد الذي يخيّل للسامع أو القارئ أن الملحد متمكن من العلم وفاهم في الموضوع الذي يحاور فيه، وأيضًا يكون أغلبه إن لم يكن كله خارج عن الموضوع.
والحل: يكون بمطالبة الداعية للملحد بوضع المهم من الفكرة فقط وعدم الدخول في التفاصيل المملة والتي لا حاجة لذكرها ومحاورته فيها.
الأسلوب الخامس: التكرار، ويحاول الملحد تكرار السؤال مرات ومرات في محاولة لإضعاف رد المحاور، وكأنه يقول: إن الرد ضعيف أو لا يجد إجابة. والحل: أن يطلب الداعية أو الإمام من الملحد العودة إلى الرد، وإلزامه بنقاط معينة للنقاش.
الأسلوب السادس: الاستفزاز. ويعتمد الملحد على هذا الأسلوب ليبين أن محاوريه لا يقبلون الحوار ولا يريدونه.
والحل: يقوم الإمام أو الداعية بإلزام الملحد بنقاط معينة واعتماد تكرار الأسئلة وعدم ترك الفرصة للملحد للخروج عن أصل الموضوع مع الحفاظ على هدوء الأعصاب والسيطرة على الموقف باستعمال حجج قوية وإخراج الملحد على صورته الأصلية بأنه ملحد لم يأت للحوار، بل أتى مستفزًّا.
وأخيرًا: سندرك قطعًا بعد حوارنا مع الملحد أنه ما هو إلا نموذج للإنسان حين تفسد فطرته، وتستغلق بصيرته، وتتعطل في كيانه أجهزة الاستقبال والتلقي، وينقطع عن الوجود الحي من حوله، وعن إيقاعاته وإيحاءاته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة