تابعت تصريحات اللواء الدكتور علاء عبد المعطى، محافظ كفر الشيخ الجديد، فى أول اجتماع له مع القيادات التنفيذية بالمحافظة عقب أدائه اليمين الدستورية ليصبح المحافظ رقم 25 فى تاريخ المحافظة منذ عام 1960، عقب إصدار قانون الإدارة المحلية فى مصر.
الكلمات صريحة وواضحة ورسالة مهمة للجهاز الإدارى بكافة مدن ومراكز المحافظة وتؤشر لمرحلة جديدة فى تاريخ المحافظة ولشعبها. وهى المحافظة التى كان توصف فى السابق بأنها محافظة المستقبل لموقعها المتميز على شاطئ البحر وتعدد مواردها وتنوعها وانتماء شخصيات سياسية وأدبية ودينية ورياضية وفنية مشهورة لمدنها وقراها. إلا أنها تحولت إلى "محافظة نائية" ومهملة لفترات طويلة، وكل محافظ تولى القيادة فيها كان يشعر بأنه من المغضوب عليهم فى تولى المناصب، وعدد ليس بالقليل من هؤلاء المحافظين السابقين جاءوا وغادروا ولم تكن لهم بصمة واضحة فى المحافظة ولا يتذكرهم الناس إلا عدد قليل وعلى فترات متباعدة.
مواطنو كفر الشيخ متفائلون بالمرحلة الجديدة وبتصريحات وتوجيهات المحافظ الجديد الذى يعرف جيدا حجم وطبيعة المشاكل التى تواجه المحافظة ومدنها وقراها، وأتمنى عليه أيضا أن يعرف ويطلع على الموارد والإمكانات فى كل مدينة من مدن المحافظة والعمل على استغلالها وتعظيم قيمتها.
اللواء الدكتور علاء عبد المعطى وجه رسالة تداولها المواطنون بالمحافظة لأنها الرسالة الأهم والسبب الحقيقى فى كافة أزمات ومشاكل كفر الشيخ، قال: "ليس من الطبيعى أن أكون طوال فترة خدمتى فى مجال مواجهة ومكافحة الفساد والرشوة وغسيل الأموال، ويخرج من عندى مسئول مختلس، محاربة الفساد خط أحمر بالنسبة لى".. هذه الكلمات هى فصل البيان ومربط الفرس - كما قيل فى الأثر - فالشكوى من الفساد والرشوة فى الجهاز الإدارى بالمحافظة هى "أم المشاكل".
المحافظ طالب ببذل المجهود المضاعف خلال الفترة المقبلة والعمل 24 على مدار الساعة من المسئولين بالمحافظة لمواجهة الأزمات والتحديات والمشاكل، وأن رضا المواطنين أهم أولوياتي. التشديد على روساء المراكز والمدن بالتواجد بين المواطنين وحل مشاكلهم وتوفير الخدمات التى تلبى مطالبهم.
سيرة المحافظ الجديد تكشف عن النجاحات والمهام التى أنجزها خلال توليه مناصبه المختلفة فى وزارة الداخلية، فقد سبق أن عمل مديرا لقطاع جهاز الأمن الوطنى بالغربية، ثم نائبًا بقطاع الأمن الوطني. وشغل العديد من المناصب منها مساعد وزير الداخلية لقطاع مكافحة جرائم الأموال العامة والجريمة المنظمة، منذ عام 2021، وخلال تلك الفترة وجه العديد من الضربات الأمنية الناجحة من بينها محاربة تجار العملة والقضاء على السوق المصرفى الموازى، وغيرها من قضايا الأموال العامة ومكافحة الفساد.. وهذا ما نتمناه من المحافظ الجديد فى قيادته لكفر الشيخ.
ندرك أن المسئولية كبيرة والمهمة ليست سهلة لكنها ليست صعبة أو مستحيلة اذا توافرت الارادة السياسية والإدارة السليمة والعمل الجاد واختيار الأكفاء وأصحاب الأفكار الخلاقة فى المناصب التى تليق بهم ويستحقونها. مدن المحافظة فى حاجة إلى قيادات قادرة على اتخاذ القرارات الشجاعة، والعمل دون خوف أو "أيدى مرتعشة" وليس إلى "مسئولين موظفين" لا هم لهم سوى البقاء على مقاعدهم حتى نهاية المدة.
وإذا جاز لى أن اقترح على اللواء علاء عبد المعطى محافظ كفر الشيخ - بصفتى أحد أبناء المحافظة - فأقترح عليه أن يصدر توجيهاته إلى رؤساء مراكز ومدن المحافظة بإعداد ورقة عمل عاجلة لمشاكل كل مدينة وكيفية حلها والتغلب عليها، وحصر كافة الموارد المهملة فى المدن والمراكز العشرة – وهى كثيرة - وكيفية استغلالها واستثمارها وتعظيم قيمتها الاقتصادية والمالية وتوفير فرص العمل لشباب المحافظة، وفقا لفترة زمنية محددة. ووضع معايير للتقييم حسب الأداء وحجم الإنجاز لكل مسئول فى مدن وقرى المحافظة.
كفر الشيخ تتمتع بالعديد من الإمكانات والموارد الطبيعية والمزايا السياحية بتنوعها الدينى والترفيهى والأثرى والتاريخى وثرواتها الطبيعية والفرص والمجالات الاستثمارية تحتاج إلى جهد وعمل حقيقى ينعكس على حياة المواطنين فيها.