زكى القاضى

صرف صحي ريحته حلوة للبيع!!

الثلاثاء، 16 يوليو 2024 09:18 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

١

أثناء التغيير الحكومى الجديد، وفي رحلة البحث عن السيرة الذاتية للوزراء الجدد، شاهدت لقاءا عظيما للغاية من أحد الوزراء الجدد وقت توليه مهمة سابقة، وكيف حقق عائد اقتصادى كبير من خطوات بسيطة قام بها، دون أن يحمل المواطن أعباءا جديدة، ومن ذلك المنطق تمنيت أن يكون كافة المسئولين على كافة المستويات الأقل من الوزير على نفس المستوى، غير أني استنتجت في الوقت نفسه من تلك القصة أن التغيير يمكن أن يحدث، لكن مع تغيير الأدوات، والأشخاص أيضا، فلا يعقل أن تتغير الحكومة و يستمر معها رؤساء شركات و هيئات دون أن يشعر أحد أن وجودهم معطل و استمرارهم كارثة، ويظن الوزير أنه يمكن أنه يغير السياسات عبر هؤلاء، لذلك يجب أن يطال التغيير الجميع، حتي تتغير السياسات جميعها.

٢
على مدار الأسبوع الماضى، تابعت بعض التقارير الدولية و المحلية حول الصرف الصحى، و كيف يمكن الاستفادة منه، وربطت ذلك بكيف يشعر بعض القائمين على شئون الصرف بأن الصرف ذاته يمثل" قرف الناس" وهي كلمة قالها لي أحد أصحاب الأدوار الغامضة في منظومة الصرف في اتصال هاتفي هو الأغرب، و سألت نفسى وقتها هل هناك فرق بين مخرجات الصرف الصحي في الزمالك والتجمع على سبيل المثال، و بين الصرف الصحى في دار السلام و مصر القديمة، و هل مخرجات الصرف الصحي يمكن أن تكون ذات رائحة طيبة، و يمكن بيعها مثلا في تلك المناطق الفارهة، و هل هناك فرقا في رائحة الصرف الصحى الخارج من أكلي الأفوكادو و عين الجمل، وبين أكلي العيش البلدي والفول، و بمعني آخر  أيضا هل رائحة الصرف الصحي لسكان المناطق العشوائية تغير بعد أن انتقلوا للمناطق الجديدة!!، والاجابة على كل تلك التساؤلات و غيرها لا أعرفها، ولا أظن أن أحدت يعرفها، فقد غيرت الدولة منظومتها تقريبا في السنوات الأخيرة،  و استمرت منظومة الصرف كما هي.

٣

هل هناك علاقة استغلال بين كلمة الزيادة السكانية، والمسئولية المجتمعية لبعض الشركات والمؤسسات التابعة للدولة، سؤالا يجب أن نعرف اجابته، أي بشكل آخر هل يحاول البعض استغلال كلمة الزيادة السكانية ليبرر عجزه في تطوير أداءه الوظيفى، فالدولة المصرية تحاول بشتي الوسائل التغلب على تداعيات الزيادة السكانية، لكن من غير المعقول أن يعتقد البعض أنهم غير مسئولين عن المواطنين الجدد، على سبيل المثال في مياه الشرب، وتقديم خدمات الصرف الصحى وغيرها من الخدمات، تحت زعم أنهم في مناطق محرومة، و كأن كلمة محرومة كلمة سهلة تجهل في طياتها أنهم يقولون بذلك أنهم مواطنين محرومين، فهل كلمة مناطق محرومة معناها أن يذهب هؤلاء للعيش في أماكن أخرى حتي يستطيعوا أن يستفيدوا من الصرف الصحى و مياه الشرب، ووقتها هل تستطيع منظومة الصرف تحمل استخداماتهم اليومية، أم يقولون لهم بأن يقللوها!!.

٤

أخيرا.. أين تقع الدراسات و البحوث والاستشارات الخاصة بالمؤسسات الحيوية المتعلقة بالاستفادة من مياه الصرف الصحى والشرب،  التي يمكن أن تستفيد منها مصر بأكملها، فهل استسلمت بعض الشركات والهيئات للأداء الوظيفى، و الردود الغريبة والمتستفة على المشاكل دون حل واقعي وحقيقى، وتمر السنين ولا يوجد حل، و يظل هؤلاء في مواقعهم دون محاسبة سياسية أو مجتمعية حقيقية.. القرار في تلك النقطة يجب أن يكون في يد البرلمان و الادوات الرقابية، التي يمكنها أن تغير هؤلاء، وبالتالي يتغير الواقع كليا للمواطنين، فهؤلاء يعرفون الحل ولا يرغبون في طرحه.

وفي إشارة بسيطة يجب أن ننتبه إليها جميعا، فالدولة تعرف تقريبا حجم الغذاء المستهلك، أو حجم السلع المستهلكة، فهل تعرف الدولة في مصر و منظومة الصرف حجم مخرجات الصرف في محافظة ما، وهل هناك دراسات نمتلكها لأقطار المواسير و الخطوط التي يمكنها أن تتحمل ذلك، وهل نعرف ماهو حجم مخرجات الصرف عام 2030 !!، بكل تأكيد و طبقا لشواهد المتابعة ، فان النتيجة تقول أن منظومة الصرف الصحى في مصر تحتاج " خطوط جديدة" في السياسات، بدلا من سياسة " التسليك" الخاصة بالموظفين الحاليين.

يمكن مراسلة الكاتب على z.elkady@youm7.com

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة