تدفع دولة الإحتلال الإسرائيلى المنطقة نحو الفوضى، ضاربة بعرض الحائط التحذيرات المصرية والعالمية من مغبة إطالة أمد الحرب على غزة، ويأتى العدوان الإسرائيلى على اليمن جبهة جديدة من جبهات القتال الإسرائيلية فى المنطقة والتى تنذر بإدخال الاقليم فى دائرة مفرغة من الصراعات وعدم الاستقرار.
القاهرة حذرت الدولة العبرية مرارا وتكرار ولا تزال من مخاطر اتساع رقعة الصراع، منذ بداية العدوان الإسرائيلى على غزة، وتنبأت بمخاطر إطالة أمد العدوان الغاشم، والذى كان أبرز تداعياته اتساع رقعة الصراع فى المنطقة، حيث طالت نيران غزة وسط تل أبيب وميناء إيلات.
غير أن الاحتلال الإسرائيلى تجاهل كافة التحذيرات وتعمد المجازر بحق الفلسطينيين وجعل من قطاع غزة رقعة لا أمن فى أى شبر منها، حتى المخيمات التى تؤوى النازحين من أطفال ونساء ومستشفيات ودور عبادة كلها كانت ولاتزال فى مرمى نيران الاحتلال.
وتعمد الاحتلال إفشال الجهود المصرية والعالمية من أجل التوصل لهدنة فى غزة، تسمح بإيصال المساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى بين الطرفين، وعرقل مسار وجولات التوصل لصفقة هدنة بوضع شروطا تعقيدية، من أجل مواصلة القتال فى غزة.
ويأتى الاستهدف الإسرائيلى للمرافق الاكثر أهمية فى مدينة الحديدة، ميناء الحديدة، بعدما استهدفت مسيرة حوثية وسط تل أبيب ردا على مجازر إسرائيلى فى غزة، والرد الحوثى لضرب ميناء إيلات خلال الـ 48 ساعة الماضية، لتجسد تصعيدا عسكريات خطيرا فى المنطقة ويعد صورة واضحة على اتساع رقعة الصراع الذى حذرت من مغبته مصر ولاتزال.
وفى الجبهة اللبنانية تتصاعد الاشتباكات منذ 7 من أكتوبر الماضى على حدود البلاد الجنوبية مع الشمال الإسرائيلى بين جيش الاحتلال وحزب الله.
القاهرة لم ولن تكف عن تحذير الدولة العبرية، وكان أخر التحذيرات المصرية تحذير أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى يوليو الجارى خلال استقبال ويليام بيرنز، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، حيث أكد على ضرورة اتخاذ خطوات جادة ومؤثرة لمنع اتساع رقعة الصراع فى المنطقة، كما شدد الرئيس على أهمية إنفاذ حل الدولتين، فى إطار تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.
اتساع رقعة الصراع ليشمل اليمن بالبحر الأحمر والمنطقة يعكس رفض إسرائيل للسلام والتى تتعنت فى التوصل لهدنة فى غزة تسمح بتبادل الأسرى وايصال المساعدات، وكان أكد وزير الخارجية السابق سامح شكرى على أن اتساع رقعة الصراع الراهن فى البحر الأحمر والمنطقة خير دلالة على أن المسلك الإسرائيلى الرافض للسلام سيجر المنطقة بأكملها لتهديدات غير مسبوقة.
وفى السباق قرأت مصر المستقبل، وأطلقت تحذيرات بما سيحل بالمنطقة من ويلات الحرب واتساع رقعة الصراع فى حال استمر تصعيد العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة، وفى أكثر من مناسبة أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى تحذيرات مبكرة، قائلاً: "أنا حذرت من توسعة دائرة الصراع، أيًا ما كان المكان اللى جاية منها، المنطقة ستصبح قنبلة موقوتة تؤذينا جميعا".
ليس التحذير الأول ولن يكون الأخير، فقد حذر فى السابق من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية يكون تأثيرها مدمرا خلال لقائه برئيس الوزراء البريطانى سوناك، مؤكدا "أنه يجب منع انزلاق المنطقة فى حرب على مستوى الإقليم بالكامل يكون تأثيرها على السلام فى المنطقة، لذلك نحتاج إلى إحياء السلام مرة أخرى وإعطاء أمل للفلسطينيين فى إقامة دولتهم على حدود يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية".
وبالتوازى، كان ولاتزال تحذر مصر من اتساع الصراع، وشددت الخارجية المصرية على أهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل صون أمن واستقرار المنطقة، محذرةً مما سبق وأن أشارت إليه من مخاطر توسيع رقعة الصراع فى المنطقة على إثر تطورات أزمة قطاع غزة، وبما سيدفع الإقليم بأسره إلى دائرة مفرغة من الصراعات وعدم الاستقرار.
ودعت جمهورية مصر العربية كافة الأطراف لضبط النفس والتهدئة، وتجنب الانزلاق لفوضى إقليمية، مطالبة كافة الفاعلين على المستويين الإقليمى والدولى للاضطلاع بمسئولياتهم من أجل إنهاء الحرب الإسرائيلية فى غزة باعتبارها السبب الرئيسى فى ارتفاع حدة التوتر والتصعيد الإقليمى الحالى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة