يكمن الأثر فيما نراه ونرصده على أرض الكنانة من حالة إعمار متتالية ومتوالية يصعب حصرها وتناولها وذكرها في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ذلك الرجل صاحب الهمة والعزيمة والإرادة التي لا تلين؛ فقد بذل من الجهود الحثيثة والمضنية كي يخرج بلادنا العزيزية من حالة العوز لحالة العزة، بل وثابر من أجل أن يحيا الإنسان على أرضه حياة كريمة في صحة تامة ومقدرة على العطاء؛ ليستمتع بمفردات جودة الحياة التي تبدو واضحة في مشروعات الدولة القومية بشتى ربوع الوطن.
ونوقن بأن ما يمتلكه المواطن المصري من قدراتٍ ومهاراتٍ وخبراتٍ تمكنه من أن يكون لديه دخلٌ ماديٌ في مجالٍ من مجالات الحياة الاقتصادية، ويصبح لديه الدافع والحافز لأن يحسن ويطور وينمي من خبراته؛ ليصل إلى مستويات الاتقان والابتكار فيما يؤديه، ويُسهم في التنمية الاقتصادية ببلاده، ومن ثم فإننا نوسمه برأس المال البشري، كونه المورد الأصيل الذي له مكوناتٌ ينبغي التركيز عليها والاهتمام بتنميتها بصورةٍ مستمرةٍ؛ حيث التزود بالمعرفة، وتنمية العمق القيمي الذي يؤمن به المجتمع، ويعمل على تعضيد المواطنة بكل أبعادها وأنماطها وقيمها؛ لنضمن تنميةً بشريةً متوازنةً ومستدامةً تساعد في نهضة الدولة المصرية بكل ما تملكه من مورد مادي وبشري.
إن إطلاق السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي للمشروع القومي الذي يستهدف التنمية بصورها المختلفة والتي تصب في بناء الإنسان المصري تحت مسمى "بداية جديدة لبناء الإنسان"؛ ليتضمن تنفيذ العديد من البرامج والمبادرات والخدمات والأنشطة الشاملة النفع والفائدة لشرائح المجتمع قاطبة وفئاته العمرية كلها بما يغطي ربوع الدولة المصرية لتتحقق ماهية العدالة والمساواة التي تسعى الدولة لتعضيدها عبر استراتيجية التنمية المستدامة لمصر (2030) والتي أضحت واقعًا ملموسًا ومعاشًا في شتى مجالات الحياة وتنوعاتها.
وقناعة الرئيس صاحب الرؤية السديدة والقلب النقي بأن الإنسان تقوم على أكتافه النهضة ويتحقق الإعمار بسواعده، جعله يصب جل اهتمامه على مقومات بناءه؛ حيث وفرت له الرعاية الصحية التي تجعله قادر على العمل ويتمتع بصحة جسدية ويخلو من كافة الأمراض المزمنة التي كانت عائقًا عن أداء مهام العمل، ورغم تعدد المبادرات الناجحة المرمى؛ إلا أن الرئيس يقدم جهود العطاء من أجل تحقيق استراتيجية التنمية المستدامة لرؤية مصر (2030)، في المجال الصحي؛ كي يطبق نظامٌ صحيٌ شاملٌ، يتسم بالجودة والإتاحة لكافة المواطنين، ويحقق الاحتياجات ويلبي المتطلبات في القطاع الصحي، بما ينتج عنه الرضا العام، والتنمية البشرية المقصودة، والتي يتوقف عليها التنمية الاقتصادية برمتها.
إن مشروع بداية يؤكد على أن مصر العظيمة بقيادتها الحكيمة ومؤسساتها الوطنية ماضية نحو تحقيق جودة الحياة في ضوء حزمة من السياسات والإجراءات والعمليات التي تنفذها الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والعمل الأهلي الوطني بهدف تطوير وتحسين الحياة الوظيفية، والشخصية لشعبنا العظيم بكافة فئاته، إيمانًا بأن ذلك ينعكس إيجابًا على الأداء العام، وبذلك تحقق الدولة أهدافها وتطلعاتها، وفي نفس الوقت تُلبي وتشبع رغبات مواطنيها، ما يضمن استمرارية نجاح الدولة وتقدمها، ومن ثم يحصنها ضد كافة التحديات المحيطة بها من جميع الجهات.
وما يطلقه فخامة الرئيس من مشروعات قومية تستهدف بناء الإنسان إنما يشير إلى النوايا الصادقة المرتبطة بتنفيذ ما جاء برؤية الدولة الطموحة؛ حيث نص هدفها الأول على (الارتقاء بجودة حياة المواطن المصري وتحسين مستوى معيشته)، وذكرت في تفاصيله بأنه يتحقق الارتقاء بجودة حياة المواطن المصري وتحسين مستوى معيشته بالحد من الفقر بجميع أشكاله، والقضاء على الجوع، وتوفير منظومة متكاملة للحماية الاجتماعية، وإتاحة التعليم وضمان جودته، وجودة الخدمات الصحية، وإتاحة الخدمات الأساسية، وتحسين البنية التحتية، والارتقاء بالمظهر الحضاري، وضبط النمو السكاني، وإثراء الحياة الثقافية، وتطوير البنية التحتية الرقمية، وهذا ما نراه عين اليقين على أرض الواقع.
ورغم ما يعيشه العالم بأسره من حالة ارتباك في المشهد الاقتصادي والسياسي، بل والاجتماعي؛ إلا أن بلادنا بفضل الله وكرمه واحة للأمن والأمان والاستقرار؛ فلدينا قيادة رشيدة لا تحمل إلا الإعمار والنهضة، ولا تسعى إلا للسلم والسلام، والخير والوئام مع شعوب الأرض قاطبة، وهذا يؤكد في خلدنا مسلمة لا ريب فيها تكمن في عزيمتنا الماضية نحو استكمال مسيرة النهضة المرتبطة بمشروعات الوطن القومية والتي صارت فرض عينٍ.
ونستقرئ من مشروع بداية أهمية بذل الجهود فيما نقوم به من أعمال والحرص على تحقيق مراحل الاتقان؛ ليتحقق لدينا الرضا والاستحسان، وتبقى ماهية الأثر في النفوس، ومن ثم هناك ضرورة للتدريب المستمر والحرص على اكتساب الخبرات بصورة متوازية مع ما نؤديه من أعمال لنصل إلى مستويات الاتقان المنشودة؛ فلا مناص عن أهمية تنمية قدرات الفرد لذاته؛ بالإضافة إلى تعضيد أو غرس ثقافة الاتقان التي تتصل بصحيح وثوابت عقيدنا وقيمنا المجتمعية المصرية الأصيلة.
إن الضمير الجمعي يؤكد على أهمية بناء الإنسان الذي يمضي في مسار النهضة والإعمار؛ فالاستثمار في البشر يحقق تنوع الاستثمارات التي تنهض بالدولة في كافة قطاعاتها ومجالاتها، ومن ثم أصبحت تنمية وبناء الإنسان المصري من أولويات الأمن القومي المصري؛ فعندما تتوافر سبل الاستثمار ومقوماته ومن يقوم به ويعمل من أجله؛ فإن ذلك يفتح مجالات لتدشين مجتمعات جديدة في ربوع الوطن تستطيع أن تحمي مقدراته وتصون ترابه وتنمي موارده وفي مقدمتها تعزيز بناء الإنسان.
ما نحصده من بناء الإنسان عبر مشروع بداية وما يتضمنه من برامج يسهم دون شك في تحسين مستويات الدخول التي تضاف إلى الدخل القومي للدولة وتدفع بعجلة اقتصاده، كما تتيح فرص العمل المتنوعة، وهذا الأمر مرهونٌ بعزيمتنا نحو استدامة دعمنا لبرامج المشروع الوطني؛ كي نضمن انتشاره وتحقيق الغاية منه؛ حيث تزداد القدرة التشغيلية بما يؤدي إلى تحسن المعيشة، ويحقق جودة الحياة المقرونة بعوامل الرضا والاستقرار والاندماج المجتمعي.
وندرك أن مثل هذه المشروعات القومية تضمن تعضيد الهُوِيَّة المصري في نفوس أبنائنا؛ حيث إن الهُوِيَّة تعبر عن ذات الفرد وكيانه الذي يرتبط بمولده وانتمائه، والثوابت التي يتمسك بها من لغة ومعتقد وقيم موجهة لسلوكه، ومقدرته في الحفاظ على تراثه، واعتزازه بثقافة موطنه، والتفاخر بحضاراته، والطموحات والآمال المشتركة مع بني وطنه نحو المستقبل.
إن استراتيجية التكامل التي يقوم عليها فلسفة مشروع بداية والذي يشمل في مكونه كافة جهات الدولة والمجتمع الأهلي والخاص بهدف تحسين جودة حياة المواطنين؛ إنما يؤكد ذلك في جملته على أن الهُوِيَّة المصرية التي تترجمها مجموعة القيم والخبرات التاريخية تُشكل وعي المواطن وتمده بالنسق المحدد لخصوصية المجتمع سواءً في الفكر أم الممارسة، وفي ضوء هذه المرجعية يتمكن من صنع إرادته التي يستطيع من خلالها أن يعبر عن ذاته ويرسم ملامح مستقبله، ويهتم بصقل شخصيته بتمسكه بالصفات الجوهرية المستمدة من تراثه الحضاري، وهو ما يجعله مشتركًا في السمات العامة لمجتمعه، بما يخلق لديه شخصيته القومية.
وفي هذا الخضم نؤمن بأن قوميتنا تُعد البصمة المميزة لحضارتنا المصرية عن باقي حضارات العالم؛ فبواسطتها نتدافع نحو الحفاظ على أرثنا الثقافي والحضاري والاعتزاز به، ونضحي من أجل الأرض والعرض، ونُعلى من مصالح الدولة العليا فوق الرؤوس، ونحترم المعتقد، ولا نقبل تهديدًا لكيان الدولة، ونقدر رموز الوطن، ونصطف خلف قيادتنا السياسية في المحن، ومن ثم تنمو لدينا الإيجابية التي تُشكل الولاء والانتماء والمواطنة الصالحة في النفوس.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة