يتنوع دور المرأة العربية في مختلف المجالات، وقد استطاعت المرأة أن تثبت جدارتها في الكثير من الأعمال المختلفة، ومن بين ذلك الكتابة والثقافة العربية والعالمية، وللحديث عن أول من نشروا كتب في مصر الحديثة تواصلنا مع الكاتب والناقد شعبان يوسف، الذي حدثنا عن الكاتبة نبوية موسى والكاتبة أوليفيا عبد الشهيد الأقصرية.
وقال شعبان يوسف إن نبوية موسى هي أول من صدر لها كتاب في مصر الحديثة، وذلك في عام 1911 وكان كتابا تعليميا بعنوان "المطالعة العربية" والذي كان لمدارس البنات من تأليف "نبوية موسى" المدرسة بمدرسة عباس "قسم البنات" وقررت نظارة المعارف طبع هذا الكتاب على نفقتها واستعماله بمدارس البنات.
وقال الكاتب والشاعر والناقد شعبان يوسف أن الكاتبة أوليفيا عبد الشهيد الأقصرية، وهي شاعرة وكاتبة من الأقصر من أوائل النساء اللاتى صدرت لهن كتب في مصر الحديثة، حيث كانت تنشر في مجلات عديدة مثل المراقب في سوريا ومجلة الزهور عام 1914 مجلة الجامعة لأنطون حداد، ولها كتاب نشر في عام 1912 وطبع مرة واحدة وهو عبارة عن قصص قصيرة وأشعار.
وأضاف الشاعر والناقد شعبان يوسف في حوار خاص لـ "اليوم السابع" أن الكاتبة أوليفيا عبد الشهيد كانت ذات أسلوب جيد في الكتابة النثرية وكانت تكتب الشعر ولا تقل عن أسماء كبيرة في عالم الشعر ومن بينهم حافظ إبراهيم وأحمد شوقي، وغيرهم، فقد كانت متمكنة في العروض والبحور والصور الشعرية.
وتابع الشاعر والناقد شعبان يوسف: نشرت أوليفيا في مجلة الزهور في الفترة من 1912 وحتى 1914، ثم اختفت تمامًا وذلك في 1915 تقريبًا، ولم أجد أسم اوليفيا بعد ذلك في أي مجلات اطلاقًا، ثم في عام 1960 رأيت حوار للكاتبة والشاعرة أوليفيا عبد الشهيد في مجلة "الحياة" التي صدرت عن مؤسسة روز اليوسف لمدة عام واحد فقط، وعلمت حينها من خلال تصريحات الكاتبة أوليفيا أنها تعرضت خلال الفترة من 1912 حتى 1915 إلى أشكال من الاضطهاد والاستبعاد والقمع والتهديد، من جهات معلومة ربما من الأقارب أو الأصدقاء، وأخرى غير معلومة أجبرتها على التوقف على الكتابة.
ولكنها لم تتوقف عن الكتابة حينها بل بدأت تكتب باسم جديد مستعار وهو "زهراء" وعندما بدأت البحث عن ذلك وجدات العديد من الترجمات والمقالات باسم "زهراء" ومن ضمنهم مقالات صدرت في مجلة الثقافة للكاتب أحمد أمين، بالإضافة إلى مجلة فتاة الشرق لـ لبيبة هاشم، وكانت تحررها أوليفيا من أولها لأخرها باسم زهراء، ولها حوالي 4 أو 5 كتب مترجمة، ثم ظهرت مرة أخرى في مجلة روز اليوسف في الخمسينيات.
وأضاف الشاعر والناقد شعبان يوسف: قد أشرت إليها سريعًا من قبل في كتابة من كتاباتي، ولكنها تحتاج إلى إضاءات وبحث وجمع لكتاباتها الرزينة، لأنها كانت مشاركة باسم آخر غير أسمها الحقيقي، وهذا يعتبر إحدى المأسي التي تعرضت لها المرأة أو الكاتبة المرأة في الثقافة المصرية والعربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة