بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة، يكثر الحديث عن كليات القمة وكليات القاع - كما يطلق البعض عليها -، وتختلف وجهات النظر وتتباين الآراء بشأن معايير النجاح، وهنا يجب علينا أن نعى أن النجاح الحقيقي لا يقاس بمعايير محددة نتوارثها، ونتجاهل أن الأهداف تتغير وأن سوق العمل يتغير دائما، وأن الحياة تسير في اتجاه واحد.
ولكل من يسعى للنجاح، اعلم أنه ليس من الضروري أن تحقق أحلامك بالشكل الذي تريده، ولا تنسى أن الحياة مليئة بالفرص والبدائل، وأن إغلاق باب واحد أمامك لا يعني أن جميع الأبواب باتت مغلقة، وأن لكل منا له مهارات ومواهب وقدرات، لذلك فنحن لسنا نسخا عن بعضنا البعض، فما يجوز لك لا يجوز لغيرك والعكس.
لهذا رسالتى لكل طالب ثانوى، يجب أن يكون شعارك "أنت بطل حياتك، واصنع قمتك بنفسك حتى ولو كان والديك يريدون لك كلية معينة فهم فقط يريدون لك الأفضل وفقا لما هو سائد، وإنما الأمر يتوقف عليك وعلى مهاراتك ورغباتك وقدراتك.
وتيقن تماما – عزيزى الطالب - أن إرادة الله دائما تختار لك الأفضل، فامض فى طريقك مجتهدا حتى لو كنت خسرت شيئا، وتأكد أنك ستكسب أشياء أخرى فى المستقبل، واعلم أن النجاح هو القاسم المشترك بين طلاب العلم فى شتى المجالات، وأن الثبات على تحقيق الهدف هو الأهم حتى ولو اختلفت الطرق والوسائل.
وأخيرا.. الثانوية العامة ليست نهاية المطاف، والأمر لم يتوقف عند المجموع والالتحاق بكلية أو أخرى، بل لابد من مواصلة العمل والتعلم والاجتهاد واكتساب مهارات سوق العمل الجديدة والتسلح بوسائل الحداثة، وأن ننزع من ثقافتنا وعقولنا مصطلحات كليات القمة والقاع، ووضع الأهداف فى نصابها الصحيح، والبحث فى القدرات لتوظيفها فى مكانها السليم، فالنجاح ليس حكرًا على أحد، إلا أن ثمن بلوغه غالٍ