نظمت اليوم مكتبة الإسكندرية، ندوة بعنوان "التراث البحري.. ذاكرة مصر الزرقاء"، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب في نسخته التاسعة عشرة، بحضور الدكتور عماد خليل؛ أستاذ كرسي اليونسكو للتراث الثقافي المغمور بالمياه، ومدير مركز الآثار البحرية والتراث الثقافي الغارق بجامعة الإسكندرية، وقدمتها أمنية فتح الله.
قال الدكتور عماد خليل أن التراث الثقافي هو تعبير عن سبل المعيشة التي وضعت من قبل المجتمع، وانتقلت عبر الأجيال سواء كانت مادية، مثل الأماكن والمواقع الأثرية والمباني، أو غير مادية مثل االقصص وأنماط الموسيقى والفنون.
كما أوضح أن الاهتمام بالتراث يبدأ بمعرفته ومحاولة فهمه، وإدراك أهميته والسعي للحفاظ عليه، والانتفاع به والرغبة في معرفة المزيد عنه، لافتا إلى أن تلك الآلية تسمى إدارة التراث، أضاف أن الذاكرة الزرقاء أو التراث الثقافي البحري هو الناتج المادي وغير المادي لتفاعل الإنسان مع البحار والأنهار والبحيرات عبر العصور، لافتا إلى أن علاقة المصريين بالبحرين المتوسط والأحمر تعود إلى ما يزيد عن 5 آلاف عام، بينما تمتد علاقتهم بالنيل إلى أكثر من 300 ألف عام.
وأشار الدكتور عماد خليل، مدير مركز الآثار البحرية والتراث الثقافي الغارق بجامعة الإسكندرية، إلى أن تلك العلاقة الممتدة عبر آلاف السنين أنتجت التراث الثقافي البحري، لافتا إلى وجود مئات النقوش والرسوم الصخرية التي تصور أشكال المراكب يرجع عُمر بعضها إلى نحو 5 آلاف سنة. وأكد أن أبرز أشكال التراث البحري في مصر هو اختراع شراع المركب والذي يعتبر أمراً مُعجزاً، لافتا إلى أن ذلك الاختراع جاء نتيجة آلاف السنين من التجارب في الملاحة النهرية، ولفت إلى أن الشواهد تشير إلى أن المصريين هم من اخترعوا الشراع، والمراكب الشراعية العاملة مثلت عصب الاقتصاد المصري حتى فترة الستينات من القرن العشرين.
مؤكداً أن أهمية السفن والمراكب عند المصريين القدماء الذين لم يعرفوا وسيلة للانتقال الطويل سوى المركب، لذلك ترجموا هذا في الانتقال للحياة الأخرى عند تصوير مشاهد ما بعد الوفاة والمراسم الجنائزية، واستعرض عددا من الصور للمراكب عبر العصور الحديثة، ومقارنتها برسوم المراكب في العصور المصرية القديمة، والتي تظهر الموروثات في هذا الشأن، سواء في طرق صناعة المراكب أو فى المهن المرتبطة بها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة