منذ أيام قلائل تعرض أربعة من شباب مصر لحادث مروع لقوا جميعا حتفهم ، والأربعة يعملون في مجال الإنتاج الفني، وهم حسام شوقي ومحمود كمال وفتحي إسماعيل وتامر فتحي، وقد أعرب الكثير من أبناء الوسط الفني عن حزنهم وألمهم الشديد لفقد هؤلاء الشباب، لما يتمتعون به من علاقات طيبة ومحبة بين زملائهم وإخلاص في العمل ومن الواضح أنهم قد حققوا نجاحا كبيرا في مجالهم .
من المؤكد أن الحادث يؤلم أي إنسان يحمل مشاعر طبيعية، ومن المؤكد أن ما حدث هو مأساة كبيرة لأسرهم وأصدقائهم وزملائهم وكل من يعرفهم وحتى من لا يعرفهم، لكن الأمر المؤسف الذي يندى له جبين الإنسانية هو تلك الشماتة المعيبة والتدني الأخلاقي الذي أظهره المنتمون إلى جماعة الإخوان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والعبارات التي لا مثيل لخستها وانحطاطها ، والتي تعتبر موتهم هو انتقام إلهي بسبب مشاركتهم بالعمل في مسلسل الاختيار!
يقول أتباع الإخوان هذا وكل تاريخ جماعتهم ملوث بالدماء وبالخيانة والغدر ، يقولون هذا ونهاية قادتهم وهم بين يدي الله الآن أفظع بكثير مما لاقاه هؤلاء الشباب، بداية من حسن البنا وسيد قطب وصولا إلى من كانت السجون محطتهم الأخيرة ( اللهم لا شماتة ) ، ويقولون هذا وهم هاربون أو مختبئون كالفئران لا يستطيعون حتى أن يجهروا بانتمائهم لأن الشعب الذي ذاق مرارة أفعالهم لفظهم ولن يتركهم ولن يسامحهم في يوم من الأيام .
ليست هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها فلول الإخوان بتلك الأقوال الشائنة عمن رحلوا وتوفاهم الله ، وبالطبع لن تكون الأخيرة ، لأن هذه هي أخلاقهم وتلك هي مبادئهم، لكنهم في كل مرة يدللون على أن ما حدث في مصر من ثورة الشعب على حكمهم كان دليلا قاطعا على حكمة ووعي هذا الشعب ، ومقدرته الفائقة على تطهير نفسه بنفسه ، واننا كنا على حق حينما لفظنا تلك الجماعة التي لا تعرف عن الدين سوى إسمه ، ولا تعرف عن الإنسانية شيء، ولا تدرك حرمة الموت ولم تمر عليها الأخلاق .
لم أقرأ في حياتي أدنى مما نشروه ، ولم أر بين أعتى الأعداء ما يفعلوه ، وهم بسلوكهم الشاذ هذا يستمرون في نفس منهجهم البعيد كل البعد عن الدين الإسلامي وعن كل القيم والأخلاقيات التي رسختها الأديان والمبادئ الإنسانية حتى لمن لا دين لهم ، فهل لم يعلمهم قادتهم في الجماعة شيء عما يقال وما لا يقال ؟ ولم يمر عليهم في حياتهم شيء اسمه الفضيلة؟ إنهم في كل يوم يقطعون أي أمل لهم في أن يعودوا يوما إلى صفوف هذا الشعب ، ويحرمون أنفسهم من أي وسيلة يمكن أن تجعلنا ننسى جرائمهم التي ارتكبوها في حق هذا البلد وحق جيشه وشرطته .
حتى لو لم يكونوا يملكون من الأخلاق ما يردعهم أفلا يملكون من العقل ما يجعلهم يميزون بين ما يقال وما لا يقال ، إنهم ابتلاء ابتليت به بلدنا وخنجر في ظهورنا كلما وقع أمر تأكد لنا غدرهم وخيانتهم التي لن يمحوها الزمن ولن يغيرها العقل أو الانتماء أو حتى المصلحة، وليس لنا سوى أن نظل نلفظهم ونستيعذ بالله منهم ومن غدرهم وأخلاقهم ومن شرهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة