العمليات العسكرية لجيش الاحتلال بالضفة الغربية محاولة عملية لتنفيذ مخططات خبيثة ولأهداف خفية لحكومة نتنياهو المتطرفة فى ظل دعم لا محدود من الولايات المتحدة والغرب، وصمت المجتمع الدولى عن جرائمها، وهو ما شجع نتنياهو إلى التصعيد.
وأعتقد أن فتح جبهة الضفة الغربية يفسر ما كان يقوم به نتنياهو وحكومته المتطرفة خلال الشهور الماضية من اعتقالات وفرض حالة الطوارئ كان بهدف إحكام السيطرة الأمنية والمدنية تزامنا مع حرب على غزة، ما يعنى نية ومخططات خبيثة للاحتلال بشأن التوسع فى الحرب لتشمل كل الأراضي الفلسطينية.
فقولا واحدا، تعنت نتنياهو فى مسار التفاوض، وإصرار على إطالة أمد الصراع، وفتحه لجبهات فى الشمال والجنوب يؤكد أنه ينفذ مشروع اليمين الإسرائيلي بالحرف الواحد الذى يستهدف الوجود الفلسطيني بحد ذاته، فى غزة والضفة والقدس.
وهو ما يتضح تماما فى الحرب على الضفة، فبعد أعمال الإبادة فى غزة، وتدمير كل مقومات الحياة فى القطاع، وتقسيم أواصله، أتى الدور باجتياح الضفة، وبناء كنيس يهودى فى قلب الأقصى، لحسم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بتصفية الحقوق الفلسطينية على الأرض، وتهجير السكان، وخلق أمر واقع.
نعم أمر واقع يفرض استحالة دولة فلسطينية، ويفرض تهجير أصحاب الأرض، حتى لو لم يكن تهجيرا قسريا، يكون تهجيرا بأشكال أخرى، منها التهجير الطوعى أو عن طريق التجويع أو نتيجة للحصار الخانق، أو من خلال التوسع فى الاستيطان، وخاصة الاستيطان الرعوى بعد عمليات منع المزارعين من جنى محاصيلهم وفرض حظر التجوال خاصة فى شمال الضفة، ثم ترك المستوطنين يرعون بالأغنام فى الأراضى ما يعنى نية تمليك هذه الأراضى الزراعية والمساحات الشاسعة للمستوطنين، وبما أن هذه المنطقة فى شمال الضفة تخضع اداريا وأمنيا للاحتلال فسيتم تمليك هذه الأراضى الفلسطينية للمستوطنين، خلاف تسليح المستوطنين ليفعلون ما يشاءون في حق الفلسطينين من قتل وانتهاك واستفزاز ، وكل ذلك بهدف الضغط على الفلسطينين لترك أراضيهم تحت أى مسمى من التهجير.
وفى نفس الوقت تسعى إسرائيل إلى طمس كل ما له علاقة باللاجئين، كالمخيمات ومراكز الإيواء، ما يؤدى إلى استحالة عودة اللاجئين، لذلك أعتقد أن نتنياهو سيعتمد خلال الأيام القادمة على إشعال حرائق في الضفة وفى مراكز الإيواء والقيام بعمليات عسكرية نوعية، لتأجيج الأوضاع ، والبحث عن حل يفضي لضم المنطقة "ج" (الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية عسكريا ومدنيا) التي تشكّل 60% من الضفة الغربية.
لذا، علينا أن نعى أن هدف نتنياهو مِن التحرّك في الضفة هو ضم المنطقة "ج" لإسرائيل؛ ليصل للهدف الأكبر وهو القضاء على إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية، وهو ما يجب أن يدركه الفلسطينيون والعرب والعالم..