تستمر وصلات السجال السياسي بين المرشحين في المناظرات الأمريكية التي تعُد الأكثر مشاهدة حول العالم ويتابعها الكثير من المشاهدين ، فتشتهر الانتخابات الأمريكية بمثل تلك المناظرات الرئاسية بين المرشحين ويتم تحليلها بعد ذلك من قبل خبراء حتي في لغة الجسد ! ويحاول كل مرشح اغتيال الآخر معنويًا وفضح كذبه وتشويهه بكل ما أوتى من قوة لكي يفوز بالمناظرة التي تكاد تصل إلى الكوميديا السوداء.
ولأول مرة تقابل كاميالا هاريس نائبة الرئيس دونالد ترامب ، وقال البعض أنها كانت متوترة لأنها تناظر مرشح رئاسي لأول مرة ، علي عكس ترامب الذي يجيد لغة الإعلام.
كانت المناظرة المذاعة على شبكة ا بى سى؛ بدون جمهور وكان يتم توجيه الأسئلة للمرشحين من قبل من يديروا المناظرة وبالطبع تم التطرق إلى كثير من الأسئلة عن الملفات الهامة على الساحة اليوم، مثل الاقتصاد وملف غزة وترحيل المهاجرين وحقوق المرأة وتقنين الإجهاض والحرب الروسية الأوكرانية .
كانت هاريس هي الأقرب للفوز بنقاط في ملف حقوق المرأة وتقنين الإجهاض والتحرش وكان لديها الحجة القوية في فرض وتعضيد وجهة نظرها بأنها شاهدت حالات تعدٍ على صديقاتها واغتصاب. وأن للمرأة الحق في التصرف في كل ما يخص جسدها كما قالت بلغتها ، وبالطبع ستكون هاريس الأقرب للناخبات من النساء وذلك لكونها تظهر تضامنها مع حقوق المرأة.
أمّا عن الاقتصاد فالاثنان كانا على قدم وساق، فقال ترامب أن عهده لم يشهد هذا التضخم ولكن جميعًا نعرف أن هذا التضخم العالمي كان نتيجة الصراعات العسكرية في روسيا وأوكرانيا وأن ليس هناك مؤسسة اقتصادية قادرة على كبح جماح هذا التضخم على مستوي العالم .
وكان من النقط القوية التي زادت من نقاط ترامب؛ هو قدرة مؤسسته الصحية على الصمود إبان جائحة كورونا ولكن سرعان ما اُخذ منه هذا الرصيد حينما سألوه عن أحداث " الكابيتول" أو الهجوم على الكونجرس في السادس من أغسطس ولم يكن رده قويًا ، حيث قال أنه غير مسؤول سوي عن الخطاب الذي ألقاه يومها.
وبالطبع لم تتوان هاريس في أن تقول أنه يسعي للرئاسة لتسقط عنه كل الاتهامات المدنية في أحداث الكابيتول.
أمّا عن ملفات الصراع فكانت حقًا الكوميديا السوداء ! ، فبالنسبة للصراع الروسي الاوكرانى قال ترامب انه لو كان في الحكم لما كان هذا الصراع بدأ في المقام الأول لان بوتين صديقه ! وفى روسيا استنكروا ذكر اسم بوتين على لسان المرشحين وقالوا أنه غير مستحب استخدام اسم الرئيس في تلك المناظرة وأنه كان يدعم هاريس بشكل هزلي قائلا أن ضحكتها جيدة !
وعن الحرب في غزة فكان الاثنان يتبادلان الاتهامات عن من يحب إسرائيل أكثر ! حيث اتهم ترامب هاريس أنها إذا تولت إسرائيل ، ستختفي إسرائيل في خلال سنتين ! وإنها لا تحب الإسرائيليين وسيختفي العالم العربي والاسرائيلى إذا تولت هاريس الرئاسة، وكانت هي تبرر قائلة أنها تحب إسرائيل وأن حماس هي التي بدأت تلك الحرب وحاولت أن تمسك العصا من المنتصف فقالت لابد أن تتوقف تلك الحرب من أجل المدنين من الجانبين.
أما عن بابا الفاتيكان فبعد تلك المناظرة ، وجه كلمه للأمريكيين قائلا؛ أن عليهم اختيار أقل الضررين فهاريس ستقنن الإجهاض وترامب سيرحل كل المهاجرين وهي خطيئة كبيرة منتقدًا المناظرة بشكل ديني.
تُرى أي منهم سيفوز برئاسة أكبر دولة في العالم؟