بعد ختام أولمبياد باريس 2024، بثلاث ميداليات فقط، حافظت على صورة مصر وعلمها فى البطولة، التى استمرت 3 أسابيع، حقق أحمد الجندى ذهبية فى الخماسى الحديث، وانتزعت سارة سمير فضية فى رفع الأثقال، وبرونزية محمد السيد فى سلاح الشيش، وحمل الثنائى الأولمبى أحمد الجندى وسارة سمير علم مصر فى حفل ختام الأولمبياد، وهما اللذان حملا العلم فى الافتتاح على نهر السين.
وقد احتفلت الجماهير بتتويج البطل أحمد الجندى بالميدالية الذهبية للخماسى الحديث، والذى رفع رصيد مصر من الذهب الأولمبى إلى 9 ميداليات، من بينها 5 ذهبيات لرفع الأثقال، و4 أخرى لباقى الرياضات، وبجانب الذهبية فقد حطم أحمد الجندى الرقم العالمى فى اللعبة، بعدما وصل إلى 1555 نقطة، حيث كان الرقم القديم 1482.
الجماهير احتفت أيضا بفضية سارة سمير، وقبلها محمد السيد، باعتبار أن ثلاث ميداليات حافظت على علم مصر مرفوعا، وإن كانت التفاصيل التى شهدتها البطولة تستدعى قراءة وبحثا وتحقيقا لمعرفة أى الاتحادات بذلت جهدا وأى منها لم تفعل، لأن الاتقان والإخلاص هى قيم مهمة فى الرياضات الفردية التى يحقق فيها الأبطال نتائج مهمة بالرغم من أنهم يخرجون من نواد أو مراكز شباب ويبذلون جهودا مهمة.
راهن جمهور الكرة على منتخب مصر الأولمبى أن يحصل على برونزية، بعد أن أدى جيدا خلال رحلة الأولمبياد ووصل إلى المنافسة على البرونزية، وواجه المنتخب الفرنسى ببسالة لكنه خسر أمام المنتخب المغربى الشقيق، وهو المنتخب الأول الذى هز شباك أصحاب الأرض فى أولمبياد باريس وأصبح محمود صابر لاعب منتخب مصر الأولمبى اللاعب المصرى رقم 40 الذى يسجل للمنتخب فى تاريخ الأولمبياد، بعد مصطفى رياض صاحب الأهداف الثمانية، وبصرف النظر عن النتائج فقد بذل المنتخب جهدا كبيرا، وإن كان خسر المباراة الأخيرة والبرونزية وأحزن الجمهور.
والواقع أن خروج عدد من اللاعبين واللاعبات فى التصفيات تم بأشكال وطرق أحزنت الجمهور، وكشفت عن تقصير وغياب للتنسيق والجدية، وهى أمور تتطلب بالفعل أن تتم دراستها وتحقيقها، حتى يمكن تعديل الأخطاء وسد الثغرات، وفى المقابل فإن الاحتفاء بالأبطال، الذين انتزعوا ميداليات، أحمد الجندى وسارة سمير ومحمد السيد، أمر يتطلب دراسة أسباب هذا الفوز والنجاح، وتكريمهم.
وقد حقق أبطال مصر فى التايكوندو نتائج مفرحة، بأول ميداليتين فى أولمبياد طوكيو 2020، التى عقدت عام 2021 بسبب كورونا، حيث توجت فريال أشرف لاعبة منتخب الكاراتيه بالذهبية، وحصل أحمد الجندى فى الخماسى الحديث على فضية، و4 ميداليات برونزية من هداية ملاك وسيف عيسى فى التايكوندو، ثم محمد إبراهيم كيشو فى المصارعة وجيانا فاروق فى الكاراتيه، وتم تكريم الأبطال سابقا وحاليا، من قبل الرئاسة والدولة، وإطلاق أسماء الأبطال على مشروعات كبرى، تأكيدا للإخلاص والاتقان.
فقد وصل المنتخب الوطنى للمنافسة على برونزية القدم، وخسر أمام المغرب، وكانت مصر مرشحة لميدالية فى سلاح السابر عن طريق زياد السيسى، المصنف الأول عالميا، لكنه وصل للدور قبل النهائى دون الوصول لمنصة الميداليات، وودع محمد حمزة المنافسة فى سلاح الشيش من الدور ربع النهائى، وهناك 12 لاعبا تواجدوا فى المراكز من الرابع إلى الثامن مرشحين لميداليات لكن لم يصلوا، وفاز الأبطال الثلاثة.
ومع انتهاء أولمبياد باريس، ومع الاحتفاء بأبطال الميداليات، بالاستقبال وبرامج الاحتفالات، ودعم الرئاسة والدولة، هناك ضرورة لبحث كل هذه التفاصيل، وإجراء التحقيقات اللازمة لبحث عناصر الفوز ودعمها، وأسباب الخسارة لتلافيها، مع أهمية دعم الألعاب الفردية، وتنفيذ خطوات اكتشاف المواهب ودعمهم من مراكز الشباب والنوادى، لأن الألعاب الفردية تستحق الدعم، لأن أبطالها يحققون بطولات وميداليات أكثر مما يتحقق فى كرة القدم، وخلال الأولمبياد الحالية والدورات الماضية حقق أبطالنا فى الألعاب الأولمبية والبارالمبية بطولات، وعندما يفوزون نحتفى بهم ونشير إليهم بفخر، ونطالب بدعمهم والاحتفاء بهم، ثم ينسى الجميع كل هذا ويعودون إلى ما سبق.
الأبطال يستحقون قدرا أكبر من الأضواء والاهتمام، خاصة أن كلا منهم تعب على نفسه وبذل جهدا مضاعفا هم وأسرهم، هذه الألعاب الفردية كالسباحة والمصارعة ورفع الأثقال والجرى وسلاح الشيش وتنس الطاولة والقفز والجمباز، تستحق المزيد من الدعم، وأن تكون مجالا لاكتشاف مواهب رياضية تضاعف من حجم الميداليات والبطولات.
مقال أكرم القصاص فى العدد الورقى