تعيش مناطق كثيرة في العالم اليوم حالة من الاضطراب وضعف الاستقرار، منها المنطقة العربية، التي تُعدّ من أكثر المناطق توترًا واشتعالًا، ورغم هذا فإنّ أرض الكنانة لها رجال مخلصون حملوا على عاتقهم حماية الأرض والعرض مرتكزين على عقيدة راسخة أسست من نسق قيمي نبيل وخلق حميد تبناه الشعب المصري وآمن به؛ إننا نستشعر الأمن والأمان والاستقرار والطمأنينة بفضل الله تعالى، ثم بفضل جيشنا العظيم، الذي يمتلئ سجله بحفاوة البطولات التي تسكن الوجدان ولا تفارق الأذهان.
وصمود المؤسسة العسكرية يتأتّى من قناعة منتسبيها بالمهمة السامية التي لا تنفك عن حماية الوطن ومقدراته والزود عنه وإزالة صور التحديات التي تواجه الدولة المصرية من الداخل والخارج، ومرتكز الصمود يقوم على اصطفاف شعبي منقطع النظير، وإرادة سياسية جسورة رشيدة تنتهج فلسفة الحفاظ على قوة الردع ولا تنجرف في تيارات النزاعات اللامتناهية؛ لتحيا مصر آمنةً مستقرةً سخاءً رخاءً.
ونؤكد أن صمود المؤسسة العسكرية يقوم على منهجية علمية؛ حيث المعرفة الموثوقة والخبرات الممتدة والرؤية السديدة التي لا يستطيع أن يزايد عليها أحد، ما يغرس في أذهان منتسبيها الانضباط والقدرة على التحكم، كما أن اهتمام القيادة السياسية بتطوير أسلحة الجيش ورفع الكفاءة القتالية كان في مقدمة الأولويات؛ وهذا ما أكد مدى الرؤية الثاقبة للرئيس.
ومن صور صمود المؤسسة العسكرية ما يبذله خير أجناد الأرض من دماء ذكية في سبيل حماية الوطن، ومنها التضحيات التي يقدمها منتسبوها؛ ما بين عملٍ متواصلٍ دون زمن محدد، أو البعدٍ عن مسقط الرأس لفتراتٍ زمنيةٍ كبيرةٍ، أو مفارقة الأهل والأحباب لأيام وشهور وسنوات، أوتقبل للمحاسبة الرادعة عند حدوث تقصيرٍ في العمل أو ارتكاب خطأٍ؛ ورغم كل هذه التضحيات والتحديات التي تواجه منتسبي المؤسسة العسكرية إلا أن شبابنا يتهافت للالتحاق بها، ما ينبئ عن وعي وحسٍ وطنيٍ عالٍ ينتشر في ربوع هذا الوطن وبين أطيافه، وينسج لوحدة وطنية عامة، تُبشر بمستقبلٍ آمنٍ مستقرّ لوطننا العظيم.
ومع تماسك الجبهة الداخلية ووجود مؤسسة عسكرية صامدة قوية تعمل على مدار الساعة من أجل توفير الحماية لحدود بلادنا البرية والبحرية والجوية- ينتشر الأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار، ونعي وندرك ونثمِّن حرص القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية في تقديم الدعم المستدام للمؤسسة العسكرية صاحبة التاريخ المشرف.
وفي ضوء ما يحدث لا يساورنا الشك لحظة في أن بلادنا الآمنة لديها مؤسسة عسكرية مخلصة تمتلك قوة الردع التي تحمي بها الأمن القومي المصري، ومن أجل ذلك تتم الأعمال المضنية والجهود المتتالية ليل نهار من أجل تحقيق الغاية؛ إذ نوقن أن جيشنا العظيم يحقق الأمن المنشود في ربوع الوطن وعلى حدوده المترامية الأطراف وفق ما تتبناه من خطط ومخططات استراتيجية عسكرية متطورة.
لقد أكد القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية في رسالة فصيحة بأن مصر الحبيبة لديها جيش عظيم يمثل سيفها ودرعها الحامي، ولديه من القوة والكفاءة ما يحمي به البلاد ويدحر المعتدي، وهذا يجعلنا نتوجه بكل عزيمة نحو استكمال مسار التنمية والنهضة ونصل لمراحل الرقي والأزدهار، من خلال عملٍ جادٍ ومتواصلٍ بسائر المجالات والقطاعات بربوع الدولة المصرية.
ونوقن بأن جيشنا العظيم سيظل حاملًا لواء النصر على مر الزمان، وستبقى في الأذهان أن الشهادة شرفٌ لكل منتسبي المؤسسة العسكرية الصامدة، وسيسارع أبناء مصر جيل تلو الآخر بتقديم أروحهم ودماءهم فداءً ودفاعًا عن مبادئ جيشنا العظيم التي أسس عليها منذ قيام قلاع المؤسسة العسكرية صاحبة الشرف والبطولات، وسيبقى شعب مصر العظيم داعمًا دافعًا لجيشه الباسل ليؤدي رسالته السامية؛ لتبقى بلادنا عزيزة حرة أبيّة ما دامت الحياة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.