"عم بكتبك بالنار بأقلام سكبت لون.. قلهن لأهلك يرجعوا من هون.. يحملوا الخير الفكر والغار.. وبإيدهن هالكون عود ويعود عرش عليه أشعار.. بتغيب بتعود الدنى تسمع صوت الدمار.. وع طلتك ع الملعب بتوقع نجمات ع صوت الكنار" بهذه الكلمات المؤثرة بدأت نجمة الحب ماجدة الرومى مشوارها الفنى عام 1975، فى أغنيتها الأولى "عم احلمك يا حلم يا لبنان"، ظهرت مطربة المثقفين للمرة الأولى عام 1974 بتسجيل غنائى لقصيدة يا طيور للمطربة أسمهان فى برنامج استديو الفن، وواصلت رحلتها الفنية 50 عامًا غنت خلاله 162 قصيدة غنائية منها 13 ألبومًا تضمن 117 أغنية، و45 أغنية سنجل، فغنت لكثير من الشعراء على رأسهم نزار قبانى ومحمود درويش ولحن لها الكثير من الملحنين على من بينهم الموسيقار الكبير بليغ حمدي، وكثيرًا ما صرحت فى العديد من اللقاءات الفنية عن الشعراء والملحنين التى تتعامل معهم، فقالت فى لقاء تلفزيونى سابق: "كثيرون مَن لحنوا لى وكتبوا لى كلمات، وأنا دائمًا أحب أن أتعاون مع مَن يعطينى هويتي، لأن وقتها أستطيع أن يكون لى جناحين ونجاحين، لى ولمن يعمل معي".
أما الأغاني المعبرة عن الحرب والثورة فقط فتجاوزت 19% بأصل 31 أغنية سياسية من عدد أغنياتها للبنان والعديد من الدول العربية كمصر والكويت والبحرين وفلسطين وعمان والمغرب، وألبومين دينين شملا 18 أغنيها، وألبوم العصفورة الذي جمع 8 أغنيات مخصصة للأطفال، ليكون نتاج أغنياتها المعبرة عن الحب والفرح والحزن قرابة 105 أغنية، فقالت ماجدة الرومي في لقاء سابق متلفز: "تربيت في بيت فني كبير، فوالدي هو الموسيقار الكبير حليم الرومي وكان هناك مطربون كثيرون يأتون إلى بيتنا، وتشرّبت هذا الجو من طفولتي، ولم يكن هذا هو العامل الوحيد، فبيتنا كان في وسط البراري، وكنت أتلقى الفن والإبداع من الداخل والخارج".
"حاصر حصارك بالجنون وبالجنود.. ذهب الذين تحبهم ذهبوا فأما أن تكون أولا تكون"، تأثرت منذ الطفولة بكبار الموسيقيين العرب كمحمد عبد الوهاب وأم كلثوم واسمهان وفيروز، ورفض والدها فكرة الغناء قائلا لها: العلم قبل الفنّ والجامعة قبل الاستوديو وحبّ الفكر قبل حبّ الظهور. قبل والدها أن تغني بعدما سمعها تغنّي أغنية يا طيور ولكنّه اشترط عليها أن تكمّل تعليمها، فحصلت على شهادة البكالوريوس في الأدب العربي من الجامعة اللبنانية، وفي 13 أبريل 1975؛ اندلعت الحرب في لبنان ووقعت مجزرة في بلدة عين الرمّانة، وفي نفس العام سجّلت ماجدة أغنيتها الأولى "عم بحلمك يا حلم يا لبنان" من كلمات سعيد عقل وألحان إلياس الرحباني، غنت ماجدة للعديد من الشعراء والملحنين فغنت لنزار قباني العديد من القصائد أهمها كلمات، مع الجريدة، طوق الياسمين، أحبك جدًا، وعدتك، ولمحمود درويش غنت سقط القناع، وعم يسألوني عليك الناس، ووقفت ماجدة أمام العديد من الملوك والرؤساء، وفى أغلب المهرجانات الكبرى في العالم العربي، وأطلق عليها عدة ألقاب منها "ملاك الطرب العربي” و"مطربة المثقفين" للدلالة على تميُّز صوتها ورقى فنها، وشاركت مطربة المثقفين، في العديد من المهرجانات العربية والعالمية، واعتلت مسرح قرطاج في ثماني دورات كما حصلت على العديد من التكريمات والجوائز، لتصبح سفيرة للنوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة، وسفيرة لدى منظمة الفاو.
"وعدتك ألا أعود وعدت.. وألا أموت اشتياقًا ومت، وعدت بألا وألا وألا وماذا بنفسي فعلت.. لقد كنت أكذب من شدة الصدق.. والحمد لله الحمد لله أني كذبت .. الحمد لله"، مثلما تألقت مطربة الحب في الأغاني المعبرة عن الثورة والتمرد والحرب، فنقشت مكانها في قلوب المحبين من خلال أجمل أغاني الحب فكان لها أكثر من مائة أغنية منها غني للحب وعم يسألوني ووعدتك وأحبك جدًا وكلمات، وغيرها كثيرًا من الأغاني التي لا تغيب عن آذان عاشقي صوت نجبة الحب ماجدة الرومي، التي تزوجت من أنطوان دفوني، وبعد زواج دام سنوات انفصلت عنه، لها منه ابنتين هما «هلا» و«نور»، وكان لماجدة الرومي العديد من الأنشطة الإنسانية فأعلنت عام 2012 تخصيصها الجامعة الأمريكيّة في بيروت، وتحديداً صندوق المنح الدراسيّة، بتبرّع ماليّ هو عبارة عن عائدات إصدارها الأوّل من ألبومها «غزل» لتمويل دراسة الطلاب المحتاجين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة