محمد إبراهيم الدويرى

جهود مصرية مكثفة للتهدئة وإنقاذ المنطقة

الإثنين، 02 سبتمبر 2024 06:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الحديث المتكرر عن أن المنطقة أصبحت على شفا حافة الانفجار لم يعد مجرد حديث للاستهلاك المحلى، حيث إن المتعمق فى تطورات الأوضاع فى المنطقة وطبيعة القضايا المثارة والتى لا تهدأ وتيرتها سوف يصل إلى مجموعة من التساؤلات الموضوعية المهمة وأهمها متى يقع هذا الانفجار؟ وما هى حدوده المتوقعة ونتائجه الكارثية المنتظرة؟

وعلينا أن نبدأ بموقف إسرائيل التى لا تزال تعبث بمقدرات الأمور فى المنطقة وتزيد من حجم التوترات وعدم الاستقرار بها ولا تعبأ سوى بتحقيق أهدافها ضاربة بعرض الحائط كل القوانين الدولية وكل الجهود الرامية إلى وقف التصعيد وعدم توسيع دائرة الصراع.

وفى هذا السياق تواصل إسرائيل حرب الإبادة على قطاع غزة التى قاربت على شهرها الحادى عشر، والتى أدت إلى حدوث كارثة إنسانية غير مسبوقة فى التاريخ الحديث من قتل واحتلال الأرض والتدمير الممنهج لكل مؤسسات القطاع دون استثناء، مع إثارة العقبات أمام إمكانية التوصل إلى هدنة لالتقاط الأنفاس، وهنا نجد أن نتنياهو قد عقد العزم على استمرار سياساته فى القطاع من أجل إيجاد أمر واقع جديد يخدم الموقف الإسرائيلى فى اليوم التالى لانتهاء الحرب.
وفى نفس الوقت نجد أن جبهة لبنان أصبحت على فوهة بركان نتيجة العمليات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله التى يمكن القول إنها ما زالت تسير فى إطار محكوم نسبيا، إلا أنه ليس من المضمون أن يستمر هذا الإطار لفترة طويلة، لا سيما مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران ومواصلة إسرائيل عمليات الاغتيال لقيادات عسكرية فى حزب الله مؤخرا أهمهم فؤاد شكر، وكذا اغتيال قيادى حماس إسماعيل هنية فى طهران، كما أنه فى حالة قيام إيران بالرد على إسرائيل فإن الأمور قد تخرج عن السيطرة.

ولا شك أنه رغم كل الجهود المبذولة من أجل حل أزمة غزة باعتبارها مفتاح تهدئة الوضع فى المنطقة، إلا أن نتنياهو لا يزال ينتهج سياسة العناد والتطرف التى يمكن أن تقود المنطقة إلى مزيد من التداعيات السلبية ويرفض كل المقترحات التى من شأنها وضع حد للتوتر الراهن، وهو الأمر الذى يؤكد أن الائتلاف الإسرائيلى الحاكم ليست لديه الإرادة السياسية اللازمة لتغيير معادلة الوضع الراهن، بل إن هذا الائتلاف قد أسقط من أجندته كل مفاهيم السلام والاستقرار فى المنطقة.

وفى خضم هذه التوترات التى تكاد تعصف بالمنطقة نجد أن مصر - التى تتبنى مشروع السلام والتنمية والاستقرار - تتحرك بصورة مكثفة من أجل عدم توسيع دائرة الصراع، وهو الأمر الذى حذرت منه القيادة السياسية مرارا، ومن ثم كانت مصر حريصة على أن تكون أول من يطرح مقترحات لحل أزمة غزة فى ديسمبر 2023، والتى أصبحت بمثابة القاعدة التى يتم بناء كل مقترحات الحل على أساسها.

وبالرغم من كل الصعوبات المحيطة بإمكانية التوصل إلى هدنة فى غزة والمرتبطة بشكل أساسى بموقف إسرائيل، فإن مصر تواصل جهودها على كل المستويات بهدف تقريب المواقف بين كل من إسرائيل وحماس، ونجحت بالفعل فى حل العديد من القضايا الخلافية، ولكن ما زالت الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلى بصفة خاصة غائبة وتحتاج إلى أن تكون أكثر نضجا وفاعلية وتبتعد عن المصالح الحزبية والشخصية الضيقة.

الخلاصة أن المنطقة بدأت تنتقل تدريجيا من أن تكون إقليما مضطربا إلى أن تكون إقليما قابلا للانفجار غير المحسوب، وبالتالى تتزايد المسؤولية على كل من الولايات المتحدة ثم على المجتمع الدولى، للإضطلاع بدورهم لإعادة الاستقرار فى هذه المنطقة الاستراتيجية قبل فوات الأوان.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة