عادل السنهورى

عطل أم حرب إلكترونية عالمية؟ .. الرؤية الوطنية الاستباقية لمصر لمواجهة الكارثة

الأحد، 21 يوليو 2024 05:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل بدأت الحرب الإلكترونية العالمية ومن رواء نزع فتيل المعركة الأولى في هذه الحرب..؟

هل هي مصادفة أن عطل إلكتروني يصيب أوروبا والولايات المتحدة واليابان وكندا وإسرائيل بالشلل التام لعدة ساعات ويعطل كافة الخدمات الحكومية وغير الحكومية فيها ..؟ فالعطل الإلكتروني ليس الأول من نوعه ولكنه الأكبر في حجمه وتأثيره وأدى الى شلل في أنظمة الملاحة والمراقبة الجوية والبحرية والبنوك والأمن ومحطات الكهرباء والمياه.

لماذا نجت روسيا والصين والدول العربية من هذه الكارثة الإلكترونية وخسائرها المهولة التي لم يتم حصرها بصورة كاملة حتى الآن..؟
من يهيئ ويمهد المشهد الدولي لحرب كارثية تهدد بالفوضى الشاملة دون استخدام أسلحة تقليدية أو نووية .؟ هل هي فوضى خلاقة جديدة  في العالم هذه المرة لاعادة ترتيب المشهد السياسي و إعادة التوزيع العادل لموازين القوة في العالم.


مبدئيا شركة مايكروسوفت التي تعتمد دول العالم المتضررة على برامجها وعلى شركة الأمن السيبراني كراود سترايك قدرت خسائرها الأولية بحوالي 60 مليار درهم وهبط سهم الشركة في البورصات العالمية 2.4% وهبط سعر سهم شركة الأمن السيبراني بنسبة 14%. وتعطلت 911 خدمة في الولايات المتحدة. توقفت حركة الطيران في أميركا وأوروبا واليابان ومعاملات المصارف والمستشفيات والبورصات والاتصالات في الساعات الماضية حاولت الشركات التكنولوجية المسئولة من تخفيف حدة الأزمة ومحاولة طمأنة العملاء الكبار و سارعت الى نفي فكرة الهجوم السيبراني وقالت أنه " مجرد عطل" تسببت فيه شركة كراود سترايك وهي شركة الأمن السيبراني والتي تستخدم برامجها من قبل عشرات الصناعات في جميع أنحاء العالم للحماية من المتسللين والخروقات الخارجية. ويبدو أن تحديث البرنامج الصادر عن الشركة هو السبب الجذري للمشكلة، مما أدى إلى تعطل الأجهزة التي تعمل بنظام تشغيل مايكروسوفت ويندوز..!! ..هكذا حاولت مايكروسوفت تبرير الفاجعة الكبرى بالأمس، لأن عكس ذلك هو دليل وتأكيد على الاعتماد الضعيف والهش للاقتصاد العالمي على بعض البرامج والتأثير المتتالي الذي يمكن أن يحدثه في حالة وقوع حرب سيبرانية عالمية .


نوافق – رغم التحفظ- على أن ما حدث بالأمس هو " عطل الكتروني"  لكن نتيجة هذا العطل كانت كارثية فقد أوقفت أكبر ثلاث شركات أميركية نشاطاها الجوي وهي  أمريكان ويونايتد ودلتا، ولو لفترة مؤقتة كما أوقفت شركة رايان اير واحدة من أكبر شركات الطيران في أوروبا خدماتها بسبب انقطاع التكنولوجيا. ارتبكت الحركة في غالبية مطارات العالم في سيدني ومانشستر ومطار دبي وهونج كونج وامستردام وبرلين وغيرها.

وحدث تجميد لنشاط وخدمات المستشفيات في كثير من الدول الأوروبية هناك حدث جلل وقع بالأمس وحل المشكلة ومواجهه الكارثة قد يستغرق بعض الوقت والخسائر لم يتم حصرها بصورة نهائية لأنها بمئات المليارات من الدولارات وفي ساعات قليلة فقط وليس ليوم أو يومين. والحقائق تشير الى مدى هشاشة أنظمة التكنولوجيا عندما تكون مترابطة للغاية بما قد  يؤثر على ملايين الأشخاص ويسبب خسارة كبيرة في الأموال.


بالطبع لا يفوت ما حدث بالأمس من تعطل أو ربما أشرس هجوم الكتروني سيبراني حتى اللحظة،  أن يبدأ البعض من المشككين وأعداء كل انجاز يتحقق في مصر والكارهين لكل نجاح يحدث على أرض المحروسة حملة السخرية والتشكيك والكراهية إياها على مواقع التواصل الالكتروني من نجاح مصر – علاوة على روسيا والصين والدول العربية – من الإفلات من تلك الهجمة لكنه الواقع وحقيقته الجلية الواضحة، فمصر لم تتأثر بالأزمة والخدمات الحكومية في المطارات والموانئ والبنوك والاتصالات  والانترنت تعمل بصورة طبيعية ومن بين 609 رحلة جوية من مطار القاهرة الدولي لم تتأثر سوى 15 رحلة جوية فقط.


يحق لنا أن نفخر بما حققناه في هذا المجال و نشيد بالرؤية الوطنية الاستباقية لصانع القرار في تأسيس منظومة الكترونية وبنظام حماية الكتروني خاص بإنشاء مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية
هل تتذكرون هذا المركز الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أقل من شهرين تقريبا – في نهاية ابريل الماضي- بالعاصمة الإدارية وهل تتذكرون تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال افتتاحه ..؟
كان الهدف من انشاء مركز البيانات عام 2023 هو تعزيز ريادة مصر إقليميا ودوليا وترسيخ مكانتها كممر رقمي لنقل البيانات وقيادة أسواق مراكز البيانات في الشرق الأوسط وإفريقيا ارتباطا بموقعها الذي يتوسط العالم.

ووجه الرئيس السيسي بالبدء في إنشاء المركز كأول مركز يقدم خدمات تحليل ومعالجة البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي في مصر وشمال إفريقيا طبقا لأحدث التقنيات العالمية على مساحة 23 ألف و500 متر مربع. بمشاركة أكثر من 15 شركة محلية وعالمية، وأكثر من 1200 مهندس وعامل، وأكثر من 5000 ساعة عمل.


ويهدف إنشاء المركز، للعمل على تقديم التطبيقات الحرجة والمدفوعات والتطبيقات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة لصناعة القرار على كل المستويات بالإضافة إلى عمله كبديل نشط لمركز البيانات الحكومي بالعاصمة الإدارية.


كما يعمل على استخدام تكنولوجيا الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في تحليل البيانات الحكومية، والعمل كمركز وطني موحد لبيانات التعافي من الكوارث، وتوطين استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي.


ويستهدف كذلك توفير البيانات الدقيقة والموقوتة وتحليل البيانات الضخمة للجهات الحكومية، وتوفير الإدارة والتشغيل الذاتي، والحفاظ على الخصوصية المصرية كمشروعات الموانئ الذكية التي تساعد على تسهيل حركة الاستيراد والتصدير.


ويقدم المركز خدماته طبقًا لثلاث مناطق للبيانات: (منطقة البيانات الخاصة وعالية الحساسية - منطقة البيانات الحكومية - منطقة البيانات العامة لتكون منصة لتفاعل المواطنين في تقديم خدمات الجهات الحكومية).


وتتنوع خدمات المركز، ما بين أكثر من 40 خدمة سحابية حديثة، تحليل الكم الهائل من البيانات، الذكاء الاصطناعي، منصة إنترنت الأشياء، تبادل البيانات الحكومية. والتعاون مع الشركاء في مجال التدريب والابتكار المشترك، والتفاصيل كثيرة للغاية نأتي الى تصريحات الرئيس السيسي عند الافتتاح عندما قال :"في الماضي، كان لكل وزارة «سيرفر بيانات» خاصة، على عكس ما يحدث الآن.بدأنا مجال تطوير البيانات منذ عام 2018 بالتوازي مع بناء العاصمة الإدارية.أنفقنا مليارات الدولارات لتجهيز بنية أساسية متكاملة والحاق بركب التقدم.المركز الرئيسي للبيانات شامل لكل الوزارات وبه كل البيانات بمعايير عالمية.في الماضي، كان حفظ البيانات في الخارج بمبالغ طائلة. الآن، نوطن بياناتنا.المركز، يفوق الخيال من نواحٍ عدة، البنية التحتية المتقدمة، التأمين الكامل.نعمل على أن تكون مصر نقطة رئيسة لنقل البيانات بين الشرق والغرب."


اقرأوا مرة آخرى أهمية انشاء مركز البيانات وتصريحات الرئيس لتعرفوا قيمة الإنجاز الذي تحقق ولماذا أنقذت مصر نفسها من كارثة الحرب السيبرانية التي لن تكون الأخيرة..!










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة