من المؤكد الآن أن خطورة الإعلام في المرحلة الراهنة، تتمثل في أنه تحول إلى أحد أبرز أدوات ما يُعرف بحروب الجيل الرابع، فالنمط الجديد من الإعلام هو رأس حربة حروب الجيل الرابع، بما يمتلك من تأثير هائل ومتنام، لدرجة أنه أصبح يقود الإعلام التقليدي في كثير من الأحوال، وأصبحت صفحات "فيس بوك" و"تيك توك" وغيرها مصدر الأخبار الأساسي للفضائيات والصحف الإلكترونية.
وحروب الجيل الرابع هو صراع يتسم بعدم وضوح الخطوط الفاصلة بين الحرب والسياسة والمقاتلين والمدنيين.
فهي حرب يكون فيها أحد المشاركين الرئيسين ليس دولة، بل جهة فاعلة غير حكومية عنيفة.
وتعتمد حروب الجيل الرابع والخامس على نشر الفتن والشائعات ومحاولات تضليل الرأى العام، فالشائعات هي أخبار زائفة تنشر في المجتمع بشكل سريع وتتداول بين العامة ظنا منهم على صحتها، وتفتقر الشائعات عادة إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحة الأخبار، وتشكل خطرا كبيرا يهدد استقرار الدولة وأمن أجهزتها، وتخلق حالة من الفوضى والبلبلة في المجتمع، وهو ما يتطلب أهمية توظيف وسائل الإعلام والتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدنى، إلى جانب تنمية الحس الأمنى عند المواطن لتحصينه ضد خطر الشائعات، وهنا تظهر أهمية دور وسائل الإعلام في مقاومة الشائعات بتقديم الأخبار الصادقة وكشف الحقائق للمجتمع، ودور الأسرة الهام التي تعد المجتمع الأول الذي ينشأ فيه الفرد، في عملية الضبط الاجتماعى وتوجيه سلوك الأفراد من خلال التنشئة السليمة، بالإضافة إلى أن التوعية القانونية بالعقوبة والإعلان عنها يجعلها وسيلة ردع، من شأنها منع تداول الشائعات من قبل مروجيها.
فحروب الجيل الرابع تعد أكثر الحروب شراسة وتسبب البلبلة، فحرب الشائعات بدأت بمنظومة لتربية الأطفال على أفكار وأدوات وأخلاق غير معتادة وغريبة على المجتمع المصرى، لخلق الخلل في المجتمع وبث عدم الثقة في الدولة من خلال أفلام الكارتون، ثم نشر ثقافة الإنترنت والفيس بوك وتويتر وغيرهم من مواقع التواصل الاجتماعى.
والشائعات هي عادة مجهولة المصدر وتثير الفضول، وهناك من يعرفها البعض بأنها (يطلقها الجبناء ويصدقها الأغبياء ويستفيد منها الأذكياء).
وفى إطار نشر الحقائق ومواجهة الشائعات يجب الإهتمام بالنشاط المضاد بشكل علمى ومخطط على سبيل المثال ضرورة وجود وبشكل قوى متحدث رسمى في كل الهيئات العلمية والمؤسسات والكيانات، وأن يكون هناك كشف عن كل ماهو كذب أمام الرأى العام، وتوفير البيئة التشريعية والمناخ القانونى الواضح دون غموض، ورصد الإعلام المضاد لمصر في الخارج بكافة المجالات، فموضوع الفتن والشائعات لابد وأن يتم التعامل معه في إطار منظومة قانونية إعلامية وعلمية
•إن إثارة الشائعات لها أهداف ومآرب، وتتنوع هذه الأهداف تماشياً مع مبتغيات مثيروها، فمنها ما هو ربحي ( مادي )
•ومن الشائعات أيضاً ما يكون خلفه أهداف سياسية وعادةً ما تحصل هذه الشائعات في الحروب أو في الحالات الأمنية غير الاعتيادية، وهناك هدف الفراغ واللهو من أهداف مُثيري الشائعات، والشائعات التي تقوم على هذا المبدأ عادةً ما تحوم حول المشاهير ويقوم بها أعداء النجاح، أن خطورة الشائعات هي المساس بالأمن الوطني حيث تُشكّل الشائعات والأكاذيب الملفقة خطراً كبيراً يُهدد استقرار الدولة وأمن أجهزتها، فهي قادرة على خلق حالة من الفوضى والبلبلة في المجتمع، والتشكيك بمدى مصداقية وموثوقية الجهات المسؤولة في الدولة، ناهيك عن نشر الرعب والذعر في نفوس المواطنين، وصرف نظرهم عن قضايا هامة لا يريد المعنيون منهم الانشغال بها.
وتجعل الشائعات من الرأي العام رأياً مضللاً وقوةً ضاغطةً قد تفرض هيمنتها احيانا على صانعي القرار فيها باعتبارها قوة اجتماعية لها وقعها بشكل لا تتحقق به المصلحة العامة، وتزيف معه الحقائق، وتُسلب به الحقوق.
وهنا يجب اتخاذ كافة ما يلزم نحو مواجهة الشائعات من خلال قيام الأجهزة الأمنية بتتبع مصادر الشائعات ومروجيها، والتحذير والتنبيه من أخطارها، من خلال الاتصال المباشر بالناس وتوعيتها والاستماع لهم وتقبل ملاحظاتهم، والعمل على توظيف وسائل الإعلام والتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني وأهمية تنمية الحس الأمني عند المواطن لتحصينه وتقوية مناعته ضد خطر الشائعة، وذلك من خلال ادماجه لكي يعي أهمية دوره في المشاركة على أمن الوطن واستقراره، والتأكيد على أهمية دور وسائل الإعلام في مقاومة الشائعة من خلال المبادرة والسبق الإعلامي في تقديم الأخبار الصادقة وكشف الحقائق للجمهور، لكي يكتسب المناعة فقد أدت ثورة الاتصالات والمعلومات إلي تزايد الكم المعرفي والاتصالي بين الشعوب والجماعات وأدي ذلك إلي تزايد انتشار الأفكار والمضامين الإيجابية والسلبية.
وتوعية المواطن في عدم المساهمة في ترديد الشائعة وتناقلها، لأن ترديدها يسهم في زيادة انتشارها وترويجها. وتجاهلها وأهمالها وعدم المبالاة أو إظهار الإهتمام بها عند سماعها من قبل أطراف أخرى.
وإشاعة أجواء من الثقة بين المواطن وبين المسئول اساسها المصارحة والمكاشفة من خلال مما يساعد علي كشف الحقائق وتوضيح الكثير من الأمور التي يمكن أن تشكل بيئة مناسبة لبث الشائعات.
الحرب الإعلامية المفروضة علينا لا تقل شراسة عن موجات الإرهاب والتطرف المسلح المدعومة من أنظمة إقليمية ودولية وأجهزة استخباراتية كبرى، والتخطيط لبناء وسائل الإعلام ودورها يجب أن يقوم بالأساس على الحرية والمسؤولية للاعلامي من جهة والوعي الاعلامي للمواطن من جهة أخري فالعقول الفارغة يمكن أن تمتلئ بالأكاذيب، والأيدي المتعطلة تخلق ألسنة لاذعة. لذا فإن العمل والإنتاج وشغل الناس بما يعود عليهم بالنفع يساعد إلى حد كبير في مقاومة الشائعات.
والتربية الإعلامية، أو كما يسميها البعض بمحو الأمية الإعلامية وسيلة هامة لمواجهة الشائعات فهي امتلاك المهارات والفهم والوعي الكامل للتعامل مع وسائل الإعلام المختلفة، بوعي وذكاء ومسؤولية. فالسبيل الأمثل لتحقيق التربية الإعلامية أو الوعي الإعلامي أو الثقافة الإعلامية، هو تدريس الإعلام في المدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة كالجامعات، لحماية النشء من أضرار الإعلام، وتدريبهم على التفكير النقدي والتحليلي في تعاملهم مع المنتجات الإعلامية المختلفة.
إن معركة الوعي هي أهم معركة فى مواجهة أخطر حروب العصر الحديث و هذا ما يردده الرئيس عبد الفتاح السيسي دائما في كل تصريحاته ومداخلاته الإعلامية وخطاباته الرسمية للشعب المصري.
فالأهم من الإنجازات العظيمة والتنمية الكبيرة والتطور الهائل الذين تشهده مصر الان هو كيفية الحفاظ عليها وعلى قوة ووحدة وتماسك الدولة بكافة مكوناتها المدنية والعسكرية، بحيث تبقى الصورة المصرية دائما في أوقات الشدة وأوقات الأزمات أن مصر كلها علي قلب رجل واحد.
حفظ الله مصر وشعبها الطيب ومؤسساتها وجيشها ووفق رئيسها وسدد خطاه لما فيه صالح البلاد والعباد ودائما دائما تحيا مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة