أكرم القصاص

الرهان على السلام فى غزة وسط نيران التصعيد!

السبت، 10 أغسطس 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بالرغم مما يبدو من تصعيد كبير فى المنطقة فقد تواصلت الجهود لوقف الحرب فى غزة، خاصة من مصر التى سعت خلال الأيام الماضية إلى تخفيض التوترات، والتقليل من احتمالات اتساع الصراع الإقليمى، خاصة بعد اغتيال إسماعيل هنية رئيس حركة حماس والذى تم فى العاصمة الإيرانية، ورفع التوتر لأقصى درجاته، بينما تم اختيار يحيى السنوار رئيسا لحركة حماس، وهو ما قد يكون طريقا لإنهاء الحرب بالفعل وليس لمزيد من المواجهة، فالاتفاق المطروح يتجه إلى الطرفين الفلسطينى والاحتلال، ومعروف أن نتنياهو هو الذى عطل الاتفاقات السابقة وسعى الى نقل الحرب الى محيط أوسع، بينما ترى بعد التحليلات أن السنوار قد يكون أكثر قدرة على توحيد الفصائل، وأيضا قبول اتفاق يوقف الإبادة ويلبى مطالب الفلسطينيين فى غزة ويتيح الفرصة لإعادة الإعمار وإنهاء مأساة تجاوزت الشهور العشرة.


وقد تركزت جهود مصر وقطر والولايات المتحدة للدفع نحو إنهاء الحرب، وحسب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فإن واشنطن تعمل مع مصر وقطر لبحث كيفية الدفع نحو الاتفاق النهائى لوقف إطلاق النار وقال إن بلاده على تواصل مع إسرائيل بهدف الوصول إلى الاتفاق النهائى، وقالت الخارجية الأمريكية إن مصر وقطر تقومان بعمل جيد فى الدفع قدما بمفاوضات الهدنة فى غزة، وإعادة المحتجزين، مشيرا إلى أن مفاوضات الهدنة لم يكن يحضرها إسماعيل هنية وحده وكان معه عدد من قيادات حماس ويمكنهم الآن نقل رسائل إلى يحيى السنوار رئيس حركة حماس الجديد، وهى إشارة إلى التعامل الأمريكى مع القيادة الجديدة لحماس، والذى يمثلها السنوار، مع الرهان على أنه قد يكون قادرا على إنهاء الحرب والسعى إلى تنفيذ تفاصيل الاتفاق.


وفى الوقت الذى قالت فيه الخارجية الأمريكية إنها سوف تستمر بالدفع قدما فى مفاوضات وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وطالبت باستمرار المحادثات، فقد واصلت مصر جهودها مع كل الأطراف للدفع نحو إبرام اتفاق لوقف الحرب، وتلقى الرئيس عبدالفتاح السيسى اتصالا من الرئيس الأمريكى جو بايدن، تناولا خلاله التطورات الإقليمية، والتوتر الذى تشهده منطقة الشرق الأوسط، وحرص الرئيس السيسى على تأكيد موقف مصر الداعى الى وقف الحرب فى غزة، باعتبارها أساس التوترات فى المطقة وهو ما أكده الرئيس السيسى فى اتصالاته مع الرئيس الفرنسى ورئيس الوزراء البريطانى.


والواقع أن الرهان الآن هو على موقف أمريكى أكثر حسما، لتنفيذ قرار مجلس الأمن فى نهاية مايو الماضى بوقف الحرب والذى تضمن نقاط اتفاق لتبادل المحتجزين وقد أكد مسؤول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل، أن الاتحاد الأوروبى ينضم إلى مصر وقطر والولايات المتحدة فى دعوتهم لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين فى غزة دون تأخير، ودعم الاتحاد لوساطة القاهرة وقطر واشنطن لوضع حد لدائرة المعاناة التى لا تطاق فى قطاع غزة والاتفاق سيمهد الطريق لخفض التصعيد الإقليمى فى المنطقة، وقد تضمن البيان الثلاثى المشترك أنه تمت دعوة الجانبين إلى استئناف المناقشات العاجلة يوم الأربعاء 14 أغسطس أو الخميس الموافق 15 أغسطس فى الدوحة أو القاهرة لسد كل الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق دون أى تأجيلات جديدة، وعلى  النحو الذى يلبى توقعات كل الأطراف، وقد نبه البيان المشترك، إلى أن الوقت حان لوضع حد للمعاناة المستمرة منذ أمد بعيد لشعب غزة، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإبرام اتفاق بشأن الإفراج عن المحتجزين. مشيرا إلى المبادئ التى طرحها الرئيس بايدن فى 31 مايو 2024 وتمت المصادقة عليها فى قرار مجلس الأمن رقم 2735 ، وبالتالى فإن الرهان على أن يتم اللقاء بالشكل الذى يعيد الأمل فى إنهاء الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر.


وبقدر ما يشير البيان إلى أهمية اللقاء المرتقب، فإن الرهان الأكبر هو على موقف أمريكى ينطلق تجاه حسم الموقف، وتجاوز المواقف المترددة والمرتبكة من قبل الإدارة الأمريكية، لدرجة أنها عجزت عن تمرير مقترح وقف الحرب بالرغم من تمريره عبر مجلس الأمن والذى تضمن اقتراحا أعلن عنه الرئيس جو بايدن وقال إنها مشروع إسرائيلى، ومع هذا فقد عطل نتنياهو الاتفاق باعتبار أنه لا يلبى مطالب الاحتلال، وبالتالى فالرهان هذه المرة على أن تستجيب كل الأطراف للاتفاق وتنتهى إلى وقف الحرب، وأن السلام يمكن أن يخرج من حافة الهاوية، التى تحيط بالإقليم.


مقال أكرم القصاص فى العدد اليومي 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة