أكرم القصاص

صحة‭ ‬المواطن‭ ‬ووعود‭ ‬الحكومة‭ ‬فى‭ ‬ملف‭ ‬توافر‭ ‬الدواء

الأربعاء، 25 سبتمبر 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

طالما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬قضية‭ ‬الصحة‭ ‬فإن‭ ‬ملف‭ ‬الدواء‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬المهمة‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتركها‭ ‬ونتعامل‭ ‬معها‭ ‬بكل‭ ‬دقة،‭ ‬ونستغل‭ ‬كل‭ ‬الإمكانيات‭ ‬التى‭ ‬توفر‭ ‬الدواء‭ ‬ليصبح‭ ‬فى‭ ‬متناول‭ ‬المرضى،‭ ‬ومعروف‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬يمكنه‭ ‬استبدال‭ ‬الطعام‭ ‬والملابس‭ ‬لكن‭ ‬الدواء‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنه‭ ‬أو‭ ‬استبداله،‭ ‬وخلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬شهدت‭ ‬الأسواق‭ ‬بالفعل‭ ‬نقصا‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الأصناف‭ ‬الدوائية،‭ ‬خاصة‭ ‬أدوية‭ ‬الأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬القلب‭ ‬والضغط‭ ‬والسكر‭ ‬والأورام‭ ‬وغيرها.
‬من‭ ‬جانبها‭ ‬تحركت‭ ‬الحكومة‭ ‬وأعلنت‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمة،‭ ‬وحلها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬آليات‭ ‬متنوعة،‭ ‬وأعلنت‭ ‬هيئة‭ ‬الدواء‭ ‬عن‭ ‬ضخ‭ ‬كميات‭ ‬إضافية‭ ‬من‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أدوية‭ ‬الضغط‭ ‬والقلب‭ ‬والسكر‭ ‬والأورام‭ ‬والمضادات‭ ‬الحيوية،‭ ‬وأدوية‭ ‬التخدير‭ ‬والجراحات‭.‬


وخلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬تعاملت‭ ‬الدولة‭ ‬مع‭ ‬ملف‭ ‬الدواء‭ ‬بسرعة‭ ‬وحسم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توحيد‭ ‬هيئات‭ ‬الشراء،‭ ‬وأيضا‭ ‬المصانع‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬افتتاحها‭ ‬وتطويرها‭ ‬ومنها‭ ‬مدينة‭ ‬الدواء‭ ‬التى‭ ‬افتتحها‭ ‬الرئيس‭ ‬ودعم‭ ‬تطويرها‭ ‬قبل‭ ‬9‭ ‬ سنوات،‭ ‬بهدف‭ ‬تأمين‭ ‬صناعات‭ ‬الأدوية،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬خطوات‭ ‬مهمة‭ ‬فى‭ ‬صناعة‭ ‬وإنتاج‭ ‬الأدوية. ‬


وقبل‭ ‬أيام،‭ ‬السبت‭ ‬الماضى،‭ ‬أعلن‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬فى‭ ‬تصريح‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬كانت‭ ‬فى‭ ‬الدواء‭ ‬المستورد‭ ‬الذى‭ ‬يمثل‭ ‬9‭ % ‬من‭ ‬الدواء‭ ‬المتداول‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬المحلى،‭ ‬وكان‭ ‬لدينا‭ ‬580‭ ‬دواء‭ ‬نعانى‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬تداولها‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬ونجحنا‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬470‭ ‬دواء‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬لدينا‭ ‬نقص‭ ‬فى‭ ‬110‭ ‬أدوية،‭ ‬وخلال‭ ‬شهر‭ ‬تنتهى‭ ‬مشكلة‭ ‬النقص‭ ‬فى‭ ‬الأدوية‭ ‬المستوردة‭.‬


كلام‭ ‬الحكومة‭ ‬وزيارات‭ ‬وتحركات‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬مهمة‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬التعامل‭ ‬بسرعة‭ ‬ووضوح‭ ‬مع‭ ‬القضايا‭ ‬الخاصة‭ ‬بالدواء،‭ ‬والذى‭ ‬يمثل‭ ‬أهمية‭ ‬قصوى‭ ‬لكونه‭ ‬يتعلق‭ ‬بحياة‭ ‬وصحة‭ ‬ملايين‭ ‬المصريين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الفئات،‭ ‬وليس‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أخرى،‭ ‬وبالتالى‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تركه‭ ‬لحين‭ ‬تعقد‭ ‬الأزمة‭ ‬وإنما‭ ‬التدخل‭ ‬بسرعة،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬صناعة‭ ‬الدواء‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬عريقة‭ ‬منذ‭ ‬عقود،‭ ‬وبالفعل‭ ‬مصر‭ ‬تنتج‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الاحتياجات‭ ‬المحلية،‭ ‬لكن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬فقط‭ ‬بالأدوية‭ ‬المستوردة،‭ ‬ولكن‭ ‬بنقص‭ ‬الخامات‭ ‬الدوائية‭ ‬المستوردة،‭ ‬والتى‭ ‬تمثل‭ ‬أساس‭ ‬صناعة‭ ‬الدواء،‭ ‬بجانب‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬الاتجاهات‭ ‬لدى‭ ‬الشركات‭ ‬المنتجة‭ ‬لرفع‭ ‬أسعار‭ ‬بعض‭ ‬الأصناف‭ ‬لتعويض‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬التكلفة‭ ‬للخامات‭ ‬والتصنيع‭.‬


ومن‭ ‬بين‭ ‬أسباب‭ ‬الأزمة‭ ‬لجوء‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف‭ ‬لإخفاء‭ ‬الأدوية‭ ‬انتظارا‭ ‬لرفع‭ ‬أسعارها،‭ ‬وهى‭ ‬لعبة‭ ‬يفترض‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬بحسم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جهات‭ ‬الرقابة‭ ‬والجهات‭ ‬المختلفة،‭ ‬التى‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬الحساس،‭ ‬والدليل‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬يوفر‭ ‬الدواء‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬النقص‭ ‬نفسه‭ ‬فيه‭ ‬جزء‭ ‬مصطنع،‭ ‬وهناك‭ ‬أيضا‭ ‬تهريب‭ ‬الدواء،‭ ‬لأن‭ ‬الدواء‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬الأرخص‭ ‬فى‭ ‬المنطقة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يحتاج‭ ‬للتعامل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قنوات‭ ‬التصدير‭ ‬وإغلاق‭ ‬أى‭ ‬ثغرات‭ ‬للتهريب‭.‬


رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬أعلن‭ ‬عقب‭ ‬جولة‭ ‬له‭ ‬ببعض‭ ‬مصانع‭ ‬الدواء‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬آخر‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬15‭ ‬مصنعا‭ ‬جديدا‭ ‬للأدوية‭ ‬ليصل‭ ‬إجمالى‭ ‬عدد‭ ‬المصانع‭ ‬إلى‭ ‬172‭ ‬مصنعا،‭ ‬وأن‭ ‬إنتاج‭ ‬الدواء‭ ‬يغطى‭ ‬91‭ % ‬من‭ ‬الاحتياجات،‭ ‬وأن‭ ‬حجم‭ ‬التصدير‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضى‭ ‬نحو‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬مشكلة‭ ‬نقص‭ ‬الدواء‭ ‬فى‭ ‬سبيلها‭ ‬للانتهاء‭.‬


والواقع‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬البيانات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬صحيحة،‭ ‬بجانب‭ ‬أن‭ ‬نسبة ‭ ‬9‭ % ‬، والتى‭ ‬تتعلق‭ ‬بالاستيراد،‭ ‬تمثل‭ ‬أهمية‭ ‬قصوى‭ ‬لأنها‭ ‬تتعلق‭ ‬بالخامات‭ ‬التى‭ ‬تمثل‭ ‬قاعدة‭ ‬الإنتاج،‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬ثانية‭ ‬فإن‭ ‬الجهات‭ ‬الخاصة‭ ‬بتنظيم‭ ‬ومتابعة‭ ‬إنتاج‭ ‬الدواء،‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لديها‭ ‬قاعدة‭ ‬معلومات‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬توقع‭ ‬أى‭ ‬نقص‭ ‬فى‭ ‬الخامات‭ ‬أو‭ ‬المنتجات،‭ ‬ومتابعة‭ ‬عملية‭ ‬التسعير‭ ‬والتوزيع‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تعامل‭ ‬مسبق‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬ملف‭ ‬شديد‭ ‬الأهمية‭ ‬والدقة‭.‬


مع‭ ‬الأخذ‭ ‬فى‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬أزمة‭ ‬نقص‭ ‬بعض‭ ‬الأدوية‭ ‬بدأت‭ ‬أثناء‭ ‬تولى‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬مهامها،‭ ‬ووعدت‭ ‬بحلها‭ ‬منذ‭ ‬يوليو‭ ‬الماضى،‭ ‬وأن‭ ‬توفير‭ ‬الاعتمادات‭ ‬من‭ ‬العملات‭ ‬للخامات‭ ‬الدوائية‭ ‬له‭ ‬أولوية. ‬


‬وفى‭ ‬10‭ ‬يوليو‭ ‬الماضى،‭ ‬عقد‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬الدكتور‭ ‬خالد عبدالغفار،‭ ‬اجتماعه‭ ‬الدورى‭ ‬مع‭ ‬نواب‭ ‬وقيادات‭ ‬الوزارة‭ ‬ورؤساء‭ ‬الهيئات‭ ‬لمتابعة‭ ‬سير‭ ‬العمل‭ ‬بمختلف‭ ‬ملفات‭ ‬الوزارة،‭ ‬ويومها‭ ‬وجه‭ ‬بإعداد‭ ‬حصر‭ ‬دورى‭ ‬على‭ ‬فترات‭ ‬زمنية‭ ‬قصيرة‭ ‬بأرصدة‭ ‬الأدوية‭ ‬والمستلزمات‭ ‬الطبية‭ ‬ومعدلات‭ ‬الصرف‭ ‬الخاصة‭ ‬بها،‭ ‬لتوفير‭ ‬النواقص‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬والمستلزمات،‭ ‬ويومها‭ ‬بدت‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬مهمة‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمة،‭ ‬التى‭ ‬استمرت‭ ‬حتى‭ ‬بدأت‭ ‬الحكومة‭ ‬تتعامل‭ ‬معها‭ ‬مؤخرا‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬وهيئة‭ ‬الدواء‭.‬


هذه‭ ‬الخطوات‭ ‬مهمة،‭ ‬ويفترض‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬ملف‭ ‬الدواء،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬غرف‭ ‬متابعة‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬الملف‭ ‬يوميا،‭ ‬ومعرفة‭ ‬مدى‭ ‬أحقية‭ ‬الشركات‭ ‬المنتجة‭ ‬تعديل‭ ‬ورفع‭ ‬أسعار‭ ‬بعض‭ ‬الأصناف‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تحقق‭ ‬خسائر،‭ ‬ومنح‭ ‬الموافقات‭ ‬بسرعة‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬الجودة‭ ‬والتراخيص،‭ ‬حتى‭ ‬يمكن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأمر‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬ولا‭ ‬تتكرر‭ ‬الأزمة،‭ ‬التى‭ ‬تتعلق‭ ‬بصناعة‭ ‬استراتيجية،‭ ‬تخص‭ ‬صحة‭ ‬المواطنين‭.‬

p.18









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة