يشهد عصرنا الحالي تطوراً متسارعاً في مجال الاتصالات والتكنولوجيا، مما أدى إلى ظهور ظاهرة "التريند" كأحد أهم أدوات التأثير على الرأي العام وتوجيه الاتجاه العام للمجتمع، فما هو التريند وما هي آلية عمله؟ وما هي انعكاساته على سلوك الأفراد والمجتمعات؟ هذا ما سيجاوب عليه اليوم السابع في هذا التقرير.
يعد التريند هو أي موضوع أو فكرة أو شخصية تكتسب شعبية واسعة خلال فترة زمنية قصيرة، وذلك بفضل انتشارها السريع عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، وقد يكون التريند عبارة عن تحدي، أو أغنية، أو شخصية مشهورة، أو حدث سياسي، أو أي شيء آخر يجذب انتباه الجمهور.
ويتم انتشار التريندات عادةً من خلال الآليات التالية:
-
التفاعل الاجتماعي:
يبدأ التريند عادةً بتفاعل فرد أو مجموعة صغيرة من الأفراد مع محتوى معين، ثم ينتشر هذا التفاعل بسرعة كبيرة عبر الشبكات الاجتماعية، مما يشجع الآخرين على المشاركة والتفاعل.
-
الخوارزميات:
تلعب خوارزميات التي تستخدمها منصات التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في انتشار التريندات، حيث تقوم هذه الخوارزميات بتحديد المحتوى الذي قد يثير اهتمام المستخدمين بناءً على سلوكهم وتفضيلاتهم.
-
وسائل الإعلام التقليدية:
تساهم وسائل الإعلام التقليدية (التلفزيون، الإذاعة، الصحافة) في تعزيز انتشار التريندات من خلال تغطيتها للأحداث والأشخاص الذين يصبحون حديث الساعة.
ومن الجدير بالذكر أن التريند يؤثر على الاتجاه العام للمجتمع بعدة طرق، فتساهم التريندات في تشكيل الرأي العام حول قضايا مختلفة، حيث يمكن للتريندات الإيجابية أن تعزز القيم والمبادئ الإيجابية، بينما يمكن للتريندات السلبية أن تروج للأفكار الخاطئة والمعلومات المضللة.
كما يمكن للتريندات أن تؤثر على سلوك الأفراد، حيث يمكن أن تشجعهم على اتباع اتجاهات معينة أو تبني قيم جديدة.
بالإضاقة الي دفع عجلة التغيير الاجتماعي، حيث يمكن للتريندات أن تلفت الانتباه إلى قضايا مهمة وتؤدي إلى حشد الدعم من أجل إحداث تغيير إيجابي.
ومن تاثيرات التريندات "الحركات الاجتماعية و تفعيل الهشتاج " حيث ساهمت العديد من التريندات في إطلاق حركات اجتماعية ناجحة، مثل تفعيل هشتاج غزة تجوع و غيرها.
كما تؤثر التريندات بشكل كبير على سلوك المستهلكين، حيث تشجعهم على شراء منتجات معينة أو تبني أنماط حياة جديدة.
و لكن على الرغم من الآثار الإيجابية للتريندات، إلا أنها تحمل أيضاً بعض الآثار السلبية، كانتشار المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة.
بالإضافة الي خلق ضغط نفسي على الأفراد، خاصةً الشباب، الذين يشعرون بالحاجة إلى الاندماج في هذه الاتجاهات التي يتبناها الكثير من الأفراد.
ولتجنب الآثار السلبية لذلك يجب اتباع العديد من الخطوات، منها:
-
التثقيف الإعلامي:
يجب تعزيز التثقيف الإعلامي لدى الأفراد، لمساعدتهم على تمييز الأخبار الحقيقية عن الأخبار الكاذبة وتقييم المعلومات بشكل نقدي.
-
تنظيم وسائل التواصل الاجتماعي:
يجب على منصات التواصل الاجتماعي اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمنع انتشار المعلومات المضللة والكراهية.
-
تعزيز التفكير النقدي:
يجب تشجيع التفكير النقدي لدى الأفراد، لمساعدتهم على تكوين آراءهم الخاصة وعدم الانسياق وراء كل تريند.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة