إن ما تقوم به المرأة من أدوارٍ متعددة على كافة الأصعدة وفي شتى المجالات العلمية والعملية والحياتية بتنوعاتها وأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية والتعليمية والبيئية، يدحض الموروث القديم لدى المجتمعات؛ فقد حققت تميزًا فريدًا فاق الخيال، وهذا ما ارتأته قيادتنا السياسية، ومن ثم مكنتها من المشاركة بصورة حقيقية في مجالات العمل قاطبة.
والواقع يؤكد أن ثمت وعي مجتمعي إيجابي تجاه شراكة ومشاركة المرأة في ساحات العمل المختلفة؛ إذ يُسهم تواجدها في تحقيق التنمية المستدامة بمختلف مجالاتها؛ حيث إن مقدرتها على العطاء وتحملها لتحديات وضغوط العمل باتت واضحة، كما أن مقدرتها على الإنتاج أضحت مبهرة، ويصعب أن نتجاهل دور النسق الاجتماعي والقيمي المصري الذي قدم الدعم لها؛ فأتيحت الفرص أمامها، وكفل لها الحق التام في التعليم والعمل وممارسة كافة المهن التي تضمن لها الكرامة، والاستمرارية فيهما جنبًا إلى جنب مع الرجل دون تمييز أو أفضلية تذكر.
وتُشكل المرأة في مكونها أصل المجتمع المصري؛ فهي الجدة والأم والأخت والأبنة، ومن ثم نجدها في وقت الصعاب بالصفوف الأولى تُضحي وتبذل دون تراخى، وتعطي بلا حدود؛ لذا أضحى وجودها مستحق ويستحيل الاستغناء عنها داخل البيت وخارجه؛ نظرًا لإنجازاتها التي أبهرت العقول، وتعدت التوقعات في شتى مجالات الحياة وتنوعاتها.
وحري بالذكر أن الصورة الذهنية عن المرأة المصرية ودورها الحيوي صارت واضحة؛ فلا يجرؤ أن ينفرد الرجل بمفردات الحياة المعقدة دون الاستعانة بالمرأة التي تقدم له الرؤى والرأي والمشورة السديدة والنصح والحكمة، ومن ثم تضئ له الطريق وتسانده بكل قوة ليصل إلى ما يصبو إليه، بل وتهيأه لأن يكون مستعدًا لمواجهة التحديات المتغيرة والمشكلات المتجددة، وتشاركه الفرح والحزن، ومن ثم يتحقق الإعمار والنهضة والرقي بتواجدها شريك فاعل مع الرجل.
وفي مجتمعنا الراقي نرصد حالة اطمئنان الرجل المصري على المرأة، التي تخرج له جيلًا يحمل الراية ويقبل التحدي وفق تربية اعتمدت على الموروث الثقافي الأصيل الذي يقوم على العطاء والإخلاص وحب الوطن والولاء والانتماء لكيانه وتقدير رموزه ورفع رايته وصون مقدراته، وبدون شك ضربت المرأة المصرية في مساندتها للرجل أروع الأمثلة بكثير من العطايا التي لا تنضب، والرجل المصري إذ يقدر ذلك ويعي مقداره، ومن ثم يمنحها الثقة والمحبة الخالدة والمتجددة.
ويشهد تاريخنا الآني أن المرأة المصرية ساهمت لك قوة في بناء جمهوريتنا الجديدة وساعدت في استقرارها ودعمت جهود الدولة في مجالاتها المختلفة وشاركت في استقرار الوطن، وأدهشت العالم بمواقفها الإيجابية والبناءة وتحديها لكافة الصعوبات التي واجهت الدولة المصرية؛ فكانت بمثابة سلاحًا فتاكًا ضد ما يروجه المغرضون ويبثه أصحاب الأجندات من منابرهم المقيتة، لقد اصطفت خلف الدولة وأحدثت حالة فريدة لم يشهدها التاريخ الحديث من ذي قبل؛ لتضع لمسات الأمن والأمان مع رجال الوطن المخلصين كل في موقعه ومجاله؛ لتتحقق مفردات ومقومات الأمن القومي المصري.
ومن دلائل تغير الصورة الذهنية عن المرأة المصرية أن البيئة السياسية المصرية في عهد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ساعدت في وصول المرأة المصرية للمناصب القيادية وما يتمخض عنها من مسئوليات جمة؛ لذا تحرص هذه المرأة المسئولة على أن تبذل الجهود المضاعفة والفكر العميق، وبهما تستطيع أن تخطط وتتخذ القرارات، وتصل بمؤسسات هذه الجمهورية لمستوى التنافسية والريادة، ومن ثم تساعد بقوة في إحداث تنمية مستدامة في مجالاتها النوعية.
نعلو بقدر المرأة ونفخر بها وبمكانتها في جمهوريتنا الجديدة؛ حيث نرى أنها باتت لا تشكل نصف المجتمع، بل هي المجتمع كله؛ فهي هدية الله في أرضه، وبدونها يسود الظلام على كوكبنا الزاخم بالأحداث؛ فهي المربية والمقومة والمعلمة والمهندسة والطبيبة والعاملة والوزيرة والسفيرة، كما أنها تشكل مصدر الوعي الصحيح والمشاعر الطيبة التي لا تنضب، وكما قيل (لا يعمل شيء إلا بها ولأجلها)، وصدقًا نؤكد أن سعادة الرجل مرهونة بامرأة تحمل الابتسامة والحنان المتلازمين.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
أ.د/ عصام محمد عبد القادر أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر