تنتهى خلال الساعات الأولى من فجر الجمعة، أعمال مؤتمر الحزب الديمقراطى فى الولايات المتحدة، بخطاب نائبة الرئيس كامالا هاريس الذى ستعلن فيه قبولها لترشيح الحزب لها فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، بعد نحو شهر من الدراما التى قلبت السباق بإعلان الرئيس جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسى ودعمه لهاريس بدلا منها.
واستمرت أعمال المؤتمر، الذى انعقد فى مدينة شيكاغو على مدار أربعة أيام، تحدث خلالها العديد من الأسماء البارزة فى صدارتهم الرئيس جو بايدن والرئيسان السابقان بيل كلينتون وباراك أوباما وميشيل أوباما ووزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسى بيلوسى.
تيم والز يقبل الترشيح نائبا
وفى الليلة السابقة لخطاب هاريس، أعلن حاكم منيسوتا تيم والز قبوله الترشيح لمنصب نائب الرئيس، ووصفه بشرف العمر. وقال والز: إنه لشرف حياتى أن أقبل ترشيحكم لمنصب نائب الرئيس الأمريكى. وأضاف قائلا: إننا هنا جميعا الليلة لسبب بسيط وجميل، نحن نحب هذا البلد.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس أن والز سعى خلال خطابه لقلب حجج الجمهوريين ضد حزبه بأنه حزب النخبة، رأسا على عقب، مخاطبا الفطرة المتجذرة فى قيم الغرب الأوسط، حيث ينتمى. وقال ساخرا: "عندما كانوا يحظرون الكتب فى مدارسهم، كنا نقضىى على الجوع فى مدارسنا".
واستعرض والز، المدرس السابق والعضو السابق فى الحرس الوطنى، قصة حياته، مستحضرا ذكريات نشأته فى بلدة صغيرة بولاية نبراسكا، حيث تعلم "قيم التعاون والتكافل المجتمعي". كما أضفى والز بعدا إنسانيا على خطابه السياسى، وسرد مسيرته المهنية المتنوعة، من العمل مدرسا ومدربا لكرة القدم الأمربكية وخبرته العسكرية فى الحرس الوطنى، والتحديات التى واجهها مع زوجته فى إنجاب طفل.
كما هاجم والز المرشح الجمهورى ترامب ومرشحه لمنصب النائب السيناتور جى دى فانس، وقال إنهما يتبعان أجندة لن يستفيد منها إلا الأكثر ثراءً وتطرفا فى البلاد. ووصفت الصحف الأمريكية خطاب والز بأنه الأبرز فى حياته، خاصة وأن الرجل لم يكن يحظى بشهرة كبيرة على الصعيد الوطنى قبل إعلان ترشيحه لمنصب نائب الرئيس.
كلينتون يحذر من الاستهانة بترامب
وشهدت الليلة الثالثة من مؤتمر الحزب الديمقراطى، التى بدأت أعمالها فى الساعات الأولى من صباح الخميس، إلقاء الرئيس الأسبق بيل كلينتون خطابا فى مثل هذا المؤتمر للمرة الثالثة عشر على التوالى. واعترف كلينتون قائلا: لا أعرف عدد المؤتمرات القادمة التى سأكون قادرا على الحضور إليها.
وعلقت وكالة أسوشيتدبرس قائلة إن هذا كان اعترافا صادما من سياسى الذى طالما أكسبته هيمنته لقب "الكلب الكبير". فكلينتون الذى أتم لتوه 78 عاما، لم يخفى سنه، بل إنه حوله إلى مادة للسخرية من ترامب، قائلا: لا زالت أصغر منه.
وفى خطابه الذى استمر 27 دقيقة، حذر كلينتون الحاضرين من أنها مهما كانت مشاعرهم إيجابية الآن، فإن الحملة الانتخابية ستكون صعبة. وقال: لا ينبغى أبدا أن تقلل من شان خصمك، فيما اعتبره البعض تلميحا إلى الخسارة المفاجئة التى تعرضت له زوجته هيلارى فى منافستها ضد ترامب فى انتخايات 2016.
وظهرت بشكل مفاجئ الإعلامية الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفرى فى المؤتمر، وحثت فى كلمتها الناخبين الديمقراطيين والمستقلين على دعم كامالا هاريس، واختيار المنطق بدلا من "الهراء". وقالت أوبرا، التى تجنب الأضواء السياسية فى السنوات الأخيرة، "دعونا نختار الحقيقة، ونختار الشرف ونختار البهجة لأن هذا هو الأفضل لأمريكا.
انفلونسرز لاستمالة الشباب
ولم يكتف الديمقراطيين باللجوء إلى مشاهير الإعلام أو هوليود لتأكيد دعمهم لمرشحتهم فى السباق الرئاسى، بل لجأوا كذلك إلى العديد من الشخصيات المؤثرة على منصات التواصل الاجتماعى "الانفلونسرز".
وذكرت وكالة أسوشيتدبرس، أن أكثر من 200 من صناع المحتوى والمؤثرين قد حصلوا على حق الوصول إلى فعاليات خلف الكواليس فى مؤتمر الحزب الديمقراطى. ومع وجود عشرات الملايين من المتابعين لهؤلاء، فإن تغطيتهم للحدث كان لها صدى فى نشر رسائل السياسيين أكثر من وسائل الإعلام التقليدية وتأييد المشاهير.
من بين هؤلاء ديجا فوكس، التيك توكر التى لديها 141 ألف متابع، والتى أجرت مقابلة مع هاريس ونشرتها على صفحاتها على السوشيال ميديا. وكذلك الانفلونسر المتحدث بالاسبانية كارلوس إدواردو إيسبيا، الذى يتابع 10.2 مليون شخص، والذى ألقى كلمة أمام المؤتمر ضمن مساعى استمالة الناخبين اللاتينيين الشباب، الذين تعد أصواتهم حاسمة لانتخاب هاريس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة