رغم الأحداث الكثيرة، واستحواذ محاولة الاغتيال التى تعرض لها الرئيس السابق دونالد ترامب فى وقت سابق هذا الأسبوع على اهتمام الأمريكيين، فإن ضغوط الديمقراطيين، لاسيما قيادات الحزب، لا تزال مستمرة على الرئيس بايدن من أجل الخروج من سباق الرئاسة وإفساح الطريق أمام مرشح آخر ربما يكون قادرا على هزيمة ترامب.
وفى الوقت الذى خرجت فيه أنباء إصابة بايدن بكورونا لتزيد الأمور تعقيدا أمام حملته، واصل قادة الديمقراطيين تحذيراتهم لبايدن من استمرار ترشحه. فقد حذر زعيم الأغلبية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ الأمريكى تشاك شومر وزعيم الأقلية الديمقراطية فى مجلس النواب حكيم جيفريز الرئيس جو بايدن من أن إصراره على خوض انتخابات الرئاسة الأمريكية يضر باحتمالات تمكن الحزب من السيطرة على المجلسين عبر انتخابات نوفمبر.
وكان بايدن قد التقى شومر وجيفريز هذا الأسبوع فى اجتماعين منفصلين. وناقش زعيما الديمقراطيين مخاوف أعضاء الحزب من أن ترشح الرئيس الأمريكى لفترة رئاسية ثانية قد يحرم الديمقراطيين من إحراز الأغلبية فى كلا المجلسين، ما يمنح الجمهوريين مساراً أسهل لدفع أجندتهم التشريعية، وفقاً لما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" عن 4 مصادر مطلعة على الاجتماعين.
كما كشفت شبكة "سى إن إن" أن نانسى بيلوسى، رئيسة مجلس النواب الأمريكى السابقة والشخصية البارزة فى الحزب الديمقراطى، قد أخبرت الرئيس جو بايدن سرا فى محادثة هاتفية مؤخرا بينهما، أن الاستطلاعات تظهر عدم قدرته على هزيمة دونالد ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، وأن بايدن قد يدمر فرص الديمقراطيين فى الفوز بأغلبية مجلس النواب فى نوفمبر لو واصل مساعيه للفوز بفترة رئاسية ثانية، بحسب ما أفاد أربعة مصادر مطلعين على المكالمة الهاتفية.
ووفقا للشبكة، فإن الرئيس رد مدافعا، وأخبر بيلوسى إنه شاهد استطلاعات تشير إلى قدرته على الفوز، بحسب ما قال أحد المصادر. فيما أشار مصدر آخر أن بايدن اتخذ موقفا دفاعيا بشأن الاستطلاعات. وقد طلبت بيوسى من مايك دونيليون، مستشار بايدن منذ فترة طويلة، المشاركة فى المكالمة الهاتفية للحديث عن البيانات.
وقالت "سى إن إن" إن هذا الاتصال هو ثانى محادثة معروفة بين بيلوسى، نائبة ولاية كاليفورنيا، وبايدن منذ الأداء الكارثى للرئيس فى المناظرة الرئاسية مع ترامب الشهر الماضى. وفى حين أن موعد المحادثة الدقيق ليس واضحا، فإن أحد المصادر قال إنها تمت خلال الأسبوع الماضى. وسبق أن تحدثت بيوسى وبايدن فى أوائل يوليو الجارى.
من جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس بايدن قد أصبح أكثر تقبلا فى الأيام القليلة الماضية لسماع الحجج بشأن ضرورة خروجه من سباق الرئاسة الأمريكى، بحسب ما قال ديمقراطيون مطلعون على محادثاته، وذك بعدما أخبر أبرز قياديان بالحزب فى الكونجرس الرئيس فى محادثات مغلقة بقلقهما البالغ بشأن فرص فوزه.
ولم يقدم بايدن أى إشارة على أنه قد عدل عن رأيه بشأن بقائه فى السباق، بحسب ما قال الديمقراطيون، لكنه مستعد للاستماع إلى بيانات الاستطلاعات الجديدة والمقلقة وطرح أسئلة عن الكيفية التى يمكن أن تفوز بها نائبته كامالا هاريس.
وتشير تلك الشهادات إلى أن بايدن أصبح يتبنى، على الأقل بشكل غير معلن ، موقفا أكثر انفتاحا مقارنة بما كان عليه فى الأسبوع الماضى عندما هاجم عدد من الديمقراطيين الذين ضغطوا عليه للانسحاب.
وقال مصدر مقرب من الرئيس إنه سيكون من الخطأ القول بأنه متقبل لفكرة الخروج من السباق، لكته مستعدا للاستماع. إلا أن المصدر أكد أنه لا توجد مؤشرات على أن بايدن قد غير مساره فى هذه المرحلة.
يأتى هذا فى الوقت الذى كشف فيه استطلاع جديد للرأى أجراه مركز نورك لأبحاث الشئون العامة بوكالة أسوشيتدبرس أن نحو ثلثى الديمقراطيين يرون ضرورة تنحى الرئيس بايدن والسماح للحزب باختيار مرشح مختلف فى سباق الرئاسة الأمريكية.
ووجد الاستطلاع أن 70% من الأمريكيين، وبينهم نصف الديمقراطيين، قالوا إنهم ليس واثقين أن بايدن لقديه القدرة العقلية لتولى الرئاسة، فى زيادة عن فبراير الماضى عندما قال ثلث الديمقراطيين فقط إنهم ليسوا واثقين فى قدراته.
ويشعر الديمقراطيون بقلق خاص إزاء عدم قدرة بايدن على الفوز فى الانتخابات. وقال 37% فقط منهم إنهم يعتقدون أن بإمكانه الفوز مقارنة بـ 72% من الجمهوريين الذين قالوا إنهم يعتقدون أن الرئيس السابق دونالد ترامب يمكن أن يفوز.
وأظهر الاستطلاع الجديد، الذى أجرى بين 11 و15 يوليو مع تزايد الدعوات لبايدن للخروج من السباق الرئاسى من قبل النواب والمانحين الديمقراطيين، تنامى المشاعر نفسها بين الديمقراطيين العاديين.
ولا يعد هذا أول استطلاع يجد أن أغلبية الناخبين يحملون الرؤية نفسها، لكن الآن هناك أغلبية كبيرة نسبيا من الناخبين من حزب الرئيس يطالبون بمرشح مختلف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة