ما يحدث في الضفة الغربية والقدس من جرائم قتل وانتهاكات عدوانية صارخة، واستفزازات واعتقالات متواصلة، بمثابة فتح جبهة جديدة فى الضفة والقدس بالتزامن مع حرب غزة، وإن كانت هذه الجبهة - فى اعتقادى- مفتوحة منذ شهور رغم الحرب على غزة.
نعم ما يحدث فى جبهة الضفة الغربية بمثابة حرب منسية أودت بحياة مئات من أهل الضفة منذ 7 أكتوبر 2023، وتم سجن واعتقال مئات الفلسطينيين من الضفة والقدس، خلاف منع المزارعين من جنى محاصيلهم الزراعية، وفرض حظر تجوال، وتواجد عسكرى فى كل الشوارع، بل الكارثة ترك المستوطنين يفعلون ما يشاءون في حق الفلسطينين من قتل وانتهاك واستفزاز.
والخطر كل الخطر تنفيذ الكيان المحتل استراتيجية الاستيطان الرعوى، وذلك بجلب مستوطنين يرعون الأغنام فى أراضي ومساحات كبيرة بالضفة وكل ذلك بغرض ضم أكبر مساحات ممكنة من الأراضى، بالإضافة إلى التوسع فى بناء المستوطنات لتصل إلى وجود 720 ألف مستوطنة فى الضفة الغربية.
غير مخططات بناء كنيس يهودى فى قلب الأقصى تزامنا مع ممارسات وأعمال التهويد التى تتم فى ظل انشغال العالم بحرب غزة، وما يدور فى الشرق الأوسط.
لذلك، فان كل هذا يعنى أن إسرائيل تعمل على التوجه بقوة نحو التطبيق العملي الأوسع لاستراتيجيتها الدائمة القائمة على التهجير الكاملِ للشعب الفلسطيني، والتصفيةِ الفعلية لقضية تستحيل تصفيتُها من دون القضاءِ على شعبِها وضم أراضيه.
لذا فإن الرهان العربى على إسرائيل والولايات المتحدة سيحكم عليه بالفشل عاجلا أم آجلا، لأن الشعبَ الفلسطيني في غزة والضفة والقدس يعيش عملياً منذ عشرات السنين في سجن كبير تحاصره إسرائيل، وها هي الآن تسعى عمليا لتنفيذ مخططها الاستراتيجي بالتهجير بكل الطرق والوسائل، فإن لم يكن قسريا بالقتل والقصف يكون بالتجويع وبالتقييد وبالاستيطان، وبالتهويد وتغيير الواقع الزمانى والمكانى لكل المدن الفلسطينية ما يستحيل إقامة دولة فلسطينية، حتى ولو أبادت الشعب الفلسطيني كله.