كيف يسهم اقتصاد الهيدروجين العالمي فى تغير الجغرافيا السياسية للطاقة؟ محركا للنمو الاقتصادي المستدام في الاقتصادات الناشئة والنامية.. المحرك الأول لتطوير سلسلة القيمة سواء للاستهلاك المحلي أو للتصدير.. لتحقيق الأهداف المناخية 2050 الوصول ل 40 مليون طن 2030.. 435 مشروعا قيد التنفيذ باستثمارات 320 مليار دولار.
ينظر إلى الهيدروجين النظيف على نطاق واسع باعتباره عنصراً رئيسياً في تحولات الطاقة العالمية، ولا سيما لقدرته على إزالة الكربون من القطاعات التي يصعب تخفيفها، مثل الصناعات الثقيلة (الأسمنت والصلب والمواد الكيميائية، والنقل الثقيل النقل بالشاحنات والشحن والطيران ومن شأن اقتصاد الهيدروجين العالمي أن يغير الجغرافيا السياسية للطاقة، ومن الممكن أن يصبح محركاً للنمو الاقتصادي المستدام في الاقتصادات الناشئة والنامية التي تتمتع العديد منها بوضع جيد يؤهلها لأن تصبح المحرك الأول في تطوير سلسلة القيمة الجديدة للهيدروجين النظيف، سواء للاستهلاك المحلي أو للتصدير وذلك وفقا لتقرير الأوضاع البترولية العالمية لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك ".
ووأشار التقرير ،إلى أصدار العديد من دول العالم بالفعل استراتيجيات وخرائط طريق اتفعيل طموحاتها ويتطلب تحقيق الأهداف المناخية لعام 2050، أن تزيد مستويات إنتاج الهيدروجين النظيف بمقدار 20 ضعف لتصل إلى 40 مليون طن بحلول عام 2030، مع توقع أن يأتي نحو ثلثي الإنتاج من مصادر الطاقة المتجددة في حين أن الباقي سيكون من النوع المنخفض الكربون.
وتابع التقرير، هذا وتجدر الإشارة إلى أن الامتثال لسيناريو 1.5 درجة مئوية بموجب اتفاقية باريس لعام 2015 بشأن تغير المناخ، يجب أن يصل الإنتاج العالمي من الهيدروجين النظيف إلى 500 مليون طن بحلول عام 2050، الأمر الذي يتطلب استثمارات متراكمة بقيمة 25 تريليون دولار بين عامي 2023 و 2050 - أي ما يقرب من 1 تريليون دولار سنوياً، وفقاً لتقديرات البنك الدولي، يخصص حوالي %50 منها لإنتاج الهيدروجين، ونحو 25% للبنية التحتية الخاصة به، و 25% للاستخدام النهائي ،وعلى النقيض من هذه الاحتياجات الرأسمالية الهائلة المطلوبة، بلغ إجمالي الاستثمارات العالمية في الهيدروجين النظيف في عام 2022 نحو 6 مليار دولار فقط ومن الممكن أن تكون بعض اقتصادات الأسواق الناشئة والنامية من بين المنتجين الأقل تكلفة للهيدروجين النظيف على مستوى العالم بسبب ما تتمتع به من موارد طاقة متجددة وفيرة مما قد يجعلها تستحوذ على حصة تتراوح ما بين 25% إلى 50% من إجمالي الإنتاج العالمي.
وذكر التقرير ، ارتفاع عدد مشروعات إنتاج الهيدروجين المتجدد ومنخفض الكربون قيد التنفيذ من 230 مشروع في عام 2022 إلى 435 مشروع في عام 2023، وتصل حجم الاستثمارات العالمية المطلوبة لتنفيذ تلك المشروعات نحو 320 مليار دولار،يتركز الجزء الأكبر من هذه المشروعات على الهيدروجين المتجدد (412) مشروع، مقابل 23 مشروع للهيدروجين منخفض الكربون، ويقع نحو 25% من إجمالي المشروعات في اقتصادات الأسواق الناشئة والنامية (باستثناء الصين).
وأصاف التقرير ،أنه من أكبر المشروعات المعلن عنها وأكثرها تقدما هو مشروع نيوم في المملكة العربية السعودية الذي تبلغ قيمته 8.5 مليار دولار، كما وقعت سلطنة عمان مؤخراً ست اتفاقيات بقيمة 20 مليار دولار مع مطورين عالميين لبناء محطات لإنتاج الهيدروجين المتجدد، كما تم الإعلان عن 65 مشروع آخر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وذكر التقرير ،تشير دراسات البنك الدولي بشأن السيناريوهات والمشروعات قيد الإعداد إلى أن الاقتصادات الناشئة والنامية لديها القدرة على جذب استثمارات في الهيدروجين النظيف بأكثر من 10 أضعاف المستويات الحالية مع توقع أن يمثل الهيدروجين من الطاقة المتجددة، الذي يتطلب رأس مال أكبر من أنواع الهيدروجين الأخرى، حوالي 80% من احتياجات الاستثمار والتمويل الإنتاج الهيدروجين النظيفة،وفي هذا السياق، يقدر مجلس الهيدروجين الاستثمارات المطلوبة لتمويل إنتاج الهيدروجين النظيف حتى عام 2030 بمبلغ 700 مليار دولار، أي نحو 100 مليار دولار سنوياً، مقارنة بنحو 450 مليار دولار من الاستثمارات المتضمنة في المشروعات قيد التنفيذ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة