أكرم القصاص

حروب نتنياهو.. «شمشون» ومزيد من الجبهات والعنف

الجمعة، 30 أغسطس 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من الواضح أن بنيامين نتنياهو يصر على فتح جبهات متعددة للحرب، فقد بدأ عمليات حرب فى الضفة الغربية، ناقلا الصراع إلى مستويات جديدة، بعد الفشل فى جر أطراف إقليمية - مثل إيران وحزب الله - إلى الحرب.


وبينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلى إبادته الجماعية ومجازره ضد المدنيين الفلسطينيين فى قطاع غزة، فقد كثف عملياته العسكرية فى شمال الضفة الغربية، مع شن غارات جوية وقصف مدفعى على مناطق النازحين الفلسطينيين فى القطاع، وسط وضع إنسانى كارثى نتيجة الحصار، ونزوح أكثر من 95% من السكان، وتستمر عمليات الاقتحام والاجتياح لأجزاء من غزة، بعد نزوح الآلاف بين مناطق غزة، فى حين يتساقط المدنيون، لم يعلن نتنياهو تحقيق أى تقدم فى إنجاز أهداف حقيقية، غير قتل المزيد من الأطفال والنساء، وتواصل قوات الاحتلال اجتياحها البرى لأحياء واسعة فى رفح الفلسطينية، منذ 7 مايو الماضى، وعدة محاور من خان يونس وغزة ودير البلح، وسط قصف جوى ومدفعى ومجازر مروعة.


ويبدو أن فتح جبهة جديدة - بالهجوم على الضفة الغربية - هو هروب جديد إلى الأمام، مع غياب أى تصورات أو خطط للحرب، بجانب أن إضعاف السلطة الفلسطينية فى كل من غزة والضفة من شأنه أن يفتح جبهات من أطراف وفصائل المقاومة، بجانب توقعات فى حال انسداد الآفاق بهذا الشكل لعودة أعمال فدائية وعمليات ضد قوات الاحتلال.


من هنا يمكن تفهم التحذيرات المصرية المتعددة من توسيع رقعة الصراع بشكل يضاعف من خطر مواجهات غير محسوبة، وقد حذر الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اتصاله مع المستشار الألمانى أولاف شولتز، من استمرار غياب دور دولى فاعل لمواجهة هذه الحرب، لأنه يفتح توقعات بجبهات متنوعة، وهو ما تحمله الرسائل المصرية طوال الوقت فى مواجهة التعنت الإسرائيلى.


الواقع أن تحرك نتنياهو تجاه الضفة، لا يمكن أن يعنى تفوقا أو تحركات من مركز قوة، بل العكس، لأنه يعنى عدم التأكد من تحقيق انتصارات أو أهداف أعلنها رئيس وزراء الاحتلال بعد عملية 7 أكتوبر، حيث أعلن استعادة المحتجزين بالحرب، وهو ما لم يتحقق، بالرغم من تكرار عمل تمشيط لمناطق فى غزة بعد نزوح أهلها، والهدف الثانى، هو القضاء على حماس، وهو أمر لم يتحقق أيضا.


وبالتالى فإن التحول تجاه الضفة الغربية قد يجر المنطقة إلى خطر حقيقى، وهو ما حذر منه الرئيس السيسى أكثر من مرة، خاصة مع الوضع الضعيف للمجتمع الدولى الحالى، بل أيضا الموقف الأمريكى المتردد والمرتبك وسط الاستعداد للانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الرغم من أن قرار مجلس الأمن فى أول يونيو تم بناء على مشروع أمريكى، أعلن الرئيس بايدن، أنه يتضمن المطالب الإسرائيلية، ومع هذا فقد قبلته حماس، لكن نتنياهو رفضه وواصل مراوغاته، وابتزازه للولايات المتحدة، وهو ما يمثل ضغطا على الديموقراطيين قد يقودهم إلى خسارة الانتخابات، ولعل هذا هو ما دفع إلى إرسال وفود مختلفة أمنية ودبلوماسية، آخرها وفد الكونجرس اليوم فى القاهرة، والذى يحمل رسائل لوقف الحرب وتبادل المحتجزين.


كل هذا يشير إلى خطر تحذر منه مصر، والتى خاضت - ولا تزال - حروبا فى مواجهة أكاذيب نتنياهو، كما أنها تتمسك بضرورة انسحاب الاحتلال من المحاور، وترفض أى تحركات على محور صلاح الدين من شأنها التماس مع الأمن القومى المصرى، بجانب تمسك مصر برفض التهجير والتصفية، والتمسك بأساسيات حل الدولتين، باعتباره الحل الأهم، فى مواجهة اتجاهات إسرائيلية ترفض قيام الدولة الفلسطينية.


ووسط هذا الغرور والمراوغة التى يتنباها نتنياهو للبقاء فى عالم السياسة، هناك توقعات بانفجارات غير محسوبة للعنف، فى الأراضى المحتلة، ردًا على الجرائم الإسرائيلية، لتبدأ دورة جديدة يمكن أن تهدد أمن إسرائيل فى حال استمرار حالة الغرور، وغياب العقل ومواصلة المراوغات هروبًا من كل مشروعات وقف الحرب، بل إن المجتمع الإسرائيلى نفسه يشهد انقساما ومخاوف من اتساع الصراع، وتتجدد مظاهرات أهالى المحتجزين للمطالبة بإتمام صفقة تبادل، وهو ما يتزامن مع تحركات أمريكية، تتواصل وسط موقف متردد ومرتبك، لكن نتنياهو يبدو أنه قد تبنى «الخيار شمشون»، الذى قد يفتح الباب للمزيد من الحروب والعنف.

 


 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة