مع بدء مرحلة الحسم فى الحملة الانتخابية للرئاسة الأمريكية، وبعد أن أمّنت كامالا هاريس، نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية فى الانتخابات، دعم حزبها بشكل قوى، بدأت ملامح استراتيجيتها لتأمين الفوز أكثر وضوحا، وأحد بنود هذه الإستراتجية هو التواصل مع الكتل الانتخابية التى سبق ودعمت بايدن فى انتخابات 2020، لكنها كانت أكثر انتقادا له فى الدورة الانتخابية الحالية.
أهم هذه الكتل الانتخابية هو العرب الأمريكيين، والذين يٌقدر عددهم فى الولايات المتحدة بنحو 3.7 مليون، وفقا لمعهد العرب الأمريكيين وهو منظمة بحثية، ويتركزون فى ولايات هامة فى السباق الانتخابى، أبرزها على الإطلاق ولاية ميتشيجان. وأعرب قادة الأمريكيين العرب خلال الأشهر الماضية عن استيائهم من إدارة بايدن، والرئيس الأمريكى بشكل شخصى، بسبب موقفه الداعم لإسرائيل فى عدونها على غزة المستمر منذ قرابة 11 شهرا.
وإيمانا من هاريس بأهمية تأمين أصوات ذوى الأصول العربية فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 التى تعقد فى نوفمبر المقبل، أعلنت حملة المرشحة الديمقراطية الاستعانة بمحامية أمريكية من أصل مصرى، والتى كانت مسئولة سابقا فى وزارة الأمن الداخلي سابقا للمساعدة فى قيادة التواصل مع الناخبين الأمريكيين العرب.
بريندا عبد العال ومهمة التواصل مع العرب الأمريكيين
وستتولى المحامية بريندا عبد العال مهمة حشد دعم الجالية العربية المحبطة بسبب الدعم الأمريكى لإسرائيل فى حربها على غزة. وعينت هاريس بالفعل محامية أمريكية أفغانية الأصل، نصرينا باركزي، للتواصل مع الأمريكيين المسلمين، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
وشغلت عبد العال، التي نشأت في آن أربور بولاية ميشيجان ذات الجالية العربية الكبيرة والحاصلة على البكالوريوس والدكتوراه في القانون من جامعة الولاية، منصب مستشار بارز لوزير الأمن الداخلى. وانضمت إلى الوزارة في يناير 2021، بعد وقت قصير من مغادرة ترامب لمنصبه، لتكون رئيسة موظفي مكتب الحقوق المدنية بالوزارة.
وذكرت سيرتها الذاتية المنشورة على موقع وزارة الأمن الداخلى الأمريكية، أن عبد العال تم تعيينها كسماعدة الوزير لشئون الشراكة والمشاركة فى الأول من أغسطس 2022، وهو الدور الذى كانت فيه بمثابة المستشار الأساسى للوزير فى التواصل الخارجى، وما يتعلق بسياسات الوزارة واللوائح التنظيمية والتحركات على مستويات عديدة محلية. كما أنها تولت المشاركة فى رئاسة مجلس مكافحة العنف على أساس النوع بالوزارة.
وقبل تعيينها، قامت عبد العال بالتدريس في كلية الحقوق بجامعة ميشيجان وكلية الحقوق بجامعة مقاطعة كولومبيا. ولديها أكثر من 10 سنوات من الخبرة في العمل في مجال السياسات المحلية والعامة، والحقوق المدنية، والمسئولية الاجتماعية العالمية، ولديها اهتمام خاص بالعمل مع مجتمعات الملونين والأقليات الدينية.
وكانت بريندا رئيسة ومؤسسة لشركة بريدج ستراتيجيز، وهي شركة استشارية عالمية تركز على بناء القدرات والعمل الخيري الاستراتيجي، والاستشارات المتعلقة بالسياسات العامة". كما قامت بتدريس دورات حول المحكمة العليا الأمريكية، والتعديل الأول، والقضايا الدينية في جامعة نيويورك في أبو ظبى، وأنشأت عبد العال أحد أول برامج المسئولية الاجتماعية في المنطقة.
كما أن عبد العال، كانت تدير مدونة طعام وموقعًا إلكترونيًا يركز على المطبخ الشرق أوسطي. كما قامت بتدريس دروس الطبخ الشرق أوسطي في مدرسة للطهي في شمال فيرجينيا. وكانت مديرة لمنظمة غير ربحية هي "مسلم أدفوكاتس"، حيث قادت مجموعة تمثل أكثر من 1500 مؤسسة خيرية على مستوى الولايات المتحدة في مجال السياسة الداخلية والأمن القومي وقضايا الحقوق المدنية. وتعيش حاليا في ولاية فيرجينيا مع زوجها وولديها التوأم.
معركة الولايات المتأرجحة
من ناحية أخرى، بدأت هاريس مهمة من أجل الفوز بالولايات الأكثر أهمية فى السباق الرئاسى الحالى، أو الولايات المتأرجحة ، والتى من شأن إحداها أو بعضها أن تحدد الفائز بالبيت الأبيض.
فبعد نحو أسبوع من انتهاء مؤتمر الحزب الديمقراطى، هاريس إلى الجولات الانتخابية، بزيارة تستمر لمدة يومين لولاية جورجيا. ووصلت هاريس بصحبة المرشح الديمقراطى لمنصب نائب الرئيس تيم والز، حاكم ولاية مينيسوتا، إلى الولاية فى ثانى جولة لهما بالحافلة فى غضون أسبوعين.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن هذه الزيارة تمثل أحدث جهود لحملة المرشحة الديمقراطية للتنافس فى جورجيا التى أصبحت من الولايات الهامة بعد شهر من انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق.
وقال الحملة فى بيانها عن الجولة، إن القيام بحملات فى هذا الجزء (الجنوبى) من الولاية أمر بالغ الأهمية لأنها تمثل تحالفا متنوعا من الناخبين من سكان جورجيا الريفيين وسكان الضواحى والمناطق الحضرية مع نسبة كبيرة من الناخبين السود وأسر تنتمى إلى الطبقة العاملة.
وخلال جولتها التى شملت موكبا مكونا من 30 سيارة، أجرت هاريس ووالز نقاشا مع طلاب إحدى المدارس فى مدينة هينسفيل، حيث قالت لهم إنها جاءت لتخبرهم أن بلادهم تعتمد عليهم، فهم القادة. وبعدها توقفت هاريس ووالز فى إحدى مطاعم الباربكيو.
وكان بايدن قد فاز بولاية جورجيا فى انتخابات 2020 بفارق ضئيل، وأصبح أول ديمقراطى يفوز بها منذ بيل كلينتون فى انتخابات 1992. إلا أن العديد من الديمقراطيين تحدثوا سرا عن التخلى عن فكرة الفوز بالولاية فى انتخابات نوفمير المقبل، حيث أظهرت استطلاعات الرأى تقدم ترامب بفارق كبير على بايدن.
لكن نفس هذه الاستطلاعات، ووفقا لواشنطن بوست، تحولت لصالح الديمقراطيين إلى حد كبير منذ دخول هاريس السباق. ويستثمر الحزب الديمقراطى مزيدا من الوقت والموارد فى جورجيا مع محاولته عرقلة طريق ترامب المحتمل لتأمين 270 صوتا فى المجمع الانتخابى، للوصول إلى البيت الأبيض.
وتقول واشنطن بوست إنه لو فازت هاريس بجورجيا، أو ولاية نورث كارولينا القريبة التى لم تصوت للديمقراطيين منذ باراك أوباما فى 2008، فإن هذا سيزيد بشكل هائل فرص الديمقراطين فى الوصول إلى البيت الأبيض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة