بصرف النظر عن النتيجة فإن منتخب مصر الأولمبى حقق نتائج مهمة جدا خلال رحلة الأولمبياد ووصل إلى المنافسة على البرونزية، بعد أن واجه المنتخب الفرنسى ببسالة وقوة أعادت الأمل لدى جمهور المنتخب فى أن يكون هناك جيل يمكنه استعادة منطق البطولات.
خاض المنتخب الأولمبى المباراة، وحقق نتيجة لم يسبق الوصول إليها، فى سجلات المنتخب الأولمبى من قبل، وهو المنتخب الأول الذى هز شباك أصحاب الأرض فى أولمبياد باريس بعد حفاظهم على شباك نظيفة فى المباريات الأربع الأولى فى المنافسات، كما أصبح محمود صابر لاعب منتخب مصر الأولمبى اللاعب المصرى رقم 40 الذى يسجل للمنتخب فى تاريخ الأولمبياد، وهو سجل فريد من نوعه يتصدره الأسطورة مصطفى رياض صاحب الأهداف الثمانية.
الشاهد أن المنتخب بقيادة مدربه البرازيلى روجيرو ميكالى، قدم عروضا مهمة وتفوق فى طريقة اللعب بفريق كامل وليس مجرد لاعبين، وهو الأمر الذى يجعل تعاطف الجمهور أقوى، باعتبار أن الفريق أخلص فى اللعب وقدم عروضا رائعة، تثبت أهمية اللعب كفريق ، بل إن المباراة مع الفريق الفرنسى انتهت بالوقت الإضافى ومع هذا قدم الفريق لعبا بطوليا حتى اللحظات الأخيرة فى مواجهة المنتخب صاحب الأرض والجمهور.
خلال الأدوار الأولى رأينا الإخلاص والشغف والروح الجماعية لدى فريق الوطنى طامحا فى الفوز وحصل على سر الجمهور الذى يمنحه للفريق طالما قدم ما عليه، ويمتلك الجمهور حاسة لا تخيب، تمزج بين الفرجة والعاطفة و العقل، الذى يقدر الجهد والإخلاص وبالتالى نحن أمام فريق أعاد الثقة لجمهوره، الذى يرى فريقه مستحقا، بما قدمه من الجهد والأداء، والروح الرياضية والتفاعل بإخلاص.
كل هذا يعيد النقاش حول مدى القدرة على تحقيق نتائج وميداليات فى الأولمبياد هذا العام، التى شاركت فيها بعثة كبيرة، لم تحقق الكثير هذا العام، بالوقوف على منصة التتويج والحصول على ميداليات سوى مرة واحدة عن طريق محمد السيد، الحاصل على برونزية الفردى فى سلاح سيف المبارزة، ونافس المنتخب الوطنى على برونزية القدم، وكانت مصر مؤهلة للحصول على ميدالية فى سلاح السابر عن طريق زياد السيسى، كونه المصنف الأول عالميًا، إلا أنه اكتفى بالتواجد فى الدور قبل النهائى دون الوصول لمنصة الميداليات، وكان من المتوقع أيضًا أن يحصد محمد حمزة ميدالية لمصر فى سلاح الشيش، إلا أنه ودع المنافسة من الدور ربع النهائى، على الرغم من قدرته على التتويج ببطولة العالم من قبل، مثل منتخب سلاح السابر الذى خسر فى دور الثمانية، منافسات سلاح الشيش ومقارناتها بالتوقعات بناء على نتائج اللاعبين والفرق السابقة تشير إلى تراجع فى عدد الميداليات، وتعهدات اللجنة الأولمبية بالقدرة على التتويج بعدد من الميداليات، والأمل أن تحقق البعثة فى الساعات المتبقية فوزا يفرح الجمهور مثلما جرى فى الأولمبياد السابقة.
فقد حقق أبطال مصر فى التايكوندو نتائج مفرحة، بأول ميداليتين فى أولمبياد طوكيو 2020، التى عقدت عام 2021 بسبب كورونا، حيث توجت فريال أشرف لاعبة منتخب الكاراتيه بالذهبية فى منافسات وزن 61 وفضية أحمد الجندى فى الخماسى الحديث و4 ميداليات برونزية من هداية ملاك وسيف عيسى فى التايكوندو، ثم محمد إبراهيم كيشو فى المصارعة وجيانا فاروق فى الكاراتيه.
وكان الأمل أن يحقق لاعبو البعثة المصرية هذا العام مزيدا من الميداليات، باعتبار أن الألعاب الفردية أو الأولمبية تستحق الجهد ويمكن للفرق والأفراد تحقيق بطولات وميداليات.
ومع انتهاء الأولمبياد، يتوقع بحثا ودراسة ما تحقق، من المنتخب الوطنى، أو اللاعبين فى ألعاب مختلفة ممن حققوا نتائج، أو من خسروا وأسباب هذا حتى يمكن تعديل الطريق أو الاتحادات، خاصة أن الدولة لم تتوان فى تقديم كل الدعم للألعاب وتكريم من فازوا فى أولمبياد طوكيو وتم إطلاق أسماء البطلات والأبطال على مشروعات وكبارى بقرار من الرئيس عبدالفتاح السيسى تشجيعا للجهد والتفوق، مع الأخذ فى الاعتبار أن عددا من أبطالنا صعدوا من مراكز الشباب والنوادى المتوسطة، بعضها فى مناطق شعبية، بجانب أبطال من النوادى الكبرى، وهو ما يجعل من المهم دراسة ما جرى للتعلم منه وبناء الاختيارات على الموهبة والتفوق بعيدا عن أى عناصر أخرى.
مقال أكرم القصاص فى عدد اليوم السابع الورقى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة