طار نتنياهو إلى الولايات المتحدة أمس. يحملُ هواجسَه من مواقف الإدارة الأمريكية فى مناخها الرمادى، ولديه آمالٌ عريضة فى أن يستخلصَ من الكونجرس ما تعذَّر عليه من البيت الأبيض. أزماتُه الداخلية فى أروقة الائتلاف الحكومى ومع المعارضة، تُشبه ما يعيشه بايدن بين الانقلاب الديمقراطى والاستفاقة الجمهورية، والهجمةُ الحوثيّة الأخيرة على تل أبيب كأنها ضمادةٌ يضعُها فوق أنفه النازف، مُغازلاً بها ترامب بضمادته على الأُذن بعد محاولة الاغتيال الفاشلة. ومفهومُه الوحيد عن الدعم ألَّا يُردَع عن المُغامرات الحارقة، ولا أن تُغلَق فى وجهه مخازنُ السلاح ويُسحَب غطاءُ السياسة، وما دون ذلك يضعُه فى قلب السباق الرئاسى؛ مُختصمًا من يُناوره وداعمًا من يُلاقيه على باقة أهدافه الكاملة. وبينما لا يبدو على وفاقٍ مع قطاعٍ واسع من حاضنته اللصيقة؛ يتكفَّل بعضُ الخصوم بتغذية سرديّته، وإنعاش ما يذبلُ من مُبرِّراته المُستهلَكَة طوالَ شهور الحرب، وكلَّما احترقَتْ فى يدِه ورقةٌ أسعفوه بغيرها. كما لو أنَّ النوايا المُضمَرة على الجانبين مُضادَّة تمامًا للمواقف المُعلَنة.
يخطُبُ الضيفُ فى النواب والشيوخ للمرَّة الرابعة، مُتربِّعًا على عرش الساسة الأكثر حضورًا أمام الهيئة التشريعية الأمريكية. لديه يومان كاملان قبل موعد الجلسة، سيستغلّهما بالتأكيد فى لقاء بعثته الدبلوماسية، وفى التواصل مع رموز جماعات الضغط، والفاعلين من الحزبين الرئيسيِّين وأجهزة الدولة الصلبة. أمَّا الكلمة نفسها فلن تخرجَ فى الغالب عن دعاياته السابقة: الخطر الوجودى وسط مُحيطٍ معادٍ، وواجب الدعم المفتوح من الحليف الأوَّل، وحقّ إسرائيل المزعوم فى الدفاع عن النفس بالداخل والخارج. وإذ يحاولُ أن يُحصِّلَ ما فاتَه فى المكتب البيضاوىِّ منذ تشكيل حكومته أواخرَ العام قبل الماضى، يبدو أنَّ لقاء الرئيس الأمريكى لن يكون مُتاحًا، بالنظر إلى حالته الصحية ودخوله فى العَزل بعد إصابة كورونا، كما قال مُنافسه إنه لن يُغادرَ مقرَّه فى نيويورك للعاصمة، ما يعنى الهروبَ الناعم من اللقاء، وإن كان ذئبُ الصهيونية العجوز أبدى استعدادَه للذهاب إليه. وسواء تمكَّن من المُقابلتين أو أضاع إحداهما؛ فإنه لن يعدَمَ زخمَ الزيارة فى ردود فِعل الحملتين، خصوصًا أنهما ينطلقان من قناعاتٍ حقيقية إزاء إسرائيل ومشروعها المُستبدّ بفلسطين وشَطرٍ من المنطقة.
قُرابةُ شهرين منذ إعلان بايدن عن ورقته المُقترحَة للتهدئة فى غزَّة. استهلكها نتنياهو كما أراد، دون أنْ يُقدِّم شيئًا ملموسًا للرئيس المأزوم، وها هو فى عاصمته رغمًا عنه، وسيفوز بدعم نوَّابٍ من الحزبين فيما يُشبه اعتمادَ سياسته طوالَ الشهور الماضية، والشراكة الكاملة فى خطَّته السائلة لإدارة الحرب. كان المأزقُ الظاهرُ نظريًّا أنّه يذهبُ عاريًا من مُبرِّرات التعطيل، وتتلبّسه تُهمةُ المراوغة وسرقة الوقت، فى صراعٍ مع جبهته الداخلية لا يقلُّ حِدَّةً وانغلاقًا عن مُصارعة حماس؛ لكنَّ الأيام الأخيرة أسعفته بردودٍ مُرتبكة من جانب الحركة على خلفيّة المجزرة الواقعة فى منطقة المواصى، ثمَّ تصاعد التوتر على الجبهة الشمالية مع حزب الله، ودخل الحوثيّون على الخطِّ بهَجمةِ الطائرة المُسيَّرة فى قلب تل أبيب، وقد أرادوا من ورائها توجيه رسالتهم فى اتجاهين: الحكومة العبرية التى لن تعودَ آمنةً من كلِّ الجهات، وواشنطن نفسها انطلاقًا من استهداف مبنى يبعُد عن سفارتها عشرات الأمتار، ما يعنى إمكانية أن تكون الضربة التالية ضدّ الوجود الأمريكى مُباشرةً.
أحدثَ الجناحُ اليَمَنى من محور الممانعة، أو من «التيار الشيعىِّ» على نحو أدق، زحامًا من الفوضى والارتباك فى المشهد الإقليمى، منذ التحاقه بجبهة الإسناد تحت شعار «وحدة الساحات» فى نوفمبر الماضى. سِيقَت الدعاياتُ وقتَها على أنهم يستهدفون وحدات العدو، أو ما يصل منها للموانى الإسرائيلية؛ لكنهم لم يُفرِّقوا بين المُعادِى والصديق، وأربكوا التجارةَ البحرية فى المنطقة والعالم، وتسبَّبوا فى ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين مع التفافِ أغلب الشركات من طريق رأس الرجاء الصالح، وقد انعكس ذلك على مُعدَّلات العبور فى قناة السويس وإيراداتها؛ فتضرَّرت مصرُ الأكثر دعمًا لفلسطين ولم يتضرَّر الاحتلال. قبلها كان حسن نصر الله قد أجبرَ لبنان كعادته على المُغامرة المأمور بها، وما تزال الجبهةُ ساخنةً وتتصاعد حماوتها إلى حدود الصدام الكاسر. أمَّا فى المَقلب الآخر فلم ينتفع القطاعُ من سلوكيات حُلفائه، ولا ارتخت قبضةُ الجيش العِبرى عن مليونىِّ مدنى ومناطق إقامتهم ونزوحهم. والحال أنّه لا تفسيرَ لأداء الميليشيات الإقليمية سوى رغبة الطرف الذى ينوبون عنه فى التوقيع بالحضور، وحجز موقعه على طاولة التفاوض والترتيبات المستقبلية، بالتفاهُم مع تل أبيب على ترسيم خطوط النفوذ وترشيد مواقفها تجاه برامج تسليحها وخرائط انتشارها، أو بانتزاع مكاسب سياسيّة ومالية مُباشرة من البيت الأبيض، كما جرى فى وقتٍ سابق باتفاق مُبادلة عدد من الرهائن بمليارات من الأرصدة المُجمَّدة.
الاستعراض الأضخم فى المنطقة كان فى أبريل الماضى. قصفت إسرائيل المُجمَّع القنصلى لإيران فى أوَّل الشهر، فقرَّرت الأخيرة الردّ بعد ثلاثة عشر يومًا، وأطلقت وابلاً من المُسيَّرات والصواريخ الجوّالة؛ لكنها أُسقِطَت جميعًا قبل بلوغ أهدافها، باستثناء عدَّة رؤوس تفجَّرت فى مناطق خالية وأصابت طفلةً من أُصولٍ بدوية. ورغم كلّ ما قِيل عن التنسيق وقتها؛ فإنَّ هجوم الحوثيِّين قبل عدّة أيام قد أكَّد ما كان محلَّ اشتباه. الميليشيات اليمنية ضعيفةُ القُدرات الفنية والبشرية، وتعتمد على تسليحٍ إيرانىٍّ بالكامل، ومعنى وُصول إحدى طائراتها إلى تل أبيب أنَّ سوابقها المنطلقة من طهران كانت تحت سقف التلويح الآمن، وفى ذلك رسالة ضِمنيّة من رأس المحور إلى الدولة العبريّة ورعاتها، مفادها القُدرة على الإيلام وإحداث الضرر؛ ما لم تُرسَم قواعدُ اللعبة بالتوافق، والمسافة من صَعدة إلى يافا المُحتلَّة تُوازى نظيرتها من أطراف إيران، وهى أقلُّ كثيرًا فى حالات العراق وسوريا ولبنان. وبالمثل؛ فإنَّ نتنياهو أشرفَ قبل رحيله على قصف معاقل الحوثيِّين بطائرات F15 وF35 فى رحلةٍ تُقارب ألفى كيلو متر، فكأنّه يردُّ التحيّة بأحسن منها، ويقولُ إنه قادرٌ أيضًا على بلوغ الرأس لا الأطراف فقط.
ثمّة رسالةٌ ثانية من الغارة الإسرائيلية. إنها للحليف الأمريكى؛ فإذا كانت الميليشيا اليمنية قد تفلَّتت من رقابة الزحام العسكرى البحرى فى باب المندب وبين البحر الأحمر وبحر العرب، ووصلت إلى سفارة واشنطن فى تل أبيب؛ فقد تكفَّل بالردِّ عنه وعن الأصدقاء، وأحرج البحريّةَ الأكبر فى العالم وقد قصَّرت فى حماية شقيقتها الصغرى، أو وضعت توازناتها مع إيران فوق التزاماتها تجاه إسرائيل. وبهذا المعنى؛ فإنه يجزمُ بجاهزيّته للتصعيد، وقُدرته عليه، وأنه لا يتوقَّف كثيرًا أمام كوابح البيت الأبيض ورغبته فى تمرير الوقت دون صدام، أكان ذلك جنوبًا مع الحوثيِّين أم شمالاً مع الحزب؛ بل وفى مدى المُواجهة المُباشرة مع طهران نفسها. ومَكمَن الخطورة هنا أنه يتلاقى مع خصومه فى جولة «عضّ أصابع» لا أُفقَ لها، بينما يعتصمُ كلُّ طرفٍ برُزمة أهدافٍ يتشدَّد فى إنجازها، ولا يقرُّ له الآخرُ بها أو يتنازل عن أهدافه المُضادّة. وهكذا يبدو ظاهريًّا أنَّ مفاتيح الحلِّ كلّها فى غزّة؛ أمَّا عمليًّا فإنها على الطاولة بين المُرشد وزعيم الليكود حصرًا، وكلاهما يتهرَّب من الأطواق الخانقة، ويسعى لمُحاصرة أزماته الداخلية بالانقلاب الكامل عليها من الخارج، وفَتح الجبهات على بعضها انتظارًا لرجل الإطفاء الأمريكى الذى لا يبدو أنه جاهزٌ للعمل فيما تبقَّى من العام الجارى.
لا أحدَ على الناحيتين يُريدُ الذهابَ لحربٍ واسعة؛ لكنهما يقولان هذا ويفعلان كلَّ ما يقودُ لعكسِه تمامًا.. «حماس» وصلت إلى حال الاختناق وتُريد التهدئة على أىِّ شرطٍ مُمكن؛ باستثناء إزاحتها من مُستقبل القطاع أو أن تحلَّ السلطةُ الوطنية بديلاً لها، والأخيرة ترفضُ أىَّ حديثٍ عن استجلاب قوَّات دولية لإدارة غزّة ما بعد الحرب، ونتنياهو يرفضُ الطرفين ويسعى للبقاء الدائم، أو على أسوأ الفروض توريط دول الاعتدال العربى فى مهمَّة الأمن والإعمار. أمَّا مصر فأعلنت بحسمٍ أنها ترفضُ أىَّ تصوُّرٍ عن «اليوم التالى» لا يكون جوهرُه فلسطينيًّا كاملاً، وتبعتها السعودية والإمارات. أمَّا الجانب الخفىِّ من القصّة فيتّصل بسَوَاء الموقف المُمانع، وحدود نظرته للقضية الفلسطينية، كواحدةٍ من مفاتيح المشروع الصفوىِّ المُغلَّف بعباءةِ الثورة الإسلامية. وهنا تستدعى الذاكرةُ استحسانَ الحماسيِّين لورقة بايدن آخر مايو الماضى؛ قبل أن يخرُجَ خامنئى فى ذكرى مُرشده الأوَّل الخمينى مُعترضًا على فكرة الهُدنة، ومُباركًا امتدادَ موجات «طوفان الأقصى» لأجلٍ لا يعلمُه إلَّا هو؛ فانتكست التجربةُ قبل أن يضطرَّ قادةُ الحركة لتقديم تنازلاتٍ لاحقة، رفضَها نتنياهو بطبيعة الحال. ثمّة مُفارقة حقيقية فى أن تتحدَّث طهران وتل أبيب لغة واحدة!
التصعيدُ الأخير يزيحُ مُفاوضات الهُدنة جانبًا. ربما يكون التشدُّد من جانب التوراتيِّين فى الحكومة العبرية العقبة الأكبر؛ لكنَّ الملفّات العالقة على بقيّة الجبهات صارت مشبوكةً فى جغرافيا القطاع، وتنتظرُ التسويةَ أيضًا قبل أنْ تفُكَّ أسرَه وتُحرِّر «السنوار» من التزامه تجاه المحور الشيعى. انتخبَتْ إيران رئيسًا إصلاحيًّا وتُريد استعادةَ الاتفاق النووى، وتخفيف قبضة العقوبات، وانتزاع صفقةٍ تضمنُ لها ألَّا تُغيِّر إسرائيل على مُنشآتها النووية، ولا معاقلها فى سوريا ودُرَّة تاجها فى الجنوب اللبنانى، ولعلَّها تسعى لترسيم العلاقة مع الأمريكيين فى العراق بما يمنحُ أذرُعَها حريّة الحركة، كما لن تضحىِّ بالتمركُز الاستراتيجى المهم عند مدخل البحر الأحمر. ربما فاجأها الحماسيِّون بتبكير موعد الخطَّة المُشتركة؛ لكنها استدركت الأمرَ ودخلت على الخطِّ بكامل قُواها، وتريد أن تصرفَ فاتورةَ الدم الغزير فى غزّة، بما يُوازيها من مكاسب ظرفيّة وآجلة فى الساحات الرديفة.
افتُتحِت الخبرةُ الأمريكية الإيرانية مُبكّرًا؛ إذ بعد شهورٍ من الثورة وقبل أن ينفرد الملالى بالدولة تمامًا، دُفِعَت مجموعاتٌ من قواعد الإسلاميين لاقتحام سفارة واشنطن واحتجاز طاقمها، قبل إبرام تسويةٍ تحوَّلت إلى فضيحة لاحقًا. من يومها يُجيد البَلَدَان الصدامَ، ويحترفان الاتفاقات المشبوهة. فى الفترة الأخيرة سُمِحَ سِرًّا بإرخاء قيود العُقوبات من أجل تمرير النفط الفارسى للأسواق؛ سعيًا للتغلُّب على أثر الحرب الأوكرانية وما فرضته من ضغوطٍ على صادرات روسيا. هكذا يعرفُ الأمريكيون أنهم قادرون على الوصول لتفاهُمٍ فى اللحظة الخانقة، ويستثمرُ الإيرانيون فى تأهيل المسرح لهذا الشرط. وعلى هذا المعنى؛ تبدو غزَّة رهينةً بين عدوِّين مُتطرّفين، مثلما يُحتَجَز لبنانُ منذ حرب 2006 على الأقل، والعراق من قبلها، وسوريا واليمن فى العقد التالى، والمُفارقة أنها جميعًا حدثتْ بهدايا أمريكية؛ إذ كانت الإدارةُ السيئة فى الحرب الأهلية والاقتحام الإسرائيلى صكَّ الميلاد والمشروعية لحزب الله، وكذلك غزو العراق وأجندة الربيع العربى لاحقًا.
غايةُ ما يريده نتنياهو اليوم أنْ يظلَّ الميدانُ ساخنًا باعتدال، لا بمَيلٍ للبرودة ولا باحتراقٍ يصعُب تداركه.. والآخرون يُقاسمونه الأمانى قطعًا، ولا أحدَ على رأس الحقل ليَكِيلَ لكلِّ طرفٍ ما يملأً مخازنه.. أمَّا فى جَردة الحساب الأخيرة؛ فقد استمرَّت مُعاناة غزَّة مع الإسناد، وبدا شعار «وحدة الساحات» أقربَ للدعاية العاطفية، وتربَّح الائتلافُ اليمنىِّ فى تل أبيب من سلوكيات المُمانعين. لقد منحوه صِفةَ النزاع الإقليمى دون أن يُكبِّدوه أعباءها، وبينما قال زعيمُه سابقًا إنه يُحارب فى ستِّ جبهاتٍ وقادرٌ عليها؛ فإنها يُذَخِّر أسلحتَه طوالَ الوقت لإبقاء أصابع الآخرين على الزناد، وكلَّما أطلقوا رصاصةً دفعوا مُخطَّطه خطوةً على طريق العبور بالحرب إلى زمن ترامب. والعالم مهما بدا مُحايدًا فى صمتٍ؛ فإنّه يتقلَّب على جمر الألاعيب الحوثية، ويدفعُ كُلفةَ التصعيد من اقتصاده وتجارته؛ ما يضرُّ القضية الفلسطينية على المدى الطويل، وقد رُبِطَت فيها مُقامرة حماس بنزوات الميليشيات على ساحل المُتوسِّط ومن بحر العرب إلى خليجهم المُطوَّق بالنفط والبارود.
صارت غزّة وفلسطين كلها «قميص عثمان»، أو بالأحرى قميص على؛ أمَّا اللوثةُ الشيعية فى المنطقة فإنها قميص نتنياهو نفسه. تتآكلُ القضية بأثر التناحر المُتبادَل بين خصمين أُصوليِّين، يسعى كلٌّ منهما لإزاحة الآخر وتسييد مشروعه فى سماء الإقليم. الحلّ يبدأ من القطاع؛ إنما على شرط الأجندة الوطنية الصافية، والانخراط فى برنامج منظمة التحرير دون أغراضٍ خفيّة وتحالفاتٍ مشبوهة، وأن يرتدعَ المُستثمرون فى المحرقة تحت شعار التداعى لنُصرة منكوبيها، أو أن تُفتَضح سلوكيَّاتُهم أمام الحاضنة الشعبية؛ بما يُقوِّض تسلُّطهم على البيئات السائلة فى النطاق المُمانع. الهُدنةُ احتياجٌ وجودىٌّ للغزِّيين، والقاتل لا رغبةَ لديه فيها طالما أنه مُتمكِّن من المصاير والرقاب؛ أمَّا الذين يزعمون الصداقة فإنهم أمام اختبارٍ للمصداقية. وحتى الآن يُخفقون فيه كلَّ صباح؛ لكنها لعنةُ الهويّات المُلتهبة والتجارة الشعبوية الرديئة.