أكرم القصاص

الناجون من «الجائحة التقنية».. حروب وثغرات 19 يوليو

الأحد، 21 يوليو 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فيما وصف بالجائحة التقنية، أعاد عطل شركة «كراود سترايك»، والذى أصاب مطارات وشركات عبر العالم، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والهند وأوروبا، أعاد التساؤلات حول احتمالات تكرار هذه الأعطال، وكيف يمكن التعامل معها ومواجهتها فى المستقبل؟ وهل هى عملية قرصنة أم أنها عطل عادى نتيجة تحديث غير محسوب فى أنظمة مايكروسوفت؟.

هناك دول أعلنت أنها لم تتأثر بالأزمة، مثل مصر وروسيا والصين والعراق ولبنان وغيرها، لكن هل كانت هذه الدول تمتلك أنظمة أمان أكثر من الدول التى تأثرت؟.

هناك إجابات متنوعة من خبراء هنا وهناك، لكن الغالب الآن أن الدول التى ابتعدت عن الأزمة، هى التى نجحت فى إقامة أنظمة وقواعد معلومات خاصة بها، بجانب الجمع بين أكثر من نظام، وامتلاك أنظمة أمان تمكنها من مواجهة هذه الأزمات الطارئة، وحتى فيما يتعلق بمحركات البحث أو مواقع التواصل، هناك دول نجحت فى إقامة أنظمتها الخاصة بعيدا عن الشبكة العالمية ومنها الصين، وروسيا مؤخرا تحت ضغوط الحصار الأمريكى والأوربى، والذى دفع روسيا لإيجاد بدائل مختلفة لمواقع التواصل واليوتيوب، تحت مبدأ «الحاجة أم الاختراع».

فى روسيا أعلنت السلطات المختصة عدم تأثرها بالعطل التقنى الذى ضرب شركات وهيئات حول العالم، وأعلنت وزارة التنمية المعلوماتية، عدم تلقيها أى تقارير عن عطل فى منظومات التشغيل بالمطارات الروسية، وأن المطارات وشركات الطيران تواصل عملها بشكل طبيعى فى عموم روسيا، مشيرة إلى أن الشلل العالمى يؤكد أهمية الاعتماد على برامج تقنية وطنية والاستعاضة عن الأنظمة الغربية، وبالفعل أكد رئيس مجلس إدارة صندوق تنمية الاقتصاد الرقمى الروسى، جيرمان كليمينكا، أن السبب مرتبط بالعقوبات الغربية، وأن روسيا لا تمتلك هذا البرنامج الغربى الذى تعطل.

فى مصر أعلنت الحكومة ووزارة الاتصالات مبكرا، أن مصر بعيدة عن الأزمة أو الجائحة التقنية التى ضربت مطارات وشركات العالم، وتسير مصر منذ فترة باتجاه امتلاك خوادم خاصة، وقواعد تخزين، لا شك ساعدت فى تخطى أزمة عالمية، وهو أمر ربما يدركه أكثر خبراء المعلومات.

وباتجاه آخر، فإن كل أزمة تقنية تضرب العالم تعيد طرح أسئلة حول مدى إمكانية البشر فى الاستغناء عن التكنولوجيا، وهل يمكن للبشر التخلى عن التكنولوجيا الحديثة؟، الواقع أن الإجابة غالبا بالنفى، لأن الإنسان وتطوراته وتقنياته تسير إلى الأمام، وتنتج المزيد من الأجيال التكنولوجية الأحدث، بجانب أن البشر أنفسهم يمكنهم التعامل مع الثغرات والأزمات وحلها، بجانب أن هناك أجيالا لم تعد قادرة على العيش من دون هذا التطور التقنى والذكاء الاصطناعى، الذى يحمل مثل كل اختراع مخاوف مع وعود، لكنه يسهل حياة البشر بشكل يجعلهم غير قادرين على الاستغناء عنه.

أما التساؤل التالى ارتباطا بهذه الأزمات، حول ما إذا كانت هذه الأعطال تقنية بسبب ثغرات أو تحديثات، أم أنها تدخل ضمن حروب تقنية يشنها هاكرز، أو أجهزة ودول ضمن ما يسمى «الحرب السيبرانية» التى تتم من خلال مجموعة من الهجمات الإلكترونية تستهدف دولة أو بلدا أو شركة، بهدف تعطيل أنظمتها الحيويّة وسرقة بياناتها الحسّاسة؟.

ويصنف الخبراء الهجمات الإلكترونية، بأنها تهدف إلى التجسس، وجمع واختراق المعلومات، أو التخريب، وسرقة معلومات سرية وحساسة أو هجمات عصابات لسرقة الأموال والحسابات، أو هجمات إرهابية وهناك نماذج لحروب سيبرانية، ظهرت فى اتهامات أمريكية أو أوروبية لروسيا، وهو ما نفته موسكو من قبل، وسخرت منه، بل واتهمت الولايات المتحدة بشن هجمات سيبرانية.

وعندما تعطلت فيس بوك فى أكتوبر 2021، كانت هناك تحليلات ذهبت لوجود هجمات وراء العطل، ونفس الأمر فى عطل مايكروسوفت الأخير، حيث تظهر تفسيرات متنوعة تشير إلى هجمات، لا تعلن عنها الشركة، التى أعلنت أنها ثغرة بسبب التحديث.

وسوف تستمر مثل هذه الأعطال، التى تعيد البشر إلى عالم ما قبل الحواسب، لكنها لن تنهى اعتماد البشر على التكنولوجيا، وتطويرها، وتحديث أنظمتها، من دون أن تتوقف الأعطال والحروب والاختراقات.

p
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة