<< صحفي من ذوى الإعاقة: أعيش الخوف يوميا ولا أستطيع الخروج بعد سماع القصف وخسرت 20 كيلو من وزني
<< مقررة أممية: يجب تيسير وصول المساعدات الملبية لاحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة
<< المكتب الإعلامى الحكومى في غزة: الاحتلال دمر مدارس التأهيل ويمنع دخول التطعيمات والمكملات الغذائية لذوي الإعاقة
<< فلسطيني من ذوي الإعاثة: المخيمات لا تتناسب مع ظروفنا ولا نستطيع الحركة فيها
<< أحد ذوى الإعاقة في غزة: لا تتوافر الطاقة الكهربائية للفرشات الهوائية الطبية ولا حمامات مخصصة لنا
<< توقعات زيادة 1200 شخص لفئة ذوى الإعاقة في غزة
<< أصحاب الشلل الرباعي وضمور العضلات يفتقرون للكهرباء الخاصة بأجهزة التنفس لتشغيل فرشات الهواء السريرية
يجلس على الكرسي المتحرك عاجز عن الحركة ينتفض خوفا عندما يسمع أصوات القصف داخل المدينة وبالقرب من منزله، وتزداد ضربات قلبه كلما اقتربت هذه الأصوات، ينظر الى من يفرون حوله من منازلهم خشية أن تصيبهم غارات الاحتلال، بينما هو ينتظر مصيره فى عجز ويأس ، ما يزيد معاناته هو إصابته بالسكر والضغط، في ظل نقص شديد في الدواء بعد الحصار الذي فرضه الاحتلال على القطاع، يسمع يوميا أصوات القصف وطيران الاحتلال فوق منزله ولا يستطيع النزوح نظرا لأن الشوارع أصبحت مدمرة لا يمكن أن يسير الكرسي المتحرك عليها، نقص الطعام يزيد معاناته وتسبب في فقدان 20 كيلو من وزنه، هذه معاناة الصحفي الفلسطيني من ذوي الإعاقة، هشام ساق الله والتي حاكها لنا.
الأونروا تتوقع زيادة 1200 شخص لفئة ذوى الإعاقة في غزة نتيجة العدوان الأخير
وفقا لتقرير صادر عن وكالة الأونروا الأممية، فإن الأفراد ذوي الإعاقة في غزة يواجهون تحديات كبيرة، حيث يتعرضون للمخاطر نتيجة الظروف القاسية التي تترافق مع العدوان الاسرائيلي والظروف غير الصحية وغير الموائمة في أماكن النزوح، إضافة لنقص الرعاية الصحية وعدم قدرتهم للوصول للخدمات الصحية، مستشهدا بنتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014 والذي تسبب في جعل حوالي ثلث الإصابات إعاقات دائمة للمصابين، وهو ما يرجح أن يرتفع عدد الأفراد ذوي الإعاقة نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير في أكتوبر الماضي بما يقارب 12,000 فردا بسبب تزايد عدد المصابين وانخفاض قدرات الرعاية الصحية وفرض إغلاق على المعابر ومنع المواد الطبية الأساسية من الوصول للقطاع والاستهداف المباشر للمستشفيات ومراكز الرعاية والطواقم الطبية.
لا يستطيع الخروج من المنزل عند سماع القصف بسبب إعاقته وخسر 20 كيلو من وزنه
يكشف هشام ساق الله، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، تفاصيل معاناته منذ بداية الحرب قائلا، إنه يعيش في مدينة غزة محاصر من كافة النواحى ، ويعاني من عدم وجود الطعام خاصة الخضروات واللحوم والفواكه ولا يوجد في المدينة سوى الطحين وبعض المعلبات، متابعا :"أنا معاق لا أستطيع الحركة وهذا يخلق معاناة كبيرة وأنا أتواجد في منطقة صعبة قريبة من مستوطنة نتساريم التي تتعرض لقذائف وقصف من الطائرات الإسرائيلية بشكل مستمرة وغيرها من الأمور بجانب الاجتياحات، حيث تم اجتياح المنطقة أربع مرات وهذا صعب الحياة".
"أنا لا استطيع الخروج من المنزل حتى عندما أسمع القصف، نظرا لعدم وجود كهرباء والطريق في المدينة غير معد لحركة الكراسي المتحركة بسبب تجريف الشوارع"، هنا يشرح هشام ساق الله يوميات الرعب التي يعيشها في القطاع، متابعا :"هذا يجعلنى أمكث في البيت لفترة طويلة لا أستطيع أن أخرج من المنزل، وعدم توافر المواد الغذائية أضعف البنية الجسمانية ووزنى انخفض أكثر من 20 كيلو بسبب عدم وجود الطعام خاصة الخضروات والفواكه ونعتمد على الطحين وبعض المعلبات التي توجهها مؤسسات الإغاثة بالإضافة لبعض البقوليات المعلبة ونوعية هذا الطعام تضعف الإنسان".
ويواصل :"لا يوجد إنترنت، والكمبيوتر الذي امتلكه وكنت أعمل عليه من المنزل نظرا لإعاقتي نتيجة عدم وجود طاقة كهربائية أو طاقة شمسية أو أي شيء عطلت البطارية وعطل الجهاز ولم يعد لدى جهاز أعمل عليه، وكل المقالات لا ترتقى لمستوى الحدث الذي نعيشه ولا جدوى من الكتابة، فأصبح شعبنا لا يثق في المقالات ولا الكتب ولا أي بل أصبح شعبنا ينتظر إنهاء هذه الحرب ووقف بكل أشكالها والعيش في هدنة على الأقل للالتقاط الأنفاس".
اتفاقية الأمم المتحدة للأشخاص ذوي الإعاقة تنص على حمايتهم خلال الحروب
وتنص اتفاقية الأمم المتحدة للأشخاص ذوي الإعاقة، في البند الخاص بالحروب والنزاعات، بضرورة أن يتم توفير أوضاع يسودها السلام والأمن القائم على الاحترام التام للمقاصد والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة واحترام صكوك حقوق الإنسان السارية هي أمور لا غنى عنها لتوفير الحماية الكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة، ولا سيما في حالات النزاع المسلح والاحتلال الأجنبي.
اتفاقية الأمم المتحدة ذوي الإعاثة
كما تنص المادة الـ 11 للاتفاقية، تحت بند حالات الخطر والطوارئ الإنسانية، بأن تتعهد الدول الأطراف وفقا لمسؤولياتها الواردة في القانون الدولي، بما فيها القانون الإنساني الدولي وكذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان، باتخاذ كافة التدابير الممكنة لضمان حماية وسلامة الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يوجدون في حالات تتسم بالخطورة، بما في ذلك حالات النـزاع المسلح والطوارئ الإنسانية والكوارث الطبيعية.
ويكشف هشام ساق الله معاناته اليومية مع مرض السكر والضغط مع عدم توافر الأدوية بشكل مستمر، حيث يقول :"بالنسبة للمستشفيات لم يعد هناك مستشفيات، المستشفى الأهلى العربي بعيدة عن المنزل بحوالي 3 كيلو وكي نصل لها قد يستغرق الأمر نصف يوم، أنا الدواء فأعاني من السكر والضغط وأحصل على الدواء وأحيانا أوفره من خلال مستشفى الأردني، حيث أسكن بجاوره وأحيانا تذهب شقيقتى للاستغاثة الطبية أو إحدى المستشفيات الحكومية كي تحضر لى دواء الأنسولين أو الضغط والأدوية الأخرى التي أحتاجها وظللت لفترة طويلة بدون دواء لكن الحمد الله توفر خلال الفترة الماضية وأسعى للتغلب على وضع أقلام الأنسولين في الثلاجة عبر بدائل أخرى حيث لم يعد هناك كهرباء للثلاجة، وهناك معاناة للحصول على المياه، فالمياه المالحة يذهب الأولاد مسافات طويلة للحصول عليها أما المياه الصالحة للشرب نشتريها من الباعة المتجولين".
ويتابع :"بعد التجريف الذي حدث في الشوارع والهدم والقصف صار صعب تحرك الكراسي المتحركة وأصبح الأمر صعب للغاية، وأنا من يوم ما بدأت الحرب وحتى الآن خرجت من المنزل مرة واحدة خرجت لزيارة عائلي وعند عودتي للمنزل كان الأمر صعبا للغاية، والكراسي المتحركة غير متوافرة في غزة والكرسي الذي لدي كان موجودا قبل الحرب، وهاجرت من بيتي ونزحت مرتين تجاه بيت الوالد في منطقة الدرج في مدينة غزة، مرة منهم ظللت شهرا وأسبوع ومرة ظللت أسبوع وباقي المرات التي اجتاحوا المنطقة التي أعيش فيها لم أخرج بالمرة وأغلقنا الأبواب علينا وظللنا في الدار في حالة رعب وفزع وقلق حتى انسحابهم من المنطقة".
القانون الدولى يمنع استهداف وذي الإعاقة خلال الحروب والنزاعات
في 19 يونيو 2019، حث مجلس الأمن الدولي جميع أطراف النزاع المسلح على الالتزام بحماية المدنيين، بمن فيهم ذوو الإعاقة، ومنع العنف والاعتداءات المرتكبة ضدهم في الصراعات المسلحة، بما في ذلك القتل والتشويه والاختطاف والتعذيب والاغتصاب وغير ذلك من أشكال العنف الجنسي في الصراعات وما بعدها.
مجلس الأمن وذوي الهمم
ودعا القرار، الذي قدمت مشروعه المملكة المتحدة وبولندا، جميع أطراف النزاع المسلح إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية بأمان في الوقت المناسب وتيسيرها دون عوائق إلى جميع المحتاجين، لافتا إلى فائدة تقديم المساعدات المستدامة وأهمية وصولها إلى المدنيين من ذوي الإعاقة المتأثرين بالنزاع المسلح. ومن بين تلك المساعدات، إعادة الإدماج والتأهيل والدعم النفسي والاجتماعي، لضمان تلبية احتياجاتهم الخاصة على نحو فعال، لا سيما احتياجات النساء والأطفال ذوي الإعاقة.
الاحتلال يستهدف بشكل مباشر ذوى الإعاقة
هذه قصة الصحفى الفلسطيني هشام ساق الله التي تكشف جوانب كثيرة من تلك المعاناة الصعبة التي تعيشها تلك الفئة داخل غزة، وحاولنا الاقتراب أكثر من مشهد معاناة ذوى الإعاقة في غزة، في ظل ما يشهده القطاع لأبشع جريمة ضد الإنسانية في التاريخ الحديث، هنا تحدثنا مع إسماعيل الثوابتة، مدير المركز الإعلامي الحكومي بالقطاع، والذي كشف عن قرب أوضاع ذوى الإعاقة والمعقوبات التي تواجههم في ظل هذا العدوان، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يعير ذوي الإعاقة أي اهتمام وبالتالي هم ضمن دائرة الاستهداف الإسرائيلي المباشر وهناك مئات من المعاقين استهدفهم جيش الاحتلال وأصبحوا ضمن الشهداء، حيث إن جيش الاحتلال لا يحترم خصوصية ذوى الإعاقة ضمن الاستهدافات لكن يستهدف كل شيء في قطاع غزة
ويضيف مدير المركز الإعلامى الحكومى في غزة، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن ذوي الإعاقة لهم معاناة قاسية وهناك مجموعة كبيرة من المعوقات والعقبات التي تشكل معاناة قاسية وصعبة لحياة ذوى الإعاقة في قطاع غزة، فعلى مستوى الخدمة الصحية هناك صعوبة بالغة لهؤلاء المعاقين في تلقى الخدمة الصحية في ظل استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمنظومة الصحية في قطاع غزة، خاصة أن الاحتلال الإسرائيلي أخرج أكثر من 34 مستشفى من أصل 35 مستشفى عن الخدمة ولم يتبق سوى مستشفى واحد وهو مستشفى شهداء الأقصى الذي يقدم الخدمة الصحية لأبناء الشعب الفلسطيني.
ويوضح "الثوابتة"، أن هذه المستشفيات كانت تقدم على هامش تقديم الخدمة للشعب الفلسطيني، الخدمات الخاصة لذوى الإعاقة إلا أن انهيار تلك المستشفيات أوقفها عن تقديم الخدمة الصحية لهؤلاء المعاقين وهذه عقبة أساسية في تقدم الخدمة الصحية لهؤلاء المعاقين
الاحتلال يمنع دخول الأطعمة والمكملات الغذائية والتطعيمات الخاصة بذوى الإعاقة
"على مستوى الطعام والشراب، الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول الطعام الخاص بهؤلاء المعاقين سواء المعاقين الذين يحتاجون لمكملات غذائية أو الأطعمة الخاصة بحالتهم "، هنا يكشف إسماعيل الثوابتة، جانب أخر من معاناة ذوى الإعاقة في القطاع، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول كل هذه الأنواع من الأطعمة، في ظل أن هناك طعام خاص وتطعيمات خاصة بهؤلاء المعاقين ولهم خصوصيات متعلقة بالطعام والشراب وأدوات خاصة بالمأكل والمشرب إلا أن الحصار المفروض على قطاع غزة وحرب الإبادة الجماعية وإغلاق جميع المعابر منع دخول هذه الأدوات، مما أدى إلى وفاة العشرات من المعاقين الذين لم يصلوا إلى الاستفادة من هذا الطعام وفقدنا العديد منهم في ظل سوء التغذية التي يعيشوها ذوى الإعاقة نتيجة انعدام التطعيمات والمكملات الغذائية.
ذوي الإعاقة في غزة يقتلون وتنقطع عنهم الخدمات الأساسية في غزة
الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، أكدت خلال مشاركتها في فاعليات الحدث الجانبي رفيع المستوى لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب، والذي حمل عنوان "انتهاك حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة في غزة .. بصيص أمل " في 13 يونيو الماضي، ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار ونهاية الحزب في غزة وتأمين وصول كافة المساعدات الإنسانية والعودة إلى طاولة الحوار و التصدى لعمليات التهجير القصري، والإدانة الكاملة للجانب الإسرائيلي بشأن تعديه على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، واعتماد برامج دامجة بعد انتهاء الحرب، وطرق مبتكرة لمسايرة الحياة اليومية.
فعاليات مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب
وأوضحت إيمان كريم، أن ما يحدث في فلسطين هو غياب آليات الإنذار أثناء الاخلاء، متسائلة :"كيف يسمع الأصم إنذار القذف !"، متابعة :"ذوي الإعاقة في غزة يقتلون وتنقطع عنهم الخدمات الأساسية، وبناء عليه لابد من وصول كافة المساعدات الإنسانية إلى الجميع بصفة عامة دون شرط، وإلى الأشخاص ذوي الإعاقة بصفة خاصة لأنهم الأكثر تأثرا".
ذوى الإعاقة لا يستطيعون قضاء حاجاتهم أو الذهاب للحمام في خيام النزوح
ونعود لإسماعيل الثوابتة والذي يتحدث عن يوميات ذوي الإعاقة في غزة والذين يعيشون في خيام نازحين ويواجهون معوقات كثيرة تجعلهم غير قادرين على الحياة الطبيعية، قائلا :"على مستوى الحياة الطبيعية فإن المنازل أو مراكز النزوح التي تتواجد في الأساس في كثبان رملية وهي خيام مصنوعة من النايلون والقماش، وهذه المراكز النزوح الحياة الطبيعية غير ملائمة لذوى الإعاقة، حيث إن المعاقين الذين يحظون بكرسي متحرك لا يستطيعون الحركة في تلك المناطق وبالتالي تقعدهم هذه المناطق عن الحركة تماما ويظل المعاق متواجد في المكان الذي يتم وضعه فيه ولا يستطيع الحركة أو الذهاب إلى الأسواق أو المسجد أو أي مكان بسبب أن المنازل غير ملائمة حتى الوصول إلى بيت الخلاء غير مناسب ".
ويضيف :"ذوي الإعاقة الذي يسكن في خيمة مصنوعة من القماش أو النايلون لديه بيت خلاء غير ملائم، ولا يستطيع ذوى إعاقة أن يذهب لبيت الخلاء ويقضى حاجاته، وهذه خصوصيات غير متوافرة إطلاقا لهؤلاء المعاقين نتيجة أن الاحتلال الذي أجبرهم على النزوح والمكوث في هذه البيئة غير الملائمة لهؤلاء المعاقين، وعلى مستوى الحركة والشوارع ووسائل النقل والسيارات كل هذا غير متوافر في غزة مع الاستهداف الإسرائيلي الواسع والمباشر للطرق، حيث نتحدث عن أكثر من 500 ألف كيلو متر من الشوارع والطرقات دمرها جيش الاحتلال الإسرائيلي بجانب وسائل النقل، واستهدف عشرات الآلاف من وسائل النقل مما أدى إلى صعوبة حركة هؤلاء المعاقين سواء في الشوارع أو وسائل النقل وهو أبرز المعوقات التي تواجه ذوي الإعاقة".
بعض ذوي الإعاقة يلجئون للزحف على الأرض للحركة بعض فقدان الكراسي المتحركة في الحرب
وبشأن عدم قدرة ذوى الإعاقة على العلاج، يقول :"جيش الاحتلال يحرم ذوى الإعاقة من السفر والعلاج في الخارج أو السفر خارج قطاع غزة، لأن الاحتلال يغلق جميع المعابر يوضع عليها قيودا وبالتالي لا يستطيع ذوى الإعاقة السفر خارج قطاع غزة، وهناك الاحتياجات الخاصة لذوى الإعاقة كثيرة غير متوافر في غزة ومن أبرز هذه الاحتياجات هي الأدوات المساعدة للمعاقين غير متوافرة".
وحول توافر أدوات مساعدة للمعاقين بالكراسي المتحركة والعكاكيز، يشير مدير المكتب الإعلامي الحكومى في غزة، إلى أن هناك من ذوى الإعاقة تهالكت أدوات المساعدة لهم مثل الكراسي المتحركة، وهناك كراسي متحركة انتهت تماما وغير قابلة للاستخدام وأصبح بعض المعاقين في غزة يتحركون زحفا على الأرض وبالأيدي فقط أو المعاقين من الجزء العلوى لا يستطيعون الحركة، ومبتورى الأطراف الذين فقدوا الكراسي المتحركة لا يوجد في قطاع غزة الآن وبالتالي بدأوا يتحركون بنظام الزحف على الجزء السلفى من الجسم، وهناك معاناة شديدة في توفير الجزء الخاص بالاحتياجات المتعلقة بذوى الإعاقة ، بجانب أن جيش الاحتلال يمنع دخول هذه المساعدات المساعدة غير المتوافرة في قطاع غزة، ويمنع دخول الكراسي المتحركة والعكاكيز الإبط، وعكاكيز الكوع الخاصة بذوى إعاقة، بجانب العديد من وسائل المساعدة لهؤلاء المعاقين يمنع جيش الاحتلال دخولها لقطاع غزة مما يزيد من صعوبة الحياة لدى ذوى إعاقة في غزة".
وفيما يتعلق بتوافر العلاج والأدوية، يؤكد أن هناك عشرات الأدوية خاصة بذوى الإعاقة غير متوفرة في غزة، وجيش الاحتلال بغلقه للمعابر يمنع إدخال هذه الأدوية عبر معبر كرم أبو سالم، والاحتلال استهدف جميع مراكز خدمة ذوى الإعاقة في غزة ودمر المقدرات داخل هذه المراكز من كراسي متحركة والعكاكيز الخاصة بهؤلاء المعاقين ودمر أكثر من 90 % من مراكز ذوي الإعاقة وكان أخرها تدمير مركز خدمة ذوى إعاقة بمخيم النصيرات عندما قصف الاحتلال مسجد وبمخيم النصيرات للاجئين مما أدى إلى تدمير مركز ذوى الإعاقة بشكل كامل وخروجه عن الخدمة وتدمير كل الأدوات المساعدة في هذا القسم.
وحمل الثوابتة الاحتلال والإدارة الأمريكية كامل المسئولية نتيجة انخراطها في حرب الإبادة الجماعية وحرمان هؤلاء المعاقين من الاستفادة من كل ما يحتجونه في حياتهم العملية، ومطالبا المجتمع الدولى والمؤسسات الدولية والأممية خاصة المنظمات الدولية ذات العلاقة بذوى الإعاقة بالضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة الجماعية وإعطاء مساحة جيدة لذوي الإعاقة لتوفير احتياجاتهم الخاصة وكل ما يحتاجونه في قطاع غزة من خلال وقف حرب الإبادة الجماعية وفتح المعابر وإعادة تدشين وإنشاء وترميم المراكز التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي.
تقرير حقوقي يكشف أبرز طرق معاناة ذوي الإعاقة في غزة
وفي تقرير صادر عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أكد فيه أن الأشخاص ذوي الإعاقة في الأساس هم ذوو احتياجات خاصة نظرا لظروف الإعاقة، وفي ظل الهجمات المميتة التي تشنها إسرائيل تنعدم كل هذه الاحتياجات مما يشكل تهديدا خطيرا لحياتهم ويزيد ويضاعف آلامهم ومعاناتهم وتدهور حالتهم الصحية والنفسية، حيث يعد الأشخاص ذوو الإعاقة الحركية على وجه الخصوص المصابين بشلل في الأطراف السفلية الأكثر معاناة نظرا لحاجتهم اليومية للمستلزمات الطبية ليتمكنوا من تسيير أبسط تفاصيل حياتهم.
تقرير مرصد الأورومتوسطي
وبحسب تقرير المرصد الأورومتوسطي، فإن الأشخاص ذوي الإعاقة من ذوي الشلل الرباعي وضمور العضلات هم بحاجة ماسة للكهرباء لأجهزة التنفس وكذلك لتشغيل فرشات الهواء السريرية وأجهزة طحن الطعام للتغذية السريرية، وهو ما يتعذر تلبيتها في ظل قطع إسرائيل إمدادات الكهرباء والوقود عن قطاع غزة منذ اليوم الأول لبدء هجماتها، وفي ظل الهجمات المكثفة ليس بمقدور الأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف أنواع الإعاقات الإخلاء الآمن والسريع للنجاة بأنفسهم، لا سيما المعاقون حركيا العاجزون عن التحرك بأنفسهم، أو الأشخاص ذوو الإعاقات البصرية أو السمعية أو الذهنية الذين لا يسمعون ما يحدث حولهم أو يفهمونه، موضحا أن انقطاع الكهرباء والإنترنت صعب على الأشخاص ذوي الإعاقة إمكانية الوصول إلى المعلومات المهمة التي قد تساعدهم في تحديد مكان وزمان وكيفية الفرار إلى ملجأ أمن، حيث يحاول الجميع أن ينجوا بنفسه ويبقى الأشخاص ذوي الإعاقة خلف الركب.
فلسطيني من ذوى الإعاقة يواجه الكثير من الصعوبات في إيجاد المكان المناسب للنزوح إليه
قصة معاناة أخرى يحكيها محمود أبو كلوب، المواطن الفلسطيني من ذوى الإعاقة، والذي يعيش داخل القطاع، حيث يؤكد أن معاناة ذوي الإعاقة في قطاع غزة ليس كأي معاناة بسبب الظروف المعيشية الصعبة الذي يعيشها كافة المواطنين في قطاع غزة، موضحا أن ذوي الإعاقة لهم حياتهم الخاصة والصعبة، والاحتلال دمر كل شئ حتى الطرق التي كانت تسهل بعض الشئ في تنقل ذوي الإعاقة وخاصة من يستخدمون الكراسي المتحركة.
محمود أبو كلوب على كرسي متحرك
"لا أخفيك سرا صعوبة العيش في الخيم التي لا يمكن موائمتها وأيضا صعوبة الحصول على المستلزمات الطبية، بجانب الأدوات المساعدة الدائمة التي لا يستغني عنها ذوي الإعاقة"، يشرح محمد أبو كلوب في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، حجم المعاناة الشديدة التي يعايشها كل يوم في القطاع مع استمرار الحرب، مؤكدا أنه يواجه صعوبة كبير في الحصول على الطعام والمياه وعدم توفر تلك الأشياء زاد في تفشي الأمراض بين المواطنين مما زاد في ذلك معاناة ذوي الإعاقة.
ويحكى أبو كلوب المعوقات التي يواجهها في القطاع بسبب جرائم إسرائيل قائلا :"أنا كذوي إعاقة ومستعمل الكرسي المتحركة أواجه صعوبة في التنقل من مكان لأخر بسبب عدم توفر وسائل التنقل وأيضا أواجه الكثير من الصعوبات في إيجاد المكان المناسب للنزوح إليه وأسرتي تواجه صعوبة في نقلي من مكان لآخر و لا يوجد مكان أمن في القطاع، وقبل الحرب كان متوافر قطع غيار إذا تعطلت الكرسي المتحركة ولكن اأأن إذا أصبح هناك عطب في الكرسي لن تجد له بديل".
محمد أبو كلوب من ذوى الهمم في غزة
كما يتحدث عن معاناته في الحصول على العلاج الخاص بحالته قائلا:" بخصوص العلاج كنا نحتاج العديد من العلاجات و لكن شح العلاجات جعل حياتنا في خط، وأيضا نعاني من تقرحات فراشية لعدم توفر النظافة و عدم توفر المياه للتنظيف في أماكن النزوح"، موجها رسالة للعالم مطالبا إياهم بوقف حرب الإبادة الجماعية لسكان غزة التي لم ترحم أي إنسان في هذه البقعة سواء كانوا كبار أو صغار أو نساء أو حتى ذوي الإعاقة، هذه الحرب التي خلفت أكثر من 90 ألف جريح وهذا يزيد من معاناه ذوي الإعاقة في حصولهم على حقوقهم و علاجاتهم.
جريمة أخرى ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد ذوى الإعاقة، عندما عثرت الطواقم الطبية الفلسطينية، وفى 30 يوليو الماضي، على جثمان فلسطيني من ذوي الإعاقة، أعدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي في منزله بمدينة خان يونس، حيث عثرت على جثمان الشهيد إياد النجار داخل منزله شرق خان يونس، حيث كان "النجار" وهو من ذوي الإعاقة يعاني من صعوبات كبيرة في التنقل والنزوح جراء أوامر الإخلاء المتكررة التي يعلنها جيش الاحتلال.
الشهيد إياد النجار
عدم توفير البامبرز والقساطر للشلل الكامل وحمام مخصص لذوي الإعاقة بغزة
تحدثنا مع الصحفى الفلسطيني مؤمن قريقع، من ذوى إعاقة، والذي تعرض لبتر القدمين بسبب العدوان الإسرائيلي، حيث كشف الكثير من المعاناة التي تعيشها تلك الفئة في ظل الحرب الإسرائيلية على القطاع، على رأسها، عدم توفر أطباء مختصين في كافة المجالات للمتابعة، وعدم توفر أدوية وعلاجات التي تحتاج وصفة الطبيب في غزة ونفاذها من الأشهر الاولى للحرب، بجانب عدم وجود مراكز للعلاج الطبيعي والتدليك.
الصحفى الفلسطيني مؤمن قريقع
"هناك نقص كبير ومعدوم من الادوات المساعدة " كراسي وعكاكيز، بجانب وجود مشكلة عدم توفير البامبرز والقساطر للشلل الكامل، و عدم توفير مركبات للتنقل سواء في النزوح لمسافات كبيرة أو للوصول للمستشفيات"، هنا يتحدث مؤمن قريقع، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، عن الحياة الشاقة التي يعيشها داخل القطاع، موضحا أن هناك مشكلات يعاني منها متعلقة بعدم توفير الطاقة الكهربائية للفرشات الهوائية الطبية التي تخفف من وجود التقرحات ، بجانب عدم توفير دورات مياه "حمام" مخصص لذوي الإعاقة، بالإضافة إلى مشكلة التنقل والنزوح في الشوارع المدمرة وأماكن النزوح التي يصعب التحرك فيها بالكراسي.
ويوضح أنه يعاني أيضا من مشكلة توفير المياه لعائلات رب أسرتها من ذوي الإعاقة والمصابين، بجانب مشكلة عدم وجود مرافق يساعد في حالات الطوارئ المتكررة وحالات التنقل، وعدم وجود بنوك رواتب من الجهات المختصة تكافل اجتماعي، بجانب عدم توفير مياه الشرب النظيفة ، ومشكلة الطرود الغذائية والمعلبات التي تقدم كمساعدات وما تسبب من هزلان والتهابات وأمراض، موضحا أن هناك إصابات للعديد من ذوى الإعاقة بأمراض الكبد الوبائي بسبب سوء النظافة في أماكن النزوح، وهو ما يشكل خطورة كبيرة خاصة أن ذوي الإعاقة مناعتهم ضعيفة، بجانب عدم استطاعة ذوي الإعاقة تلبية متطلبات أسرتهم من مأكل وملبس وشرب في ظل ارتفاع كافة الأسعار بما يخص ما سبق والأدوية وأعمال الصيانة للكراسي المتحركة أو الكهربائية التي توقفت أو دمرت من الاحتلال.
مقررة أممية تكشف قصة مقتل عائلة هاشم غزال من ذوى الإعاقات السمعية
تحدثنا مع الخبيرة الأممية الدكتورة هبة هجرس المقرر الخاص المعنى بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بالأمم المتحدة، التي كشفت عن نماذج لاستهداف الاحتلال لذوى الإعاقة في القطاع، مطالبة بضرورة وقف العمليات العسكرية فى كل الأراضي المحتلة وقطاع غزة الأن وليس غدا بعد أن حولت حياة الأشخاص ذوي الإعاقة إلى جحيم.
وفي تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، قالت هبة هجرس، إن العمليات العسكرية المتوحشة فى قطاع غزة تتجاوز يومها الـ 300 يوميا وليس يعد خفيا على أي متابع التأثيرات الخطيرة لاستمرار العمليات العسكرية وارتفاع حدتها فى الأراضي الفلسطينية المحتلة حول حياة كل الاشخاص ذوي الإعاقة فى كل قطاع غزة، وتحويل حياتهم إلى جحيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، متابعة :"من لم يفقد حياته منهم بفعل القصف المتواصل يجد من المستحيل عليه تلبية طلبات الإخلاء لغياب آليات الإنذار والإخلاء التى تأخذ فى الحسبان احتياجاتهم وسط الدمار الهائل الذي لحق بالإسكان والبنية التحتية المدنية والركام الناتج عنه وفى النهاية قد يجد نفسه وأسرته ضحايا القصف أيضا".
الدكتورة هبة هجرس
"هناك عائلة هاشم غزال وجميعهم من ذوي الإعاقات السمعية، وهذه العائلة خير مثال لما يمكن أن تعيشه أسرة من الأشخاص ذوي الاعاقة فى ظل العمليات العسكرية المتتابعة بقطاع غزة"، هنا تتحدث المقررة الأممية الخاصة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بالأمم المتحدة عن معاناة عائلة من ذوى الإعاقة بغزة بسبب القصف الإسرائيلية، قائلة إن هاشم وهو الأب الروحي للصم بقطاع غزة كان يعيش رفقة 5 من أبنائه وأخته من ذوي الإعاقات السمعية جميعا مع زوجته من غير ذوي الإعاقة في منزله شرق غزة وقد ذاقوا ويلات العمليات العسكرية التى كلفتهم النزوح القسري لخمس مرات فكيف لهم أن يسمعوا أصوات القصف ؟ وكيف يتصرفوا للحصول على المساعدات ؟ ومن أين لهاشم العلاج وهو الذي أجرى عملية قسطرة قلبية قبل العدوان بفترة قصيرة؟ وفى نهاية المطاف وبقصف إسرائيلى لمنزلهم قتل هاشم واسرته جميعا".
وأشارت إلى أنه رغم فقدان حياة عدد كبير من تلك الفئة إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة فى كل قطاع غزة فقدوا فرصتهم في الحصول على خدمات صحية وإعادة التأهيل في مخيمات اللاجئين المكتظة بسبب تدمير المستشفيات، أو انقطاع الخدمات الأساسية، أو القيود المفروضة، أو عدم إمكانية الحصول على المساعدة الإنسانية، مطالبة بضرورة تيسير وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وملح لأهالي قطاع غزة دون قيد أو شرط، بما فيها تلك المساعدات التى تعمل على تلبية احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، من مواد غذائية ومياه شرب نقية وأدوية وأجهزة تعويضية وأدوات مساعدة .
الاحتلال يخالف المادة 11 من الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وقرار 2475 لمجلس الأمن
وأعربت هبة هجرس، عن تقديرها البالغ لجهود الإغاثة التى بذلتها وتبذلها الهيئات والجهات المعنية منذ انطلاق الحرب وحتى اليوم، موضحة أنها تآمل أن تتبع الجهات المعنية بالإغاثة داخل قطاع غزة آليات أكثر حساسية لاحتياجات الأشخاص ذوي الاعاقة كونهم الأكثر تضررا مما يحدث والأكثر عرضة لفقد الحياة وتدهور الصحة وصعوبات الحياة اليومية، فضلا عن أن معدلات نسب الأشخاص ذوي الإعاقة تزداد بشكل مضطرد فى هذه المنطقة بسبب طول مدة العمليات العسكرية وغياب أليات الإغاثة المناسبة وغياب منظومة خدمات صحية مناسبة وطبيعة الظروف المعيشية القاسية التي يعيشها الجميع وتسبب في إصابة الكثيرين بإعاقات مختلفة.
وأشارت إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم من يدفعون أغلي ثمن للحرب، واستمرار العمليات العسكرية بما له من تداعيات كارثية بالغة الخطورة على الأشخاص ذو الإعاقة، يعد استمرارا لانتهاك مضاعف لحقوق الإنسان لكونهم مدنيين ولكونهم أشخاص ذوي إعاقة وفقا لكل المواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وما جاء في الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في المادة 11، وقرار مجلس الأمن رقم 2475 بشأن طرق حماية الأشخاص ذوي الإعاقة أثناء النزاعات المسلحة.
وطالبت هبة هجرس بضرورة الالتزام بمجموعتي التدابير المؤقتة الملزمة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية بما فيها تلك المعنية بوقف العمليات العسكرية فى رفح وضمان حماية وسلامة جميع المدنيين بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة والإفراج عن جميع الرهائن والأفراد المحتجزين تعسفياً، وخاصةً الأشخاص ذوي الإعاقة دون قيد أو شرط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة