تُخبّئ جدران المنزل عشرات المواقف وأحاديث الذهن، وصراعات الباطن، وأهازيج الفرح، ولحظات الألم، فى لحظات رغم مساحتها الزمنية القليلة، لكنها تتسع لمراجعة مواقف اليوم، عندما نذهب بأجسادنا للراحة، ويظل العقل بعيدًا عن هذه المساحة.
الجدران المغلقة على الوحدة والانعزالية كل يوم، كفيلة بخلق عالم موازى، نصارع فيه أنفسنا، ونراجع مواقفنا، ونستند على وحدتنا بعكاظ القوة والإرادة، نسدى لأنفسنا نصائح، وتختلج صدورنا المواقف، ويعتصر القلب على مآلات الأمور.
في جميع الأحوال، نزل أقوياء بأنفسنا، نستمد القوة من الداخل، رغم صراعات الخارج، نتوسد الأمل وسط العتمة، ونرتجل إلى الحلم، رغم العجز، ونضمد جراحنا بخيط غليظ اسمه "جلد الذات"، لكننا سرعان ما نفيق على حكمة مفاداها أن الإنسان لنفسه ناصح أمين.
فى عيد ميلادى، تدور فى ذهنى عشرات المواقف والأحداث والذكريات، أضعها فى صندوق الذكريات، وأتعكز على الأمل، لعل القادم يكون أفضل حالاً، وأسعد مآلاً، وأجدر أن نصدق الحلم ونتمسك بالحياة، بتفاصيلها المريحة والمزعجة.
رسالتى لنفسى فى يوم مولدى، أنى القوية بوحدتى، الطموحة برغبة البقاء على القمة، ونفسى لنفسى أحق بأن تُصدّق.