تُعاني مصر من ويلات الأزمات الإقليمية التي تُواجه منطقة الشرق الأوسط أمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، في ظل احتدام الصراع المستمر في المنطقة، فلم يكن بمقدور الدولة المصرية مع سوء الأوضاع الإنسانية والاقتصادية؛ أن تدير ظهرها يوما على امتداد تاريخها القديم أو المعاصر في ترك الأشقاء وممن تجمعهم معها حدودا وتاريخا مشتركا وهوية عربية وإسلامية وأفريقية، فيما تعانيه الدول أو الشعوب من شدة أو حتى في أوقات الرخاء .
قدر مصر باعتبارها الشقيقة الكبرى وحامية الحمى أن تتحمل مسؤولياتها أو المحاسبة على أخطاء أو أطماع شخصية للبعض، ليس لها يد أو ذنب فيها، بل جادت بأمنها القومي واستقرارها الاقتصادي والمجتمعي لعودة الحقوق لأصحابها دون من أو انتظار شكر أو إشادة .
ولعل ما تواجهه الدولة من ضغوط خارجية وتقييدية لانطلاق اقتصادها بسبب مواقفها الثابتة والتي للأسف تستغلها بعض الفئات أو الجماعات سواء للمزايدة عليها تارة والنيل منها تارة أخرى .
ومع استمرار تجدد الاقتتال الداخلي في السودان منذ منتصف أكتوبر الماضي وحتى اليوم ونزوح ملايين الأشقاء السودانيين والمقدر عددهم 5 ملايين سوداني، ومن قبلها الحرب في سوريا في 2012 والتي خلفت وراءها هجرة أكثر من مليوني مواطن سوري في مصر و ليبيا واليمن، ليصل عدد الضيوف ممن استضافتهم مصر داخل أراضيها 9ملايين ضيف عربي وأفريقي، وفقا لما أعلنه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة مجلس الوزراء، فكما هو ثابت من واقع الأرقام الرسمية من أن المهاجرين داخل الدولة المصرية يكلفون الخزانة العامة نحو 10مليارات دولار سنويا، يتم اقتطاعها من مقدرات موارد الدولة التي تواجه فترات هي الأصعب في تاريخها المعاصر والحديث اقتصاديا واجتماعيا، وربما الثابت والمعروف للجميع خصوصا ممن يزايد على الموقف المصري، بأن الأشقاء يتمتعون بكافة الحقوق الممنوحة للمواطن المصري بل يتم معاملاتهم بأفضل مما يتم التعامل مع ابن البلد نفسه، سواء من التعامل الشعبي، فالشعب المصري إنسان في تصرفاته يقدر ما يعانيه شقيقه العربي من ظروف قاسية عانى منها في بلاده والموقف الحكومي أيضا خصوصا تكليفات القيادة السياسة بعدم وضع أي أحمال عليهم فتارة تجد تيسيرات في تلقي العلاج أو الدراسة في الجامعات والمدارس المصرية وغيرها من الخدمات، أقربها ما وجه به البنك المركزي المصري البنوك المصرية بفتح حسابات للأجانب شأنهم شأن المصريين .
فى النهاية يا حضرات لا تزال مصر تقف حصناً منيعاً أمام أى إعتداء أو اختراق لأمننا العربى كما أنها ستظل هى الوطن الحاضن لأى عربى شقيق على أرضها لا تنتظر من ذلك جزاءً ولا شكورا ولا تتهاون يوماً أمام هذا الدور الوجوبي مهما تعاقبت عليها التحديات الجسام فى الوقت التى تبحث فيه كل دول العالم عن مخرج لأزماتها الاقتصادية نتيجة الصراعات المترامية هنا وهناك وتقلب الساحة الدولية بالأحداث الاضطرابية المتلاحقة التى لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى.
إنصاف المواقف التى لا تخطؤها العين هو حق مشروع للشقيقة الكبرى مصر التي ستظل ملتزمة بمسؤولياتها تجاه أشقائها العرب الكرام.. استقيموا يرحمكم الله.