منذ زمن ليس بالبعيد كانت أجواء الصيف الحارة يستعد لها الكثيرون بعدة أشياء أهمها جحز "المصيف" وترتيب وقت الإجازة وتنفيذ رحلة عائلية مليئة بأجواء من المرح والمتعة، وشريط كاسيت صيفي، يغني فيه مطرب ثمانيناتي مفضل، الأمر الذي تغير في مهرجان العلمين الجديدة، خاصة مع حالة التنوع الموسيقى التي ظهرت خلال الحفلات المقامة مؤخراً، ومنها أطل علينا مطرب شاب جديد اطلق على اسمه "توليت" بألبومه الجديد وسط دهشة جمهور كبير، ليس فقط بسبب أسمه المختلف ولا القناع الذي حير الجميع عن حقيقة شخصيته، ولكن الجاكيت الجلد الشتوي الذي كان يرتديه في بوستر اغانيه، وكأنه حالة تمرد على حر الصيف، واستعادة روح شتاء 1990 بستايل الكثير منا يعرفه جيداً.
ظهوره بالجاكيت الجلد الذي يعتبر غير ملائم تمامًا لفصل الصيف سرعان ما تبين أنه لم يكن مجرد اختيار "ستايل" أو موضة أزياء عابرة، بل كان جزءًا من رسالة فنية أراد المطرب توصيلها خاصة لجيل الأندر إيدج، فانتشار توليت لم يكن صدفة، بل نتيجة خطة مدروسة نجحت في اجتذاب الأضواء بسرعة (على حسب رؤيتي الشخصية" اختياره للجاكيت الجلد كان أكثر من مجرد تحدٍ للمألوف، كان رمزًا للتمرد على القوالب التقليدية في عالم الأزياء المتعارف عليها فملابس الشتاء للشتاء وملابس الصيف للصيف، والاختلاف الموسيقي للألبوم الجديد، الذي صدر في وقت غير متوقع، جاء محملاً بموسيقى قوية اعتمدت بشكل كبير على الدرامز، آلة موسيقية كانت مشهورة خلال فترة الثمانينات، والجيتار الذي يعتبر أداة مميزة في هذه الفترة والتي كان يحمله "أشيك ولد في الجامعة".
التأثير الواضح للدرامز في أغاني الألبوم لم يكن فقط إحياءً لأسلوب موسيقي قديم، بل كان تجديدًا له بنكهة الثمانينات العصرية، هذه الخطوة التي أثبتت أن توليت ليس مجرد مطرب، بل فنان يسعى لصنع تيار موسيقي جديد يمزج بين الماضي والحاضر ويجذب جيل جديد ليعرف ما مر به جيل الثمانينات والتسعينات الذين اصبحوا اباء وامهات لجيل مختلف تماماً عنهم.
فما يميز موسيقى توليت بشكل خاص هو قدرتها على جمع جيلين مختلفين، جيل الأندر إيدج الذي يتميز بالحداثه والإيقاع السريع، وجيل الثمانينات الذي يحن لأيام موسيقى الدرامز وأصواتها العميقة، حيث استطاع ببراعة أن يخلق ترابطاً موسيقيًا بين الأجيال، محقق توازن فني جذب انتباهنا جميعاً، بجانب الدرامز التي كانت أيقونة لموسيقى الثمانينات، عادت للواجهة من جديد وبشكل واضح، لتضيف بعدًا آخر إلى موسيقى لطعم ذكريات الكاسيت، والتي لم تعد تعتمد فقط على الكلمات والألحان فقط، بل أيضًا على الطاقة والإيقاع الذي يخلقه التوزيع الموسيقى بهذه الطريقة، تمكن توليت من إحياء ذكريات الجيل القديم، وفي نفس الوقت كسب جمهورًا جديدًا من شباب المستقبل بألبوم صيفي وجاكيت جلد وتجربة موسيقية مختلفة عن المتوقع وبلمسة عصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة