أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: مصر وفرصة السلام فى غزة.. مناورات نتنياهو ورهانات المتطرفين

الأحد، 25 أغسطس 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دخلت الحرب شهرها الحادى عشر، ومع هذا تستمر آلة الحرب الإسرائيلية التى أصبحت بشكل رئيسى حرب نتنياهو والمتطرفين فى كل الجبهات، وتواصل قوات الاحتلال ارتكاب المجازر والجرائم فى حق سكان قطاع غزة ضمن إحدى أكبر عمليات الانتقام بلا هدف سياسى غير إعادة القصف على نفس المناطق والنازحين من منطقة لأخرى، بينما لم يحقق نتنياهو أيا من أهدافه التى أعلنها فى بداية الحرب وهى استعادة المحتجزين بالحرب والقضاء على حركة حماس، فى المقابل، فإن الحركة أعلنت استجابتها لمطالب ومبادرات وقف الحرب، لكنها واجهت تعنت نتنياهو الذى يراهن على تحقيق أى انتصارات للبقاء فى الصورة السياسية، حتى لا يواجه محاكمة، ومحاسبة على حرب لم تنتج سوى المزيد من المجازر.

وبعد أن أعلن قبل أشهر انتصاره وإنهاء مهام الجيش فإنه يواصل الحرب المجنونة على غزة، ظل يواصل الحرب حتى انتزاع السلاح من غزة، وبالتالى فإن الارتباك والتناقض هما عنوان الحرب التى تكلف الاحتلال كثيرا، ويعتبرها بنيامين نتنياهو حربه الأخيرة، باعتبار أن توقف هذه الحرب يعنى انتهاء وجوده السياسى، وربما لهذا يمارس رئيس وزراء الاحتلال حربه رهانا على استمرار التطرف بصرف النظر عن نتائج قد تتطور إليها الحرب.

وحسب تقرير لصحيفة هآرتس العبرية نقلا عن مسؤولين فإن« بنيامين نتنياهو يقود إسرائيل إلى مفترق طرق خطير بين صفقة الرهائن أو التصعيد، وأن نتنياهو أوصل إسرائيل إلى أسوأ وضع استراتيجى لها على الإطلاق مع احتمال اندلاع حرب كبرى، من دون إطار أو أفق زمنى».

وتتجدد تحركات دولية وإقليمية لوقف الحرب، تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، للوصول إلى وقف إطلاق النار، وبالرغم من مرور ما يقرب من 3 أشهر على قرار مجلس الأمن بالموافقة على مشروع قرار أمريكى بوقف إطلاق النار فى غزة، فقد تعثر القرار، وسط موقف أمريكى متردد، بالرغم من أن الرئيس الأمريكى بايدن عندما قدم المشروع لمجلس الأمن قال إنه يتضمن مطالب إسرائيلية، لكن نتنياهو زعم أن المشروع لا يلبى مطالب الاحتلال فى القضاء على المقاومة واستعادة المحتجزين.

وطوال الشهور الماضية سعت مصر مع أطراف إقليمية ودولية للتوصل إلى وقف الحرب، ومواجهة مناورات نتنياهو الذى يسعى لأهداف سياسية والبقاء فى الواجهة من خلال تسويق عمليات الاغتيال باعتبارها انتصارات، فى محاولة للرد على عملية 7 أكتوبر.

سعت مصر مع الولايات المتحدة وقطر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وإنهاء معاناة سكان غزة، وجاءت الجولة التاسعة التى قام بها  أنتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكية، بمقترحات تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية، ومع هذا استمرت مناورات بنيامين نتنياهو، فى تضييع الفرص، واستغل حالة الارتباك الأمريكية التى تنتجها حالة الانتخابات، ولهذا ومنذ البيان الثلاثى من مصر والولايات المتحدة وقطر ومباحثات الدوحة، ثم القاهرة، أعلنت حركة حماس استعدادها لقبول وقف الحرب والمبادرات وقرار مجلس الأمن، ومع هذا استمرت مناورات نتنياهو.

وتستضيف القاهرة، وفودا لبحث سبل إنهاء الحرب وأعلن البيت الأبيض، إن المحادثات التى تمت الأسبوع الماضى بين الدوحة والقاهرة «بناءة»، ودعا الأطراف إلى قبول الاتفاق، وتضمنت الاتصالات التى تمت خلال الأيام الماضية دفعا لوقف الحرب، وحرصت مصر على تأكيد موقفها الداعى لوقف الحرب ورفض التصفية والتهجير. وقد غادر وليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وبريت ماكجورك، منسق مجلس الأمن القومى للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى القاهرة، للمشاركة فى مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة، ويراهن البيت الأبيض على إحراز تقدم جديد، من خلال جولات بلينكن أو دعوات واتصالات الرئيس الأمريكى مع نتنياهو.

من جهتها أعلنت حركة حماس فى بيان، أن وفدا من الحركة وصل القاهرة برئاسة خليل الحية، بناء على دعوة مصر وقطر، وذلك للاستماع لنتائج المفاوضات التى جرت فى القاهرة، وأكدت الحركة التزامها بما وافقت عليه فى 2 يوليو والمبنى على إعلان الرئيس الأمريكى جو بايدن وقرار مجلس الأمن، وأكدت حماس جاهزيتها لتنفيذ ما اتفق عليه، وطالبت بالضغط على الاحتلال وإلزامه بوقف الحرب.

وقد سعت مصر خلال الجولات الأخيرة الى تأكيد مواقفها، فى مواجهة مناورات نتنياهو المراوغة وتتمسك بموقفها الحاسم تجاه ضرورة انسحاب الاحتلال، ووقف أى مناورات أو الإبقاء على قوات فى غزة على حدودها مع مصر، وقد واجهت مصر مناورات وأكاذيب الاحتلال مرات، بسبب موقفها الحاسم، خاصة وقد خرجت الأطراف الإقليمية الأخرى من المواجهة، بعد تنفيذ الاحتلال للاغتيالات، الشاهد أن هذه الجولة تمثل إحدى أكثر الجولات أهمية فى وقف حرب، وإتاحة الفرصة للسياسة.

p
مقال أكرم القصاص فى اليوم السابع






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة