أكرم القصاص

حروب «نتنياهو».. الدعاية والمواجهة فى غزة وإيران

الأحد، 22 سبتمبر 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كل المؤشرات تؤكد أن هذه الحرب فى غزة، تختلف عن مواجهات وجولات سابقة، حيث تتسع دوائر الحرب لتصل إلى ما يشبه الإبادة ومن الصعب توقع أن تكون الأطراف التى بدأت الحرب تعلم سيناريوهات ونتائج رد الفعل، بينما يبدو أن الاحتلال كان مستعدا للتعامل بنفس أطول من مرات سابقة، وهذه المواجهة مع جنوب لبنان مع إيران متغير جديد على شكل وطبيعة الصراع، فقد ظلت المواجهات بين إيران وإسرائيل إما تدور بالوكالة أو أنها تتم عبر حملات دعاية وعمليات خاطفة، لكنها هذه المرة مواجهة مباشرة سقطت فيها الستائر، أو أسقط الاحتلال هذه الستائر ويصر على جولة مباشرة تهدد باتساع الحرب فى الإقليم.

المواجهة مع إيران لم تتوقف على مدى العام، وبينما بقيت عمليات حزب الله فى سياق المواجهات المرسومة والخطوط المتفق عليها، فقد تجاوزت إسرائيل هذه الخطوط مرات، باغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، فى العاصمة الإيرانية طهران، بعد يوم واحد من تنفيذ اغتيال الرجل الثانى فى «حزب الله» فؤاد شكر فى بيروت، مع تواصل سلسلة اغتيالات لأكثر من 400 قيادة كبيرة، آخرها كانت عملية اغتيال  إبراهيم عقيل القيادى العسكرى والاستراتيجى فى حزب الله، بجانب شن الاحتلال لغارة جوية  الجمعة على الضاحية الجنوبية ببيروت ونتج عنها عشرات القتلى والجرحى، وأعلن حزب الله مقتل إبراهيم عقيل فى الضربة الإسرائيلية على الضاحية ضمن 15 قياديا آخرين من حزب الله.

الضربة الجوية جاءت بعد يومين فقط من عملية 17 و18 سبتمبر فى لبنان، والتى تضمنت انفجار آلاف من أجهزة «البيجر» كان يحملها قيادات من الحزب جنوب بيروت، وفى سوريا أصيب المئات من أعضاء حزب الله بصورة بالغة، قدروا بـ1500 جريح ووفاة العشرات، وبعدها تم تفجير آلاف من أجهزة الاتصال المباشر «تلى توك» بشكل متزامن أدى لمقتل واصابة العشرات، وكشف عن عمليات اختراق وتجسس وزرع متفجرات تمت على مدى الشهور الماضية، ومع إضافتها إلى عمليات اختراق سابقة تكون كاشفة عن تقدم الاحتلال بخطوات فى حروب التقنية والجواسيس، بما قد يشير إلى أن الاحتلال ربما كان مستعدا للتعامل ما بعد 7 أكتوبر، بشكل أكثر من خصومه، كما أنه قرر التعامل المباشر بعيدا عن حروب الوكالة والتهديدات الدعائية.

هناك الكثير من التحليلات تشير إلى أن إيران ربما لن تصمت وأنها ستشن هجمات أو تنفذ عمليات ردا على ما تم، لكن الردود التى تمت فى أبريل أو ما بعد اغتيال هنية كانت مجرد طلعات روتينية وأن المواجهة لم تقع بشكل كبير، خاصة أن الرد فى الحروب لا يفترض أن يكون انتقاميا أو مبنى على الانفعال، وإنما بتخطيط وليس مجرد ردود دعائية أو تهديدية، وهو ما قد يفتح الباب لعمليات تضاعف من انتشار العنف فى المنطقة وضد الاحتلال بأشكال مختلفة ردا على انسداد الأفق أمام أى حلول وتعامل مع نتنياهو وتيار متطرف فى إسرائيل.

الواقع أن هجمات إسرائيل على جنوب لبنان، تفتح المجال لتوسيع الصراع إقليميا، وهو ما سبق وحذرت منه مصر، التى كانت تنطلق من خبرة ورؤية واضحة، واجهت التهجير والتصفية وتمسكت بالسعى لإنهاء الحرب، والتوصل إلى هدنة تحمى غزة وتسمح بدخول المساعدات وإعادة الإعمار.

وتظل السياسة هى الطريق الأفضل لوقف هذه التداعيات، ومواجهة العدوان الإسرائيلى والسعى لوقفه بتدخلات دولية وإقليمية، بجانب كون الحرب كشفت عن أخطاء الأطراف المتنوعة فى المواجهة، والمبالغة فى حجم الادعاءات واستعراض القوة، أو أوهام تحقيق انتصارات، وعدم تقدير وقت المواجهة العسكرية أو السياسية، أو قبول العروض.

الواقع أن الغرور الإسرائيلى، ورغبة نتنياهو فى محو تأثيرات 7 أكتوبر يدفعان إلى حرب انتقام وإبادة، ورغبة من قبل الاحتلال فى إزاحة الستار عن صراع مباشر، ويصر على إزاحة الستار عن المواجهة بشكل يضعها مباشرة بعيدا عن تقاطعات ورمزيات سابقة.

نتنياهو يصر على تصعيد المواجهة مع إيران وحزب الله، بالرغم من تمسك الطرفين بعدم الدخول فى حرب واسعة، لكن الحرب هذه المرة كانت كاشفة بشكل كبير عن حجم وقوة وقدرة كل طرف وسط حروب الاختراقات والدعاية.


مقال أكرم القصاص

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة